المصارف وموظفوها يلوّحون بـ إجراءات قاسية: كرامة من المهدورة؟


علّقت جمعية المصارف وموظفوها في بيانين منفصلين على الأحداث الأخيرة المتمثّلة باقتحام مودعين لفرعين مصرفيين، والاستحصال بالقوة على جزء من وديعتيهما.

وكان لافتاً تطابق البيانين للمصارف والموظفين لجهة التهديد باتخاذ إجراءات قاسية لم يتم الإفصاح عن طبيعتها، في سبيل حماية المصارف ومن فيها.

موقف المصارف

وقد اجتمع مجلس إدارة جمعية مصارف لبنان اليوم الخميس بكامل أعضائه، وبعدما اطلع من إدارة المصرفَين المعنيَين على تفاصيل الحدثَين الأخيرَين، دان "بأقصى درجات الشجب والاستنكار ما تعرض له الموظفون المعنيون والزبائن المتواجدون معهم، وما بات يتعرض له باستمرار موظفو المصارف من تعديات لفظية وجسدية يومية وعلى الكرامات".

وأصدرت جميعة المصارف بياناً أعربت فيه عن رفضها "رفضاّ باتاً تحت أية ذريعة ولأي سبب، بأن تنتهك كرامات موظفيها وزبائنها أو أن يهدد هؤلاء في سلامتهم أو أن يستعملوا كرهائن، في وقت أن الموظفين يؤمنون خدمة جميع المودعين في هذه الأوضاع العصيبة بشكل يهدف إلى تأمين المساواة فيما بينهم، ضد محاولات الاستئثار بالودائع من قبل بعض المعتدين".

وناشدت المصارف الدولة بكامل أجهزتها السياسية والأمنية والقضائية بتحمل أدنى مسؤولياتها إزاء تدهور الوضع الأمني وعدم التخاذل مع المخلّين به، وسوقهم إلى المحاكم المختصة لكي يحاكموا محاكمة عادلة. هذا علماً أن المصارف لن تتأخر بعد اليوم عن ملاحقة المعتدين حتى النهاية.

وتابع البيان: إن مجلس إدارة جمعية المصارف الذي يعي تماماً المخاطر التي يتعرّض لها موظفو المصارف وزبائنها، سيضطر المصارف إلى اتخاذ إجراءات احترازية لتأمين سلامتهم. وإن الجمعية تعتذر سلفاً من الزبائن عن أي إزعاج أو تأخير قد ينتج عن تطبيق هذه الإجراءات، كون سلامتهم وسلامة موظفيها تأتي في رأس أولوياتها في الظروف الحالية الصعبة التي تمر بها البلاد. وتحتفظ المصارف بكامل حقوقها لاتخاذ ما تراه مناسباً في هذا الصدد حفاظاً على مصلحة موظفيها ومودعيها.

اتحاد موظفي المصارف

كما صدر عن المجلس التنفيذي لاتحاد نقابات موظفي المصارف في لبنان بيان لفت فيه إلى أن "ما حصل ويحصل اليوم من عمليات اقتحامٍ لفروع المصارف من قبل بعض المودعين وتعريض سلامة زملائنا في الفروع والمسّ بكرامتهم والتهديد والوعيد بالتكرار في الأيام المقبلة لم يعد مقبولاً، حيث يقتضي فوراً اتخاذ الخطوات والإجراءات التي أصبحت أكثر من ضروريةٍ من قبل السلطات الأمنية بالتنسيق والتعاون مع المصارف للحدّ من هذا المسار الخطير".

وتابع البيان "بعدما التزمنا الصمت حفاظاً على خدمة الزبائن ولو بالحدود الدنيا الموجودة، نُعلن بعدما بلغ السيل الزبى، بأننا لا ولن نقبل بعد اليوم بأن نكون كبش محرقة أو مكسر عصا وعرضةً للمخاطر والتمادي في نحر الكرامات، وإنه وإن لم تسقط حتى يومنا هذا إصاباتٌ ودماءٌ فمن يدري ماذا يُضمر لنا المستقبل في ظل غيابٍ شبه تامٍ من قِبل كافة المعنيين وفي ظل التهديدات التي تصلنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر مواقع أخرى .

إننا ومع كامل تفهّمنا لوجع ومعاناة المودعين، نُذكّرهم بأننا منهم، وإن ما يُعاني منه المودع يُصيبنا بنفس المعايير إن لم نقل أكثر، حيث أن مُطالباتنا تقف عند حدود محافظتنا على ديمومة العمل".

وأعلن اتحاد نقابات موظفي المصارف في لبنان أنه، في حال لم تُتخذ الاجراءات الآيلة إلى المحافظة على سلامة الموظفين في أسرع وقتٍ، سيتّخذ جميع الخطوات التي يراها مناسبةً إلى حين تأمين حمايتهم وصَون كرامتهم. فلقد صبرنا كثيراً وتغاضينا على جروحاتنا ولكن للصبر حدود. وختم: نأمل من كافة المعنيين الاستجابة لما تقدّمنا به كي لا نصل إلى ما لا نرغب الوصول إليه.

تعليقات: