بعد 5 أيّام على بدء السجناء في مبنى الأحداث في السجن المركزي في رومية إضرابهم عن الطعام، مطالبين بتحسين أحوالهم، عملت إدارة السجن على فك الإضراب بالقوة بعدما اقتحمت قوة مكافحة الشغب المبنى وقامت بضرب السجناء الذين هاجم بعضهم العسكريين بالسكاكين والسيوف.
وتحدث سجناء في المباني المجاورة لمبنى الأحداث إلى «الأخبار» عن سماعهم، أول من أمس، صراخ زملائهم رغم المسافة البعيدة بينهم، وعن زخات من الرصاص المطاطي، تبعها وصول سيارات إسعاف إلى السجن. كذلك تحدث أهالٍ زاروا أبناءهم في رومية أمس عن وجود بقع دماء على الجدران وبقايا أثاث محطم ومواد غذائية مرمية أرضاً.
ونقل هؤلاء عن سجناء أن عناصر من قوة مكافحة الشغب، استُقدموا إلى رومية، اقتحموا زنازين مبنى الأحداث وضربوا السجناء بالهراوات والسياط والأسلحة، قبل أن يحطّموا الأدوات الكهربائية داخل الغرف من مراوح وتلفزيونات وسخانات وبرادات. وأضافوا إن عناصر القوى الأمنيّة أمروهم بخلع ملابسهم والاصطفاف عند الجدران لأكثر من ساعة، فيما فتشت غرفهم لضبط الممنوعات، ومنها الهواتف، ما أدى إلى انقطاع التواصل مع معظم السجناء في الداخل. في المقابل، ردّ بعض السجناء بمهاجمة القوى الأمنية بسكاكين وسيوف مُصنّعة يدوياً، ما أدى إلى إصابة عنصرين بجروح استدعت نقلهما إلى المستشفى. كما نقل عدد من السجناء ليلاً إلى مستشفيَي ضهر الباشق والحياة حيث تلقّوا إسعافات أولية قبل إعادتهم إلى السجن. وبحسب المعلومات التي يتداولها أهالي السجناء، فإنّ أحد السجناء ما زال في مستشفى ضهر الباشق بسبب كسور تعرّض لها. كما نقل أكثر من 15 سجيناً إلى المبنى «ج» الذي يُعدّ مبنى تأديبياً بغرفٍ انفراديّة.
وعزا السجناء الاقتحام وعمليات التفتيش إلى رفضهم الانصياع لأوامر إدارة السجن بفك الإضراب عن الطعام والشراب الذي بدأوه منذ 5 أيام بعد موت أحد نزلاء المبنى بسبب الإهمال الطبي، وللمطالبة بالاهتمام بأحوالهم وتسريع محاكماتهم، إضافة إلى تسريب سجناء في مبنى الأحداث صوراً من داخل المبنى ومن مستشفى ضهر الباشق توثّق حصول حالات إغماء وفقدان للوعي بسبب الإضراب، إضافة إلى صور لوجود حالات طفح جلدي لدى عدد من السجناء، وتصوير مقطع فيديو لعشرات منهم في باحة السجن أكّدوا فيه أنهم وصلوا إلى حالةٍ يُرثى لها، مناشدين رئيس الجمهورية ميشال عون والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خفض السنة السجنية إلى 6 أشهر بدلاً من 9.
وبعد عملية الاقتحام، نشرت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي صوراً تشير إلى ضبط أكثر من 50 سكيناً وسيفاً بين أغراض السجناء الذين فتشت غرفهم. فيما اتهم أهالي السجناء المديرية بـ«تسريب الصور للتغطية على استخدام القوى الأمنية العنف الوحشي».
ويستعدّ بعض أهالي السجناء للقيام بتحرّك ميداني وتقديم دعاوى قانونية ضدّ من تظهره التحقيقات مسبّباً بالقصد أو بالإهمال بازدياد حالات الوفاة داخل سجن رومية.
الناطقة باسم أهالي السجناء، عضو جمعية «أهالي الموقوفين الإسلاميين في السجون اللبنانية»، رائدة الصلح نبّهت إلى أن «الوضع داخل السجون بات ينذر بحصول كارثة»، داعيةً مجلس النواب إلى إقرار قانون خفض السنة السجنية.
تعليقات: