هيفاء نصّار: معتقل الخيام


يعود اساس معتقل الخيام الى ثكنة انشأتها قوات الانتداب الفرنسي سنة 1933م لتكون مقرا لقوات المرابطة في منطقة الجنوب اللبناني. ومعتقل الخيام أساسه ثكنة ذات موقع استراتيجي هام. فهذه الثكنة عدا عن اطلالتها على بلدة الخيام تشرف بصورة كاملة تقريبا على منطقة اصبع الجليل في شمال فلسطين المحتلة من جهة, وعلى مرتفعات الجولان المحتل من جهة اخرى.

أما زنازين الاعتقال فقد صممت بالاصل كاسطبلات للخيول.

مع الاستقلال وجلاء الجيوش الاجنبية عن الاراضي اللبنانية, اخلى الفرنسيون الثكنة المذكورة ومن ثم تسلمها الجيش اللبناني سنة 1933م وظل الوضع على هذا النحو حتى اذار من العام 1978م عندما نفذت القوات الصهيونية اجتياحها الأول للبنان . وبعد هذا الاجتياح اعتمدت الميليشيات الثكنة كمركز للتحقيق نظرا الى وجود معتقل أنصار الذي جرى افتتاحه في 14 تموز 1982م, وتم زج الالوف من اللبنانيين والفلسطينيين فيه.

ومع فرحة الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب اللبناني في 23 أيار من العام 2000م, اقتحم الاهالي معتقل الخيام وحرروا الاسرى بعد هروب جيش الاحتلال وعملائه من أفراد لحد.

وقد شكل معتقل الخيام عملية دمج بين زمن الماضي وزمن الحاضر. زمن الماضي مع حقبة التعذيب والقمع والقتل المتعمد للأسرى. أما زمن الحاضر فهو بما يمثله المعتقل من رمزية مقاومة وشاهد على وحشية المحتل.

هيفاء نصّار

أوتاوا, كندا

الواقع في 19 أيلول, 2022




تعليقات: