صبحي القاعوري: المعركة الاولى.. انتصار!

الدكتور غسان قانصوه
الدكتور غسان قانصوه


انتصر لبنان في معركته الاولى بالتنقيب على الغاز ، انتصر على العدو الاسرائيلي ، وهذا الانتصار كان نتيجة عدة عوامل:

اول من اعلن عن وجود غاز ونفط في لبنان براً وبحراً ، وقبل وجود تقنيات كما اليوم هو العالم الدكتور غسان قانصوه عندما قدم تقريراً هام 1968 الى قائد الجيش يومذاك العماد اميل البستاني الذي رفعه بدوره الى رئيس الجمهورية شارل حلو ، وقد احال التقرير الى وزارة النفط وبسبب الروتين الاداري اهمل التقرير وتكدس الغبار عليه حتى اصبح من الاثار .

اعيد تقديم التقرير الى الرئيس سركيس بناءً على طلبه ، وبسبب ظروف الحرب الأهلية لم يستطع الرئيس سركيس التنفيذ .

اعاد المرحوم العالم غسان قانصوه الأمر على المرحوم رفيق الحريري عندما كان الدين العام 20 مليار دولار ، وقال له يا دولة الرئيس انا مستعد لوفاء الدين خلال سنتين وادخل في خزينة الدولة اموالاً طائلة على ان اعطى الضؤ الأخضر لاستخراج النفط من البحر والغاز من سحم. ويحمر بدون ان تتحمل الدولة اية تكاليف وانا جاهز بالاتفاق مع شركتين فرنسيتين ،ولكن الحريري لم يوافق لأسبابٍ دولية واقليمية ، وتوفي العالم غسان قانصوه عام 2005 بدون ان يحقق حلمه .

وحيث ان كل المحاولات فشلت تحرك دولة الرئيس برّي سراً بطرقه الخاصة لترسيم الخطوط البحرية ودام هذا التحرك 10 سنوات كما افصح عنه قبل البدء في المفاوضات .

عام 2011 عين جبران باسيل وزيراً للطاقة والمياه ، واعاد فتح ملف النفط والغاز ريما مطلعاً على تقرير المرحوم العالم غسان قانصوه وقدم مشروعاً للتنقيب عن الغاز الى الرئيس ميقاتي ولكن الاخير اقفل على المشروع قرابة سنة ونصف الى نهاية حكومته عام 2014 .

بقي جبران باسيل ملاحقاً المشروع حتى تمت الموافقة على التنقيب في عهد الرئيس ميشال عون ، وقامت شركة توتال بالتنقيب ( البئر رقم 4 ) ولأسبابٍ سياسية وتدخل مافيات شركات النفط في لبنان والمسؤولين في السلطة الفاسدة اعلنت شركة توتال بأنه لا يوجد غاز ( أخيراً بان كذبها وكشفت عن اكبر مخزون غاز في البئر 4 ) وانسحبت ، ولكن باسيل الذي صرح بتاريخ 25/09/2012 ان : لبنان "جاهز تقنيا" لبدء التنقيب عن الغاز قبالة سواحله في البحرالمتوسط ، لم يسلم باسيل بما آلت اليه الامور من شركة توتال وبقي وراء الأمر حتى اقر العدوبالترسيم للمياه الإقليمية ولكن مجهود باسيل ورئيس الجمهورية لم يمكنا لبنان من الترسيموحدهما لأننا نعيش عصر القوة وليس بالسهولة موافقة العدو على الترسيم وهو الأقوىسلاحاً ومساندةاميركا له ، اذاً لا بد من مواجهة العدو الصهيوني واميركا بقوة تماثلهما عسكرياً وكانت هذه القوة جاهزة المتمثلة ب حزب الله الذي اخذ قراراً تاريخياً بالمواجهالعسكرية لحماية حقوق لبنان ( كل اللبنانيين )معرضاً بذلك الطائفة الشيعية فيما لو تمت المواجهة الى الدمار ، كل ذلك في سبيل مصلحة كل اللبنانيين .. انتصرنا في المعركة الأولى ، والعدو يستعجل التوقيع على التنقيب .

المعركة الثانية اشد شراسة من المعركة الأولى التي انتصر لبنان فيها بقوة حزب الله ، اما المعركة الثانية لا يستطيع حزب الله اشهار سلاحه بوجه الداخل ، حيث المعركة ستدور بين الدولة وشركات النفط اللبنانية ( مافيا النفط ) والسلطة الفاسدة وبعض الدول الاقليمية المتضررة من استخراج الغاز والنفط ، وهذه المعركة الأشد ضراوة وقسوة .. هل ينتصر لبنان فيها ؟

*الحاج صبحي القاعوري

تعليقات: