«ناشط» عقدت مؤتمرها التنموي الفلسطيني الأول في بيروت


عقدت جمعية "ناشط" الثقافية الاجتماعية مؤتمرها التنموي الفلسطيني الأول بعنوان "زوادتنا، زراعة السطوح نموذجا"، في فندق الريفييرا في بيروت وذلك بحضور القائم بأعمال سفارة النرويج في لبنان سفين ورلدسن، العميد الركن في الجيش اللبناني إلياس يوسف، العميد نواف الحسن مدير الديوان ورئيس المحكمة العسكرية في أمن الدولة، النقيب وليد عويدات رئيس شعبة الاستقصاء في الأمن العام في الجنوب، عبد الهادي محفوظ رئيس المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع، محمد كليب نائب أمين سر اللجنة المركزية للجان الشعبية الفلسطينية في لبنان، الشيخ باسم الحسنية، ممثلين عن جمعيات خدماتية إنمائية ومؤسسات إعلامية.

افتتح المؤتمر بالنشيدين اللبناني والفلسطيني، ثم رحبت روان السيد بالحضور تلاها عرض فيلم عن المطبخ الفلسطيني الذي أسسته جمعية "ناشط" ويحمل اسم "زوادتنا" نسبة الى "زوادة" الطعام التي كان يأخذها الفلاح الفلسطيني إلى حقله في موسم الحصاد.

وتحدث الفنان والصحافي عبيدو باشا، مشيراً إلى أن "الشرفات والسطوح في مخيم عين الحلوة، على سعتها أو ضيقها، لن تُملأ بالورد ولا بالياسمين، خضار لا تغلق عيونها وتنام وهي تتفتح على الحياة، ذلك أن السطوح لن تعود فارغة قط، بعد أن تهادت المزروعات عليها كراقصات الباليه. بندورة وخيار وباذنجان على تراب خاص يرتب الأحلام بعيداً من رجال الثلج أو السابحين في بحار الصيف. إنه مشروع صلب، مشروع ضد الصخر، مشروع ضد التصحر."

بعده قدمت كل من: زهية فريجي، سحر المغربي، وفيقة الخطيب وسعدى الجليل شهادات عن التدريب الذي حصلن عليه في المطبخ الفلسطيني، وعن المأكولات الخاصة بالمناطق الفلسطينية، وكيفية الزراعة، لاسيما على السطوح في مخيمات اللجوء، وتحديداً في مخيم عين الحلوة في صيدا، "كمساهمة لإنشاء مشاريع تنموية تصب في خدمة النساء الفلسطينيات ومساعدتهن اقتصادياً واجتماعياً ونفسياً"، وأكدن أن هذا المشروع ساهم في تخفيف العبء والمعاناة عن عائلاتهن.

وقال القائم بأعمال سفارة النرويج سفين ورلدسن: "تعتبر النرويج شريكًا ثابتًا للبنان، وتعمل على تعزيز التقدم في مجال حقوق الإنسان وبخاصة حقوق العمال، من خلال شراكة طويلة الأمد مع لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني. كما تدعم السفارة مشاريع مختلفة تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية للاجئين الفلسطينيين في المخيمات والتجمعات من خلال الأونروا وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمنظمات غير الحكومية المحلية".

أضاف: "ناشط" شريك لنا منذ عام 2016، وقد دعمنا تنفيذ نماذج ناجحة من التعاونية النسائية، زوادتنا، والبستنة على السطوح تم تقديمها في وقت سابق"، مشيراً إلى أن "التعاونية والمزارعات كانوا كرماء بمشاركة منتجاتهم الطازجة (مثل الطماطم والخيار والأعشاب، إلخ) والمنتجات الغذائية (مثل المربيات، كعك القدس، إلخ) التي استمتعنا بها حقًا".

وتابع: "يسعدنا سماع شهادات اليوم من المستفيدين، ونثق أن هذين المشروعين يساهمان في تمكين المجتمع الفلسطيني، خاصة النساء، للإنخراط في أنشطة إنتاجية وتخفيف بعض الضغط من تدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي".

وختم: "نأمل أن تستمر هذه النماذج وتتوسع إلى مستفيدين جدد، وإلى تعزيز شبكة التضامن والحفاظ على غذاء صحي وعالي الجودة ليكون قادرًا على موازنة تأثير الأزمة حيث أنها تؤثر على جميع المجتمعات في لبنان".

من جهتها، قالت منسقة البرنامج التنموي في "ناشط" وفاء عيسى: "تجربتان كانتا بمثابة حلم "زوادتنا" (المطبخ الفلسطيني) وزراعة السطوح، تحولنا بفعل توفر عوامل الإرادة والتخطيط الجيد والإدارة الجيدة للموارد وتوفر الدعم المالي إلى حقيقة قائمة، صحيح أن التجربتين محدودتان من حيث القدرة التشغيلية ومقدار الفائدة، لكنهما كبيرتان من حيث انهما تكشفان عن فرص مهمة لتكريس منهج التنمية المستدامة ويمكن تعميمهما بحيث تطال عدداً أكبر من النساء والعائلات".

أضافت: "لقد أردنا من خلال هذا المؤتمر أن نسلط الضوء على أهمية التنمية في المجتمع الفلسطيني، التنمية القائمة على الإنتاج، الإبداع والعمل، لا بل أن نقول أن التنمية ممكنة وتساهم في تحسين مستوى الدخل، وأيضا أردنا التأكيد على أهمية دور المرأة في هذا السياق شرط تحفيزها من خلال تعزيز أطر العمل التشغيلية والانتفاع المادي من خلال أجور عادلة".

وتابعت: "لقد انطلقت التجربتان (زوادتنا وزراعة السطوح) من الإيمان بأهمية الدور الفلسطيني في التخفيف من معاناة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ولا يجب بأي حال أن نعفي أنفسنا من المسؤولية. نحن في جمعية ناشط نقدم نموذجاً تنموياً ناجحاً نسبياً، ونتمنى أن يستمر في برامجه حتى يتحول إلى نموذج قابل للتعميم، يعزز الأمل والتفاؤل بمستقبل أفضل".

وشكرت باسم جمعية "ناشط" "سفارة مملكة النرويج في لبنان ومن خلالها الشعب النرويجي الصديق، ولولا دعمهما لم تتحول الفكرتان إلى حقيقتين نتحدث عنهما الآن".

بدوره، أكد نائب أمين سر اللجنة المركزية للجان الشعبية الفلسطينية في لبنان محمد كليب "أبو وائل" "دعم كل المشاريع التنموية الهادفة والمستدامة التي تساهم في تخفيف معاناة شعبنا الفسطيني في لبنان، بخاصة المشاريع التنموية المستدامة، وخير ذلك ما قامت به جمعية "ناشط" بمشروع زوادتنا الذي بدأ في العام 2016 بالتدريب والانتاج والتسويق، فتم تأهيل وتدريبب فلسطينيات من شعبنا على يد الخبراء والمشرفين على صناعة مأكولات تراثية شعبية فلسطينية. كذلك ننوه بمشروع زراعة السطوح الذي بدأت به الجمعية عام 2019 في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمر بها لبنان وانعكست على شعبنا الذي يعاني اللجوء والحرمان".

وأكد "أن هذا المشروع ساهم في تخفيف العبء والمعاناة عن بعض العائلات المستفيدة، التي تدربت على زراعة الحضار والفاكهة على سطوح المنازل لضيق مساحة المخيم، ولاقى هذا المشروع ترحيباً من أبناء شعبنا في المخيمات".

وطلب من المؤسسات والجمعيات الداعمة والممولة والعاملة في الوسط الفلسطيني "العمل من أجل مشاريع تنموية مستدامة"، مشيراً إلى أن "نسبة البطالة والفقر تتعدى 70% من أبناء شعبنا الفلسطيني".











تعليقات: