علي الذي حاول بيع كليته.. اقتحم البنك وفشل


موجع كان قهر علي ديب الساحلي، العسكري المتقاعد الذي حاول أن يستحصل على وديعته في مصرف BLCشتورا بالقوة، بينما كان عناصر القوى الأمنية والعسكرية يحاصرونه، خلال إخراجه من المصرف إثر عمليته التي باءت بالفشل صباح اليوم الثلثاء.


تعليم الإبن..

أصر علي لدى توقيفه على أن يتحدث إلى مراسلي وسائل الإعلام، محمّلاً القوى الأمنية ورئيسي الجمهورية ومجلس النواب مسؤولية سلامته، عبر التهديد بأنه "إذا حبسوني سأنتحر داخل النظارة وليتحملوا المسؤولية".

فما هي قصة هذا المودع الذي بلغ به اليأس حد التهديد بقتل نفسه، بعد أن كان سابقاً، وفقاً لما أكدته مصادر جمعية صرخة المودعين، قد عرض بيع إحدى كليتيه، تعبيراً عن يأسه من إمكانية تحرير جزء من وديعته الموجودة في المصرف.

وفقاً لرواية الناشط في الجمعية، ابرهيم عبدالله، فإن علي يحاول الحصول على مبلغ أربعة آلاف دولار من قيمة وديعته البالغة نحو 24 ألف دولار منذ أكثر من شهرين. وهو كان قد قدم للمصرف كل الإثباتات حول وجود ابنه في أوكرانيا لمتابعة دراسته. وإزاء تأخر المصرف بالإستجابة لطلبه، صار ابنه حالياً من دون علم ولا مسكن.

صباح الثلثاء كان المصرف قد ضرب موعداً جديداً لعلي. وهو ربما يكون قد حُدِّد للحصول على المبلغ الذي طلبه، وفقاً لما ذكره أحد موظفي المصرف. إلا أن غضب علي من الواقع الذي بلغه قبل تحرير جزء من وديعته، جعله يصر على الاستحصال عليها كاملة.


عملية الاقتحام

وفيما دخل علي إلى المصرف مع مسدس "مرخص" وقنبلة رمانة يدوية وعبوة بنزين، بدا حضور ناشطي جمعية صرخة المودعين في باحة المصرف دليلاً على تنسيقه المسبق معها. حيث تولى الناشطون رفع الصوت في باحة المصرف لدعم علي في مطلبه.

لم يخرج علي الرمانة اليدوية فوراً، بل ظهر متوتراً من خلف نوافذ المصرف لمجرد التلويح بمسدسه. ومع أن صرخته لم تخرج من بين حيطان المصرف، كان يمكن مشاهدة توتره وهو يفاوض مدير الفرع.

في المقابل، فشلت محاولات تهدئة علي من قبل زملاء عسكريين يعرفونه منذ خدمته في منطقة البقاع. وقد حاول بعض هؤلاء إقناعه بإدخالهم إلى المصرف، إلا أنه رفض الأمر. فلم يبق في الداخل سوى موظفي المصرف، الذين شوهد بعضهم يخرج من تحت مكتبه إثر إنتهاء العملية مع عدد قليل من المودعين. إثنان منهم موظفان متقاعدان تحدثا إلى الصحافيين من خلف قضبان الحديد التي أوصدت، وأعرب أحدهم عن خشيته من أن يراه أقرباؤه في مسرح العملية ويقلق عليه.

بعد نحو ساعة على اقتحام علي للمصرف، وُجدت ثغرة لتسلل الأجهزة الأمنية إلى مسرح العملية. إذ تذرع أحد الموظفين بأنه أصيب بنوبة خوف شديدة، فطلب إخراجه فوراً من المصرف، ليتبين أن ذلك لم يكن سوى جزء من الخطة التي وضعت لتسلل الأمنيين إلى الداخل.


الانقضاض على علي

من خلف نوافذ المصرف، شوهد أحدهم وهو يمسك يد علي بقوة لتجريده من سلاحه. وقد ذكر أنه عنصر في أحد الأجهزة الأمنية، وصودف وجوده في المكان كمودع. وكان تدخل عدد من موظفي المصرف وعناصر أمن الذين تكاثروا على علي بعد أن ظهر عليه علامات التعب، وشوهدت يداه وهما ترتجفان. إلا أن النقاش لم يتوقف بعد تقييد علي، وإنما استمر بحضور الأجهزة الأمنية، حين وُعِد علي -وفقاً لمصادرها- بتحرير جزء من وديعته، قبل أن يتم اقتياده بسيارة للقوى الأمنية. إلا أن مصادر المصرف لم تؤكد أو تنفي إمكانية منح علي وديعته، معتبرة أن الأمر منوط بالإدارة العامة.


الانقسام الجمهور

في هذه الأثناء كان التوتر قد تسلل إلى باحة المصرف المستهدف، وخصوصاً عندما انقسم المتجمّعون بين فريق قلق على أقربائه من الموظفين الموجودين في الداخل، وفريق يطالب بتضامن الموظفين مع المودع، فوقع تلاسن بينهما، كاد أن يتطور إلى عراك، إلا أن الأجهزة الأمنية تدخلت فوراً لتطويقه، وفصل الفريقين عن بعضهم البعض.

وكان تعليق آخر للناشط إبرهيم عبدالله الذي أكد بأن "جميعة صرخة المودعين تقف إلى جانب الناس التي تطالب بحقوقها، وليس هدفنا لا اقتحام المصارف، ولا إلحاق الأذية بالموظفين، وإنما مشكلتنا مع المصارف، ونطالبها بأن تجد مع الدولة اللبنانية حلاً لموضوع المودعين، لأنه إذا لم ينوجد الحل العادل، سيستمرون بمواجهة هذه المشكلة، مهما كانت الإجراءات الأمنية المتخذة. وسيستمر غضب المودعين الذين يطالبون بحقهم. ولهذا نقول جدوا حلاً لنرتاح ونريحكم"

تعليقات: