حملة الاكثرية فضحت نيتها بالانقضاض على المقاومة
ومنطق جنبلاط يدفع الى ربطه بـ «جند الشام»
ما ان انهى اللبنانيون متابعة الكلمة المتلفزة للسيد حسن نصرالله عشية عيد المقاومة والتحرير، وبدلوا المحطة التلفزيونية الى اخرى، حتى فوجئوا بالوزير احمد فتفت يلقي عليهم «معزوفة اتهامية» من العيار الثقيل يساوي فيها بين سيد المقاومة والتحرير، وبين تنظيم ارهابي ارسله اسياده الاميركيون الى لبنان.
هذه السرعة في اطلاق الاتهامات جعلت البعض يربط بينها وبين كل ما جرى في مخيم نهر البارد، بدءاً بخلفيات وحيثيات اندلاع معارك الشمال، مرورا بمسارعة فريق السلطة الى انتقاد موقف حزب الله المتريث والصامت خلال الساعات الاولى لبدء المعارك وصولا الى موجة الاتهامات والاهانات غير المبررة بعد كلمة سيد المقاومة.
وفي هذا الاطار يعتقد البعض ان اداء فريق السلطة يظهره وكأنه كان متحضرا بل مترقبا لحلول ساعة الصفر لبدء حملته على الحزب والمقاومة اللبنانية. فتوخى من خلال تحوير معاني وابعاد وكلام السيد نصرالله زرع شقاق بين الحزب وبين الجيش اللبناني من جهة، وبين الحزب وحلفائه في المعارضة ولا سيما التيار الوطني الحر من جهة ثانية، وبينه وبين القواعد الشعبية على اختلاف انتماءاتها الطائفية والشعبية من جهة ثالثة. والهدف من كل ذلك التصعيد ضد حزب الله هو نزع الصورة السامية لمقاومته. وهو ما كشفه لاحقا النائب وليد جنبلاط عندما عبّر، عما يتمناه وليس عما هو حاصل، من انحسار وهج سيد المقاومة وتحجيمه، متلاعبا في تفسير كلام السيد نصرالله الذي كان واضحا في وضعه خطاً احمر لاستهداف المدنيين في مخيم نهر البارد وليس حماية للمجرمين، وتناسى جنبلاط ان امين عام الحزب شدد على معاقبة المذنبين الذين مسّوا بهيبة الجيش فكيف بأرواح عناصره!
وفي هذا الاطار، تذكّر مصادر معارضة ان السيد نصرالله كان صاحب الدعوة الاولى، غداة التحرير عام 2000، الى ضرورة محاكمة عملاء لحد وكل من تعامل مع العدو الصهيوني ضد اطفال وابناء ونساء الجنوب، مانعا اي مداهمات عشوائية لمنازلهم، او اقتصاصا فرديا منهم، مطالبهم بتسليم انفسهم الى الدولة والقضاء اللبنانيين، رافضا الدخول في اي سجالات او حملات اتهام ضد المدافعين عنهم، رغم سقوط العديد من الشهداء في المقاومة الاسلامية، ومن بينهم نجله الشهيد هادي نصرالله، ضحية غدر العملاء واسيادهم الصهاينة.
لقد تناسى جنبلاط ان موقف الامين العام للحزب كان دوما محاكمة المجرمين محاكمة عادلة، وليس تصفيتهم او هدم المنازل على رؤوسهم او رؤوس المحتمين بهم، سواء اكانت الحماية طوعية ام قسرية.
وتتابع المصادر فتشير بان غمز النائب جنبلاط ومحاولته للجمع بين المقاومة وبين تنظيم القاعدة، بناء على تفسيره الخاطئ لموقف وكلام امين عام الحزب انما هو غمز يفتقر الى المنطق، وان اعتماد منطق جنبلاط في رؤيته وربطه للامور من شأنه ان يجعل رئيس اللقاء الديموقراطي على ترابط مع «جند الشام» الذي هو احد فروع تظيم القاعدة، افلم يكن جنبلاط اول من تحدث عن الدولة المجوسية التي يريد حزب الله بناءها في لبنان ومن ثم جاء بيان «جند الشام» ليتوعد الجنرال ميشال عون بوصفه «حليف المجوس»؟!
وتلفت المصادر الى ان كلام جنبلاط، فيما عدا اتهاماته «اللامنطقية» لحزب الله ولسيد المقاومة، لم يحمل اي موقف مغاير لما قاله السيد نصرالله اذ ان جنبلاط اكد انه لا يطالب بالحسم العسكري او بدخول الجيش الى مخيم نهر البارد، وانما يريد تسليم القتلة الى الجيش، فبماذا يختلف كلامه عن كلام امين عام حزب الله؟! الا اذا كان جنبلاط وفريق الاكثرية يريدون من السيد نصرالله وكل اطراف المعارضة موقفا مؤيدا لزجّ الجيش في حرب شوارع داخل مخيم نهر البارد، لتحميل المعارضة، وهي خارج سلطة القرار، مسؤولية ادخال الجيش في حسم عسكري مع ما قد يترتب عنه من نتائج قد تكون اكثر من سلبية على السلم اللبناني ومستقبل المؤسسة العسكرية. وهو ما حسمه امين عام الحزب بتأكيده على عدم تغطية الحزب لاي معركة عسكرية او قرار باقحام الجيش في حرب مخيمات جديدة.
وتخلص المصادر الى التحذير من عواقب دخول البلاد مجددا في حرب السجالات السياسية، داعية الجميع الى التبصر والمشاركة في تحمل مسؤولية انقاذ الوطن، لان مسار الامر حاليا لا يوحي بالانفراجات، بل يوحي انه من دون فرض تسوية على اللبنانيين فان الامور غير قابلة للعلاج. وبالتالي هل يتعقل المسؤولون ويستغلون الفرصة الاخيرة للتلاقي فيرتشفون «قهوة التوافق الشامل» حتى ولو كانت مرّة بالنسبة الى البعض منهم او تثير حساسية في بعض مكوّناتها بالنسبة الى البعض الآخر؟!
تعليقات: