الجلسة الهزلية افتقدت نصابها: التواطؤ على الشغور الرئاسي

نواب حزب الله: لبنان لا يمكن أن يدار بالتحدي (علي علوش)
نواب حزب الله: لبنان لا يمكن أن يدار بالتحدي (علي علوش)


مقتطع مسرحي هزلي خرجت به الجلسة الثانية لانتخاب رئيس للجمهورية، والتي لم تُعقد بسبب عدم توفر النصاب.


في البهو

الفصل الآخر من هذه المسرحية سيكون يوم الخميس المقبل في العشرين من الشهر الجاري، أي بعد أسبوع بالتمام والكمال، وفي اليوم الأخير قبل دخول لبنان في المهلة الدستورية الأخيرة لانتخاب رئيس قبل ابتداء الشغور، وقبل أن يتحول المجلس إلى هيئة انتخابية دائمة، وذات جلسات مفتوحة لانتخاب الرئيس.

71 نائباً حضروا في القاعة العامة، لم يؤمنوا نصاب أكثرية الثلثين أي 86 نائباً، فيما النصاب كان متوفراً في بهو المجلس وليس في مكان انعقاد الجلسة. فكتلة الوفاء للمقاومة المؤلفة من 15 نائباً لم تدخل إلى القاعة، تضامناً مع التيار الوطني الحرّ، الذي قاطع المجلس تماماً بذكرى 13 تشرين.

ما قبل دخول رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى القاعة العامة، اعتقد بعض النواب أن الجلسة ستعقد وأن النصاب سيتوفر، بما أن بعض نواب حزب الله أعلنوا عن نيتهم المشاركة، إلا أن ذلك لم يحصل. وقد تغيّب بعذر كل من فريد الخازن، طوني فرنجية، الياس جرادي، وضاح الصادق، سينيتا زرازير ونديم الجميّل.


انتخاب عصام خليفة

قبل الجلسة توالت مواقف النواب والكتل حول أسماء مرشحيهم، فاستمرت أحزاب القوات اللبنانية، التقدمي الإشتراكي وحزب الكتائب وكتلة تجدد بالتصويت لميشال معوض، فيما نواب التغيير مع نواب صيدا أشاروا إلى أنهم لن يصوتوا بالورقة البيضاء، وسيكون لديهم مرشح، بينما أكد النائب أسامة سعد أنه سيصوت للدكتور عصام خليفة. وفي هذا التصويت إشارة وعبارة ترتبط بملف ترسيم الحدود وموقف اعتراضي على ما يعتبره سعد، كما نواب التغيير، تقديم لبنان تنازل كبير لصالح العدو الإسرائيلي بالتخلي عن الخط 29، والذي يعتبر خليفة من أبرز المدافعين عنه.

على ضفة حزب الله لم يكن هناك أي مرشح، إنما شدد نواب الحزب على ضرورة التوافق على إسم المرشح، لأن لبنان لا يمكن أن يدار بالتحدي، ولا يمكن لأي مرشح تحدّ أن يصل إلى النتائج المطلوبة للفوز. فشدد الحزب على أنه ينتظر التوافق، وأنه لم يعلن عن اسم مرشحه كي لا يكون قد سلك منهج التحدي أيضاً.


بنزين مهدور

سأل برّي عن عدد النواب، فكان 71 نائباً داخل القاعة. حينها طلب النائب أسامة سعد الحديث بالنظام، إلا أن برّي ردّ بأن الجلسة لم تفتح بسبب عدم توفر النظام. النائب سامي الجميل أراد استغلال اللحظة لطرح ملف ترسيم الحدود فقال لبرّي: "دولة الرئيس، هل يمكنك توزيع نص اتفاقية ترسيم الحدود لمناقشته في المجلس بانتظار اكتمال النصاب، لأن دستورياً وقانونياً يجب أن يعرض الاتفاق على المجلس وأن تتم مناقشته". وأضاف الجميل متوجهاً لبرّي: "دولة الرئيس، بإمكانك أيضاً أن تخرج من القاعة وتجري دورية في الخارج لاستدعاء النواب إلى الداخل". إلا أن برّي لم يكترث واختار تأجيل الجلسة.

عندها اقترح النائب نعمت افرام دقيقة صمت عن شهداء 13 تشرين، فحظي اقتراحه بتأييد عدد من النواب، فيما نواب آخرون كانوا يطالبون بالتعويض عليهم بالمحروقات التي صرفت على الطريق هدراً لأن الجلسة لم تعقد.

تعليقات: