أمين الشيخ علي: شاعر خيامي من طراز فريد

الشاعر الخيامي أمين الشيخ علي
الشاعر الخيامي أمين الشيخ علي


ركوة عرب لافتة فريدة جمع تحتها الشاعر أمين الشيخ علي العديد من أفكاره الشعرية؛ اذ وجد في الشعر تعبيرا عن مواقفه في الحياة.

ركوة عرب هي كنز حكايات ومنبعها الثري وذخيرتها التي لا تنضب. ركوة عرب رمز يتشظى ويتناثر ويتمدد ويتقلص بسحب بحر الكلام.

ركوة عرب عنوان لشعر فني رغب فيه الشاعر أمين الشيخ علي بإبداع عالم جديد بشكل تحولت معه القصيدة الشعرية الى قصيدة حيّة؛ فقد عمل في ركوة عرب بحماسة لا متناهية في خدمة الوعي الخيامي لحقوق المرأة. وقد حفزني الى الكتابة عن هذا الشاعر ما قرأته له وواجب الانصاف يدعوني الى ألقول ان النبراس الأول للشاعر تمثل في أشعاره؛ وقد صنع الشعر منه شاعر الخيام الأول. أما نسبة الشاعر الخيامي تصل بينه وبين الخيام الى أن يغار عليها ويذود عنها في كتاباته.

ثمة صفتان لازمتا الشاعر في كل اشعاره: الشجاعة وحرية الروح. والصفات النبيلة كالاصالة والوفاء والعمق والصدق. وليست تلك الصفات بصفات غريبة عن هذا الخيامي. وقد مثل هذا الشاعر ذلك الجبل الكبير الذي أسس لحداثة كبيرة في الشعر الخيامي الحديث. وقد وصل شاعرنا الى امتلاك أدوات مدهشة للوصف الشفهي والكتابي. وتتفتح اشعاره على ابتكار فعّال ومنتج يضج مزيدا من وهج الشعر ويظل ينشد الفضاء بقاعدته الرمزية الخصبة ابدا (المرأة). وهو يقول في ركوة عرب بتاريخ 15 تشرين اول 2022 ما يلي:

سأبقى في عام الزرع

افتش عنك، حبيبتي

بين حنايا الفؤاد

وزهور الياسمين

حين يتحدث الشاعر عما توحيه الخيام نحس أنه اتخذ المطر والعطر والينابيع والعواطف بيوتا ورموزا تعبر بنا الى الخلاص. أما جرأة الشاعر في نتاول الحياة اليومية فهي تنوع في مستويات التعبير. فنرى كتاباته تنطلق من أوجه متعددة: المرأة والاحلام وحالات من الانسجام، ونصائح للواقع في ذكر لبنان وعلى خارطته الخيام.

وهو يقول في ركوة عرب بتاريخ 4 تشرين أول 2022 ما يلي:

يا عاشق الصبح

قم للصبح وابتهل،

قبل الشروق أشرب قهوتي

أغنيه ولم أزل،

فيروز بالحب ترفدني

تفتح لوعة القبل،

آه، خيامي...

فيكي هادئا ثمل،

تعالوا أحبائي

نقبل الصبح

فيستحي ويبقى

غير مرتحل،

أن جملة القول أن في الخيام من موجبات الحب والحرص والغيرة في شعر الشاعر أمين الشيخ علي ثلاثة تشبه أن تكون حدودا. أما الحب للخيام فهو السكن الاول الذي فيه الغذاء والوفاء واما حرص الشاعر فانه الحقوق والواجبات التي هي مدار الحياة واما غيرة الشاعر فهي موضع النسبة التي يعلو بها الشاعر في شعره.

فإذا تقرر ذلك على الشاعر الخيامي، وجب عليه حب الوطن في كل هذه الوجوه، فهو سكنه وهو مقامه الذي لا يخاف فيه تعبيرا وهو موضع كل حقوقه وواحباته.

قبل أن اسقط شهيدا

على بابك المقفل

اقرئي آخر رسائلي

فهذا موسم شهادة

سيان بعدها لو تقابلنا

في السماء أو في

مواسم الزيتون

فقريبا سيحين

موعد القطاف.

(أمين الشيخ علي)


* هيفاء نصّار - كندا

تعليقات: