الدكتور يوسف غزاوي
لعلي أميل في كتابتي لمقالتي هذه أن أترك قلمي يعبر ويختار الكلمات. لا شك أن رحلة الفنان التشكيلي المبدع الدكتور يوسف غزاوي سبقت رحلتي في الكتابة بأعوام, ولا اذكر متى تواصلت الرحلتان.
كنت أرافق أمي الى بيت الجيران. وبيت الجيران كان منزلا شمل ابداعات فنان دعته والدته منذ نعومة أظفاره الى رسم اللوحات و معها تدوين تاريخ الاوطان. فمنزل الجيران شمل ابداعات الدكتور الفنان يوسف غزاوي حيث اغرتني لوحاته منذ ذلك الزمان بالتمعن بمشاهدتها وأتاحت لي عالما سحريا جميلا.
في لحظة اذكرها جيدا, وان نسيت ملابساتها, تطلعت الى لوحات الفنان الدكتور يوسف غزاوي وتساءلت متى ارسم مثل هذا الفنان. كانت لوحاته مدهشة منذ ذلك الزمان, و من فرط قوتها يبدو القلق خبز لوحة الفنان. كان يهتم بلوحاته المميزة وما أنتجه كان جديرا بلفت الانتباه منذ ذلك الزمان. فقط أعلن بقوة عن دافع القلق الرابض في أعماقه. وكانت خطوطه هي معادلة كبرى لتأويل الحالة الغامضة المنفتحة التي عشنا فيها في ذلك الزمان. كانت لوحاته في تلك المرحلة من الايام أقرب الى المسرح الذي يعج بالأحاسيس, والمشاعر, وهو المخرج دائما وابدا المهتم بأدق التفاصيل الى حالة الهذيان.
أما الآن فأترك الكلام للدكتور الفنان يوسف غزاوي حيث يقول في
فرصة لقاء تحت شمس رخامية ما يلي:
عند الانتهاء من الكلمات جرى تصفيق حار وطويل في القاعة, أحسست حينها بنشوة اللحظة, وبأهمية وجودنا كفنّانين نعطي من قلوبنا ومن ذواتنا جمالا ننعش به قلوب البشرية, فهناك من يشعر بأهمية عطائنا ويقدّره كما يجب. إنها دول العالم مجتمعة. أحسست تكريما لكل زاوية من هذا الوطن العربيّ الكبير؛ لكل زاوية صغيرة ينتمي اليها هؤلاء الفنّانون
الآتون من المجهول, وللخيام نصيبها من التكريم, لكل حجر وشجرة وحبّة تراب فيها حنّت عليّ وأنا صغير. تبّا للحروب ولصانعيها, وتحية للفن الذي قال عنه هيغل يوما انه "محرك التاريخ"...ها نحن سفراء الجمال والتاريخ في مقرّ الامم المتحدة...فليحيا كل إنسان خلاّق رسول الله على الأرض.
الدكتور الفنان يوسف غزاوي /غرنيكا الخيام جدارية الوطن المشاغب سيرة امكنة ص 195
تعليقات: