سفينة مصرية تنقذ مركب لاجئين من لبنان ببحر مالطا

انتشلت السفينة المصرية 60 لاجئاً لبنانياً وسورياً وفلسطينياً (الصور من صفحة مجلس الوزراء المصري)
انتشلت السفينة المصرية 60 لاجئاً لبنانياً وسورياً وفلسطينياً (الصور من صفحة مجلس الوزراء المصري)


بعد نحو 4 أيام من الاستغاثة، في مواجهة خطيرة مع الموت والغرق في البحر المتوسط، بالقرب من سواحل مالطا، تمكنت سفينة مصرية من إنقاذ ركاب قارب الهجرة غير النظامية الذي انطلق من عكار فجر السبت 27 آب الفائت، وكان ينوي التوجه إلى إيطاليا، في رحلة تستغرق نحو 9 أيام متواصلة بالبحر، قبل أن يتعطل المركب بهم بين اليونان ومالطا نتيجة كسر بالمحرك، وهرب القبطان، وفق روايات أهالي المهاجرين لـ"المدن" (راجع "المدن").

وأصدرت الشركة القابضة للنقل البحري والبري التابعة لوزارة النقل المصرية بيانًا تحدثت فيه عن تفاصيل عملية الإنقاذ، التي استغرقت نحو خمس ساعات متواصلة.


رحلة الغرق

ووسط قلق الأهالي في عكار، بعد انقطاع تواصلهم مع أبنائهم المهاجرين على المركب منذ يومين، يقول لـ"المدن" عمر مشمشاني إن كل ما يعرفونه هو نقل بعض المهاجرين إلى المستشفيات للعلاج، خصوصًا أن وضعهم الصحي حرج، بعدما جفت أجسادهم من المياه، وانقطعوا عن الطعام، وعاشوا رعبًا بمواجهة الأمواج، وتركهم بلا مساعدة من قبل اليونان وإيطاليا، إلى أن جاءت السفينة المصرية.

ولم يتحدد بعد العنوان الدقيق لتواجد هؤلاء المهاجرين. وتبلغ بعض الأهالي معلومات أنهم في اليونان، رغم تصريح الشركة المصرية أنها نقلتهم إلى مالطا.

ولدى مشمشاني نحو 20 فردًا من عائلته على متن هذا القارب، وهم من الرجال والنساء والأطفال، وباعوا -وفق شهادته- ممتلكاتهم، للمساهمة بشراء المركب والهجرة إلى إيطاليا بأي ثمن، رغم إدراكهم المسبق لإمكانية مواجهة الغرق، كون مركبهم لم يجهز بطريقة آمنة. وقال: "لا نعلم شيئًا عن مصير المهاجرين بعد علاجهم، لكننا نتوقع أن يرفضوا العودة إلى لبنان، رغم مخاوفنا على مصيرهم من التنكيل أو السجن في حال ألقت السلطات اليونانية القبض على بعض المهاجرين".

ويقول مختار ببنين زاهر الكسار لـ"المدن"، إنهم تبلغوا في ساعات متأخرة من ليل الثلثاء، "أن المهاجرين هم في جزيرة يونانية، وأن اللبنانيين يخشون جدًا على مصيرهم هناك، كونهم قد يتعرضون للسجن والتحقيقات، وقد يتم إجبارهم على العودة إلى بلادهم، خلافًا للسوريين والفلسطينيين".

ويأسف الكسار لعدم تحرك الحكومة اللبنانية بأي اتجاه رسمي لطلب إنقاذ المهاجرين، "كما لم تسأل عن مصيرهم في إهمال نراه في عكار متعمدًا"، وفقه. وسبق أن طلب الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة، محمد الخير، من سفيري اليونان وإيطاليا تحرك بلادهما لإنقاذ المركب، ولكن بلا جدوى


بيان الشركة المصرية

وكان ينقل هذا القارب 60 مهاجراً لبنانياً وسورياً وفلسطينياً (معظمهم من مخيم نهر البارد) جرى إنقاذهم جميعًا.

وحسب بيان الشركة القابضة للنقل البحري والبري المصرية، فإنه أثناء إبحار السفينة "وادي الكرنك" المملوكة لشركة الملاحة الوطنية، في رحلتها المتجهة من ميناء سفاجا إلى ميناء دانكرك بفرنسا، لنقل شحنة قمح إلى مصر، تلقت الشركة الساعة 7 مساء بتاريخ 3/9/2022 إشارة من نادي الحماية والتعويض الأميركي (P&l club) بوجود إشارات استغاثة من قارب في منطقة إبحار السفينة.

وذكرت الوزارة في البيان الذي نشره مجلس الوزراء المصري، أنه "وبناء عليه، فقد أصدرت إدارة الشركة تعليمات فورية لربان السفينة بتغيير خط السير واتخاذ كل ما يلزم لإنقاذ القارب". وأنه تم تغيير وجهتها بمقدار 40 ميلاً بحرياً والإبحار لمدة 5 ساعات في اتجاه منطقة القارب المشار إليه، وقامت السفينة بالتواصل مع القارب والاقتراب منه وربطه بجسم السفينة، وإمداد ركابه بكافة احتياجاتهم من طعام ومياه وأدوية".

ونشرت صفحة مجلس الوزراء المصري صورًا لمركب المهاجرين. وقالت الشركة إن السفينة تواصلت مع أقرب موقع للإنقاذ بمالطا، "وتم التنسيق على إبقاء القارب على وضعه مربوطًا بالسفينة، ولكن مع اشتداد الأمواج ودخول المياه إلى القارب، تم التوجيه بصعود ركاب القارب إلى سطح السفينة، بعد التنسيق مع مركز البحث والإنقاذ بمالطا، حفاظاً على أرواحهم".

وفصّل البيان أعداد وحالة المهاجرين كالتالي: "تبين أن جنسياتهم ما بين سوريين ولبنانيين وفلسطينيين، غادروا من لبنان في هجرة غير شرعية، متجهين إلى أحد الموانئ الأوروبية وعددهم 60 فرداً (24 رجلاً و12 سيدة و20 طفلاً وأربعة رضع) بعضهم كان في حالة إعياء شديدة، حيث ظلوا لمدة أسبوع على متن القارب بالبحر. وعلى الفور، قامت السفينة بتوفير مساحة للإعاشة لهم بالإضافة إلى تقديم كافة الاحتياجات اللازمة لهم".

وأشار بيان الشركة المصرية إلى أنه "تم التنسيق والمتابعة مع الجهات المعنية، من خلال غرفة عمليات الطوارئ بالشركة، ووزارة الخارجية المصرية، والهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية، وقطاع النقل البحري في مصر، ومركز البحث والإنقاذ بمالطا، حتى وصول السفينة إلى مالطا وعلى متنها المهاجرون، يوم 5 أيلول، وتمّ إنزال جميع الأفراد بسلام والاطمئنان عليهم جميعًا".



تعليقات: