هيكالو ليحيى جابر.. عباس جعفر، حي الشراونة والتسامح

 أنا ابن حرب، أتعرف على بيئات مجتمعي من خلال هذه الأعمال
أنا ابن حرب، أتعرف على بيئات مجتمعي من خلال هذه الأعمال


مغامرة وتحد آخر في مسرحية هيكالو يتجلى في اختيار ممثلها الصاعد لأول مرة على الخشبة، والذي عرف بأدواره الطريفة واسكتشاته السريعة على شاشة التلفزيون. هي ليست المرة الأولى الذي يتعامل بها يحيى جابر مع ممثلين يخوضون تجربة المسرح للمرة الأولى. وعن الممثل الواحد يقول جابر: "كشاعر انطلق في كتابتي من صوت واحد وكمسرحي أعود دائما إلى المنادي والحكواتي في بحثي عن الراهن، من أحداث بيئتي المتعدّدة الاطراف. في هذا العمل كان التحدي أكثر صعوبة، والعمل على ممثل تلفزيوني يعتمد على الشفهية فقط في التعبير". هنا كان العمل يرتكز على الايحاء والمخيّلة واستخدام الاكسوارات وجسد الممثل المتحوّل من شخصية إلى أخرى ومن مكان الى أخر. يقول جابر: "ساعدني قلق عباس وسيرته الشخصية في توريطه أكثر بالذهاب في شخصياته على مدى حوالي الساعتين الى عمقها وتحريك ادواتها وانتاج المعنى منذ ظهوره وحتى خروجه من المسرح".


المسرحة لكسر الحدود

في مسرحية "هيكالو" أو "هيك قالوا"، يتابع يحيى جابر فتح ابواب المجتمعات المغلفة داخل المجتمع اللبناني الواحد. يستعير المفارقات والتناقضات والأحكام المسبقة التي تطالها ليقدمها بشكل جريء مختلف. يعاكس الانتاج الفني الذي يفرض قواعده واستهلاكه ووضع قيود المحرّمات في تناول هذه المجموعات على حقيقتها القصوى. "أحارب وحدي" يقول جابر، "عرضت في أماكن مختلفة من مطعم إلى حانة الى مسرح لأتحرر من سطوة الانتاج وقواعده. والانتاج هنا أعني من الشركات التجارية إلى المنظمات الأهلية. جميعها تفرض عليك شروط المنتج. فيما أرى أن المسرح يجب أن يلعب دوره في كسر الحواجز النفسية والمحرّمات وتقاليد المجتمعات وهواجس خوفها والأحكام المسبقة عليها. أنا ابن حرب، أتعرف على بيئات مجتمعي من خلال هذه الأعمال، واعتبر المسرح مكاناً لكسر الحدود واللقاء والتعارف والتسامح بعد عقود من الاقتتال" .

يحيى جابر وعباس جعفر في بلدة الدار الواسعة
يحيى جابر وعباس جعفر في بلدة الدار الواسعة


تعليقات: