وكأن الفنانة التشكيلية سهى صبّاغ على موعد مع قدرها الفني الذي جعلها ترفض كل موروث يشكّل حالة إتّباع. لا نعلم الى أي الأزمان تعود المرحلة الأولى في حياة الفنانة التشكيلية، ومعدة، ومخرجة الأفلام الوثائقية، والكاتبة، ولكن ما نعلمه أنها شخصية لبنانية استثنائية تطل الحروف العربية من إسمها. فنانة كل الحالمين بالحرية. لا يمكنك أن تتوقف في رصد تاريخها المشرق. ريشتها وفنها البالغا التأثير مقترنين بالدور الذي نذرت نفسها للقيام به، في بصمة فنية عالية، وجيشان أدبي صاخب، متدفق كنهر لبناني عارم، مع موهبة لا تخضع لقيود، تخرج محملة بأنين المعذبين.
سهى صبّاغ قدّمت كل شئ من شخصها وشخصيتها بإبداع حاكى وجع اللبنانيين. هي صاحبة كاريزما فنية خاصة، فهي لا يشبهها أحد. تبحث سهى النبطانية، الجنوبية الأصل, بعبقرية مستوعبتا، ومفسرتا، ومضيفة، في فنها الراقي. نظرتها في الفن متماسكة، ورؤيتها غير متشظية رغم كل الحروب.
تتوسع اهتماماتها، فكان منها فنانة تشكيلية من الطراز الأول. وهي تستدعي ذهنك حين تحيل الرسم بريشتها، وقلمها الأخاذ مكانة أثيرة لديها. وعلى خلفية نشاط سهى الثقافي، والفني، نقول أن نظرتها قد صاغتها، وحاولت بلورتها بأعمال فنية مميزة، شأن المميزين دائما.
وقد توسعت سهى في إهتمامها، فكان منها أن كتبت في الأدب وبالتحديد في القصة القصيرة، والرواية حيث حاولت غرس الشعر، فأعادت صياغة تاريخ المرأة بشكل أصبح لا يطالبها الجنس الذي تنتمي اليه الا أن تحترم الآخر، وتلقى احترام الآخر.
خاصمت سهى المستقر، والمألوف، وحاولت نقل التجربة، تجربة الفن
والثقافة خطوة أخرى. خاصمت ريادتها للفن التشكيلي، فإهتمت بإعداد واخراج الأفلام الوثائقية. وهي الفنانة التي لا تتوانى عن ارضاء طموحاتها الوليدة وغير الوليدة.
أما قصة سهى مع الشعر فهي متشابكة للغاية. فقد بنت أفكارها معالجة الشعر للقضايا الحياتية في دعوة خفية الى الواقعية بحسابات مشهودة لم تكن تعبأ يوما الا بكونها عربية المولد والنشأة.
إتساق الفنان مع ذاته ورسالته.
وقد اخترنا مما كتبته الفنانة سهى صبّاغ بقلمها المبدع ما يلي:
مثقل
مثقل
مثقل
الكون منشغل
الوباء يحرّم عليّ أي يد،
الطبطبة على الكتف
مثقل
مثقل
مثقل
السكون يمسح الصّور
سراب
أنت السراب نفسه
مثقل
شعر سهى صبّاغ
بتاريخ 20 كانون ثاني 2021
سهى صبّاغ ركن جميل بهيّ بفنه ورسالته. دام بوح ريشتك، فنّك، قلمك، وألوانك!
* هيفاء نصّار - أوتاوا، كندا
تعليقات: