هيفاء نصّار: موقع الخيام.. ثورة مستمرة


وحده, صوت الموقع ينادينا, في مرجعيون والجوار, وعلى مشارف مدينة اسمها الخيام مع موقعها المميز و بابها الأشهر.

باب لطالما حضنته جبال طرزتها روابي وسهول, و زنّرها حزام اخضر وثورة مستمرة أنتجها موقع مميز اثبت فرادته.

فرادة موقع وهوية للبلدة والجوار على مر الايام التي خلت.

هذا الموقع الذي أسهم في تدوين جزء كبير من تاريخ المنطقة.

موقع مميز بشخص وشخصية مهندسه السيد أسعد رشيدي وفريق عمله المشرف.

هذا الموقع المغرد خارج السرب والجو العام في اشارة الى النأي بما هو سائد.

هذا الموقع الذي نهضت من ارحامه أشجار خيامية وغير خيامية قد أثبت " أن المجتمع يراد له منطق اخر غير المنطق القديم" (1)

وقد أثبت الموقع من خلال اسهاماته مقولة " أن المجتمع عبارة عن منظمة متفاعلة من العلاقات والمصالح. وهي صيرورة دائمة وتغير مستمر"(2)

وفي تغير مستمر.

لقد أسهم الموقع اسهاما تاما في تقوية تدوين تاريخ شعب من خلال تدوين نشاط الناس فيه. هذا التدوين الذي غاب على فترات عن تاريخ الجنوب اللبناني الذي عانى ويعاني من التهميش بسبب نقص وغياب الوثائق او اتلافها في بعض او كثير من الاحيان. ولا ننسى ما ينسب الى التاريخ من خلال ما يعرف بأرشيف الدول الغالبة التي تمحي في أغلبها تاريخ الاوطان. لا بل في فترات كثيرة كان التركيز على ما كتب في الاقتصار في كثير من الاحيان على اخبار الملوك, والمعارك, والاوبئة, والكوارث الطبيعية. وبعض الاعمال التي ركزت على المنطقة التي عانت على مدار عصور من الأهمال والتدمير والتنكيل وتاريخ كتاريخ بلدة الخيام يشهد.

لقد كرّس فريق الموقع العامل فيما قدّمه ويقدّمه مقولة ثورة مستمرة ويشهد القول في ذلك مقولة المفكر الفرنسي فولتير التي دعته بكل أمانة واخلاص الى اطلاق عبارته الشهيرة عام 1773 م : " في كل ما قرأت لم أجد سوى تاريخ الملوك والقادة والعسكريين, وانا كلي رغبة لمعرفة تاريخ الناس, كل الناس."

في محصلة القول, نستطيع ان نرى ونحدد الاشياء كيف ان موقعا مميزا في خيام العطاء ومن خلال ثورة مستمرة لبنانية بيضاء حدّد مكان أشخاص واشياء.

من على صفحات هذا الموقع المميز, السيد اسعد رشيدي وفريقه العامل, ألف ألف سلام وأضيفها تحية.


(1) منطق ابن خلدون في ضوء حضارته وشخصيته, د. الوردي علي, الشركة التونسية للتوزيع, 1977م ص. 7.

(2) نفس المصدر والصفحة.


* هيفاء نصّار - أوتاوا, كندا

تعليقات: