بدء قطاف موسم الزيتون وسعر صفيحة الزيت يُلامس الـ5 ملايين ليرة!


موسم قطاف الزيتون بدأ منذ أيام في المناطق القريبة من الساحل وفي المناطق الوسطى، فضلاً عن بعض المناطق الجبلية (عادةً، ينتظر سكّان هذه المناطق الجبلية أوّل مطر للحصول على حبّات زيتون ناضجة ونقيّة من الغبار). واستناداً إلى معلومات عدد من تجار الزيتون وأصحاب الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون فإن موسم هذا العام كان أكثر من جيّد خلافاً للعام الفائت. وعلى الرغم من ذلك، فإن سعر صفيحة زيت الزيتون الصافي، سعة 16 كلغ قد ارتفع من مئة دولار أميركي في الموسم الفائت إلى مئة وعشرين دولاراً في الموسم الحالي (خمسة ملايين ليرة لبنانية تقريباً)، وذلك نتيجة الارتفاع المتواصل في سعر صرف الدولار.

التاجر والمزارع ديب نمر من بلدة الرميلة في إقليم الخروب أكّد في حديث لـ"النهار" أن "ارتفاع سعر صفيحة زيت الزيتون هذا العام مردّه إلى ارتفاع سعر الدولار بشكل جنونيّ، وإلى تدنّي قيمة الليرة اللبنانية، ممّا انعكس سلباً على التاجر والمزارع، وبشكل خاصّ على المستهلك. ومن الطبيعي أن لا يقدم، أو يفكّر أيّ تاجر أو مزارع في تحمّل أيّ خسارة في تجارته أو في تصريف محصوله، وإنّما عليهما أن يفكّرا دائماً في الربح".

وعدّد "نمر" الأعباء المادية الجديدة التي طالت جميع الناس، ومنهم مزارعو الزيتون، فوجد أن أهمّها ارتفاع أسعار المحروقات والنّقل وأجرة اليد العاملة التي كانت في العام الفائت للشاب بحدود ثلاثمئة ألف ليرة لبنانية، وللفتاة بحدود مئتي ألف ليرة. لكنّها ارتفعت اليوم للشاب إلى أربعمئة ألف ليرة، وللفتاة إلى ثلاثمئة ألف ليرة في اليوم الواحد، كما ارتفعت تكلفة عصر الزيتون في معاصر الزيت نتيجة ارتفاع فواتير الاشتراك بالمولّدات الكهربائيّة، وأسعار الأسمدة وغالونات تعبئة زيت الزيتون؛ فكلّ ذلك أدّى إلى ارتفاع سعر الصفيحة، على الرغم من أن المحصول كان جيّد جداً.

ويرى نمر أن المتضرّر الوحيد هو المستهلك والمواطن اللبناني الذي لا يملك أرضاً أو شجرة زيتون واحدة.

طقوس وعادات معظمها تلاشى

موسم قطف الزيتون فقَدَ الكثير من طقوسه والعادات التي كانت ترافقه. قديماً كان الناس وأصحاب المواسم ينتظرون الوقت بشوقٍ وفرحٍ كبيرين، وكانت العائلة تجتمع، خصوصاً في مرحلة القطف، التي كان يشهدها الأقارب، والجيران أيضاً. كان الجميع من أقارب ومعارف يساعدون أصحاب الرزق في جني محصولهم، خصوصاً إذا شعروا بأن أمطار الشتاء ستتواصل خلال الموسم. كانت حبّات الزيتون تُقطف بالأيدي عبر الصعود إلى الشجرة بوساطة سلالم خشبيّة. أمّا اليوم، فإن أغلبية أصحاب حقول الزيتون لا يأبهون لهذا العمل، وبعضهم يقوم بـ"تضمينها" مسبقاً إلى التجار. ويعتمد أصحاب الموسم في قطفه على اليد العاملة، التي يغلب عليها اليوم النازحون السوريون الساكنون بكثافة في معظم القرى والبلدات والمناطق اللبنانية.

ومن العادات القديمة، التي لا تزال تحرص عليها ابنة بلدة المعمرية (جنوب شرق صيدا) أم "إيلي عطا الله"، إبقاء بعض حبّات الزيتون المتساقطة على الأرض في مكانها أو على بعض أغصان الشجرة المتدليّة، كما كانت تفعل عائلتها سابقاً؛ وذلك من أجل أن يستفيد منها بعض الأشخاص المحتاجين الذين ليس لديهم شجرة زيتون واحدة. وهي تدرك أن بعض الناس يقومون بتفقّد كروم الزيتون بعد انتهاء أصحابها من أعمالهم، ويعملون على لملمة وجمع ما تبقّى من حبّات الزيتون على الأرض أو على أغصانها.











تعليقات: