عندما ترتدي الشمس وشاح الغروب، وتستعد للغوص في بحر اللون، يسيطر الغسق على مرايا السماء، فتمسك بأطراف ردائها إيذاناً منها لموعد اللقاء اللازوردي.
وعندما يفتح البحر صدره لاحتضان الجمرة الكبرى، يتناثر رذاذ جبينها فوق أكتاف الموج الممتد من قلبها حتى شاطئ الأحلام الوردية، فتتكون لوحة زيتية تحاكي ذوبان الرماد في كأس من الإشراق.
وعندما نكتب عن مرايا اللون العابقة برحيق الطبيعة البكر، يتناول الصباح منديل الضباب ليمسح غبار الذهب المتناثر فوق مرتفعات الجمال.
إنه الفنان التشكيلي الدكتور حسين جمعة، الذي علق على خشبة الأيام لوحات الإبداع المنمقة والساحرة حدّ الدهشة.
حسين جمعة جمع بين سفوح التلال وأزقة القرى ووهاد المسافات العابرة، وألّف بين الأغصان والعصافير الذهبية التي ترسم بريش أجنحتها على قماش العشب المخملي أزاهير نيسان وقمر لياليه.
هذا الفنان الجميل الذي لم يترك مناسبة لونية إلا وكان السباق إلى حضورها ولم يدع معرضا للجمال إلا وزين جدرانه بلوحاته الرائعة، كان ولم يزل سباقا إلى المحبة والحضور، واكتساب قلوب الجميع بالحب والتواضع والتقدير ونحن بدورنا نتمنى له المزيد من التألق والعطاء والإبداع .
* فريال فياض (ناقدة وفنانة تشكيلية)
تعليقات: