رئيس الحكومة البريطانية الجديد..سليل مهاجر هندي معادٍ للمهاجرين


سيصبح وزير المال السابق ريشي سوناك رئيساً جديداً للحكومة البريطانية بعدما فاز في السباق إلى داونينغ ستريت الاثنين، إثر عدول بوريس جونسون عن الترشّح وفشل منافسته بيني موردونت في التأهل.

وبذلك، سيدخل سوناك (42 عاماً) التاريخ كأول شخص غير أبيض يدير حكومة المملكة المتحدة. وهو حفيد مهاجرين من أصول هندية ومصرفي سابق ثري، سلك الطريق المعتاد للنخبة البريطانية.


معادي للمهاجرين

ومثلما كان باراك أوباما أول رئيس أميركي أسمر ومن أصول أفريقية، فإن ريشي سوناك حقق هذا الإنجاز في بريطانيا. ويرى مراقبون أن التاريخ أنصفه في وقت قصير، بعد أن تبيّن أن تحذيراته من خطة رئيسة الوزراء المستقيلة ليز تراس الاقتصادية سوف تجر على البلاد خسائر كبيرة، وذلك ما حصل بالفعل.

ويبين تاريخ تصويت ريشي سوناك على قوانين الهجرة واللاجئين، أن هذا السياسي ذي الأصول الهندية كان دائماً من مؤيدي أي قانون يقلص أعداد المهاجرين إلى البلاد، وكذلك يتشدد في موضوع استقبال اللاجئين.

وخلال قيادته لوزارة الخزانة التي تعدّ ثاني أهم وزارة بعد رئاسة الوزراء، منح كثيرا من التمويل لكل الجهود المبذولة لمنع وصول اللاجئين عبر بحر المانش.


مرشح وحيد

وقال المسؤول عن تنظيم الاقتراع لرئاسة حزب المحافظين غراهام برايدي: "يمكنني أن أؤكد أنّنا تلقّينا ترشيحاً واحداً صالحاً فقط"، مضيفاً "هكذا انتُخب ريشي سوناك زعيماً لحزب المحافظين".

وبما أن حزب المحافظين يملك الغالبية في مجلس العموم، يصبح سوناك رئيساً للحكومة، في مواجهة أزمة اجتماعية عميقة وفي ظلّ محاولة توحيد الأغلبية التي يعتبرها البعض غير قابلة للإدارة بعد 12 عاماً على وجودها في السلطة.

وبعد عطلة نهاية أسبوع شهدت مداولات مكثفة، أعلن سوناك ترشيحه الأحد قائلاً: "أريد إصلاح اقتصادنا وتوحيد حزبنا وتقديم المساعدة لبلدنا". ولتمييز نفسه عن بوريس جونسون، وعد بـ"النزاهة والاحتراف والمسؤولية".

وبمجرد تسليم استقالة ليز تراس رسمياً إلى الملك تشارلز الثالث، سيكلّف الملك، ريشي سوناك بتشكيل حكومة جديدة، في إطار جدول زمني يجب توضيحه قريباً.

وستكون هذه المرة الأولى التي يقوم فيها الملك الجديد بتكليف رئيس حكومة، بعدما كان قد اعتلى العرش في 8 أيلول/سبتمبر بعد وفاة والدته إليزابيث الثانية.

وبذلك، يصبح سوناك خامس رئيس للحكومة منذ إجراء الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في العام 2016، والذي فتح الباب أمام فصل طويل من الاضطرابات الاقتصادية والسياسية غير المسبوقة في المملكة المتحدة.

وكان سوناك قد خسر السباق إلى داونينغ ستريت هذا الصيف، والذي فازت فيه ليز تراس. إلّا أن هذه الأخيرة أعلنت استقالتها بعد 44 يوماً فقط على تسلّمها منصبها كرئيسة للحكومة، على أثر تأزّم الوضع في البلاد بسبب خططها الاقتصادية.


مطمئن للأسواق

ورُفض ترشّح الوزيرة المسؤولة عن العلاقات مع البرلمان بيني موردونت، بعدما فشلت في جمع 100 صوت يسمح لها بخوض هذا السباق. واعترفت موردونت بخسارتها في تغريدة، قبل وقت قليل على الإعلان الرسمي عن الأمر.

بناء عليه، لم يعد من الواجب استشارة أعضاء حزب المحافظين البالغ عددهم 170 ألفاً، وهي عملية كانت ستؤخّر ظهور الفائز حتى الجمعة.

ويحظى سوناك وزير المالية السابق المؤيد للانضباط في الميزانية والعمل الكثيف، بتأييد قسم كبير من حزبه فيما البلاد تشهد أزمة اقتصادية واجتماعية حادة، تفاقمت بسبب أخطاء ليز تراس والتي زعزعت استقرار الأسواق وتسببت في انخفاض قيمة الجنيه الاسترليني.

واستمرّ الوضع في التدهور في الأشهر الأخيرة، حيث أصيبت الحكومة بالشلل بسبب الاضطرابات المتتالية التي أزعجت الغالبية، وتفاقمت بسبب أخطاء ليز تراس التي زعزعت استقرار الأسواق وتسبّبت في سقوط الجنيه.


تموضع جونسون

وكان جونسون قد أعلن في بيان مساء الأحد، أنه حصل على المئة صوت اللازمة لدعم ترشيحه في هذه العملية الداخلية في حزب المحافظين لكنه عدل عن الترشح بسبب الانقسامات في الحزب اليميني.

وقال: "خلال الأيام القليلة الماضية توصلت للأسف إلى نتيجة مفادها أنه لن يكون الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله. لا يمكنك الحكم بفعالية إذا لم يكن لديك حزب موحد في البرلمان".

وكان جونسون (58 عاما) الذي غادر السلطة في مطلع أيلول/سبتمبر بعد سلسلة فضائح، عاد السبت من عطلة في الكاريبي لتأمين الأصوات المئة اللازمة لدعم ترشحيه، ونال 102.

وجونسون الواثق من نفسه على الدوام قال لسوناك إنه على قناعة بانه كان ليحصل "على فرصة جيدة للعودة الى دوانينغ ستريت" لو قرر البقاء في السباق. وقد استقال جونسون في تموز/يوليو بعد توالي الاستقالات في حكومته وبينها استقالة سوناك.

تعليقات: