تلوث المياه وتداخلها مع مياه الصرف الصحي سينشر الكوليرا أكثر (المدن)
بين ازدياد حالات الكوليرا وتمدّدها على مستوى المناطق، والمخاوف المستمرة من حالة التفشي الوبائي السريع والمميت، وبين مناشدة وزير الصحة المنظمات الدولية لتوفير اللقاح، أظهرت النتائج المخبرية لعينات المياه التي توزّع في منطقة الغبيري (وغيرها من ضواحي بيروت) أنها غير صالحة للاستعمال بسبب تلوثها وانتشار الجراثيم فيها.
النتائج النهائية
وفي حديث "المدن" مع رئيس بلدية الغبيري، معن الخليل، أشار إلى أن بلدية الغبيري بادرت إلى إجراء فحوص مخبرية لعينات عشوائية من المياه التي توزع في منطقة الغبيري ومحيطها، وتم إختيار 11 عينة من مياه الصهاريج وإرسالها إلى المختبر المخصص لفحص المياه، وتبيّن أن 7 عينات من هذه المياه غير مطابقة للمواصفات الصحية، وتحتوي على جراثيم مقاومة للحرارة، وبعض العينات أثبتت نتائجها أنها تتداخل مع مياه الصرف الصحي. كما أنه بانتظار نتائج باقي العينات خلال اليومين المقبلين.
مصدر المياه
وحسب الخليل فإن مصادر هذه المياه متنوعة، ومنها: تحويطة النهر، الحازمية، سن الفيل، فرن الشباك وعين الرمانة. لاسيما أن عينة واحدة من المياه تعود لمصدر في منطقة الغبيري، قامت البلدية بإقفاله فور صدور النتائج، ومُنع من توزيع المياه إلى المنطقة.
ونظراً لأهمية هذا الموضوع الخطير على صحة المواطنين، والذي يتخطى إمكانيات بلدية الغبيري وحدها، أرسل الخليل نتائج عينات المياه إلى كل من وزير الصحة، فراس الأبيض، ووزير البيئة، ناصر ياسين، وذلك لأخذ التدابير اللازمة وإيجاد الحلول السريعة. كما أن بلدية الغبيري في صدد التجهيز لإطلاق حملة توعوية لأهالي المنطقة، تتضمن شرحاً مفصلاً عن طرق استخدام مادة الكلور بهدف تعقيم المياه.
سمعان يوضّح
ورداً على سؤال "المدن" عن وجود عينات من المياه الملوثة والتي يعود مصدرها لفرن الشباك، ردّ رئيس بلدية فرن الشباك، ريمون سمعان، أن هذه المعلومة غير دقيقة، فإن مصادر المياه في المنطقة محصورة بعين الدلبة، الديشونية، ونهر الكلب. وجميع هذه المصادر أثبتت نتائجها سابقاً أنها صالحة للاستعمال وغير ملوثة. ولكننا وحرصاً على سلامة السكان سنقوم بإجراء فحوص مخبرية لعينات المياه خلال الأيام المقبلة للتأكد من نظافتها.
إمكانية تمدد الكوليرا
من جهته، شدّد حسن رحال، دكتور الأمراض الجرثومية في مستشفى بهمن، على ضرورة إيجاد حلول سريعة لتعقيم المياه، فنتيجة تداخل المياه مع مياه الصرف الصحي ووجود جراثيم مقاومة للحرارة سيساهم في انتشار الكثير من الأمراض الجلدية والجرثومية والسرطانية لدى المواطنين، وسيشكل خطراً على حياتهم، كما أن استمرار وجود الجراثيم داخل المياه سيساهم في تأمين بيئة مناسبة لجرثومة الكوليرا وسيؤدي إلى انتشارها، وبالتالي هناك احتمال كبير في أن تجد جرثومة وباء الكوليرا بيئة مناسبة لها بين مجموعة الجراثيم الأخرى وهنا ستكون المشكلة كبيرة.
قرار محدد
ورداً على سؤال "المدن" عن استعداد المستشفيات الخاصة لاستقبال حالات الكوليرا، أوضح رحال أن هذا الموضوع دقيق جداً ويحتاج لقرار وموافقة وزارة الصحة، فهي التي تقوم بتعيين المستشفيات التي يخّول لها استقبال المرضى بسبب جهوزيتها. ولكننا نؤكد أن المستشفيات لا يمكنها أن ترفض أي مريض يعاني من عوارض وباء الكوليرا، ولكنها ستستقبله وفقاً لجهوزيتها وإمكانياتها، فحالات الكوليرا بحاجة لطرق علاج معينة وسبل وقاية مشددة للحد من تفشي هذا الوباء. علماً أن مستشفى بهمن قام بتدريب كل طاقمه التمريضي والطبي على التوعية من وباء الكوليرا وسبل الوقاية منه.
استمرار تلوث المياه وتداخلها مع مياه الصرف الصحي سيؤدي إلى ولادة أوبئة جديدة وإلى تفاقم الأمراض، وكل هذه المعطيات تنذر باقتراب تفشي وباء الكوليرا وسط عدم جهوزية المستشفيات لاستقبال المرضى.
تعليقات: