الجامعة الأميركية في بيروت: الخل والماء.. للتخلص من الكوليرا

رئيس مركز أبحاث الأمراض الجرثومية في الجامعة الأميركية في بيروت، البروفسور غسان دبيبو
رئيس مركز أبحاث الأمراض الجرثومية في الجامعة الأميركية في بيروت، البروفسور غسان دبيبو


يفترض أن يبدأ لبنان بتسلم الدفعات الأولى من لقاحات الكوليرا في الأيام المقبلة من منظمة الصحة العالمية. وسيحصل لبنان على عشرة آلاف جرعة كدفعة أولى، يليها دفعة بنحو 700 ألف جرعة، عبارة عن هبات، لن ينفق عليها من القرض الدولي المخصص لمكافحة وباء كورونا.


لا داعي للهلع

صنّفت المنظمة الدولية لبنان بلداً موبوءًا، تستدعي أوضاعه الحصول على اللقاحات لمواجهة المخاطر، خصوصاً في ظل ارتفاع عدد الإصابات والوفيات (وصل عدد الإصابات إلى 718 حالة والوفيات إلى 11 وفاة). وأتت الأمطار، التي عامت بها كل طرق لبنان، لتزيد من احتمال انتشار العدوى في ظل السيول التي امتزجت بالصرف الصحي. لكن رئيس مركز أبحاث الأمراض الجرثومية في الجامعة الأميركية في بيروت، البروفسور غسان دبيبو، طمأن بأن الأمر لا يستدعي الهلع. الكوليرا منتشر ويهدد لبنان لكن لا خوف من انتقال العدوى من خلال ملامسة المواد الصلبة مثل السيارات بعد مرورها بسيول الأمطار الملوثة بالصرف الصحي. فكميات البكتيريا المطلوبة لإحداث المرض لا تنتقل بسهولة من خلال المواد الصلبة. انتقال العدوى يتم من خلال الفم وبكمية كبيرة كافية لإحداث المرض. وهذا يتم بشكل أساسي من خلال تناول الأطعمة الملوثة.


يكفي استخدام الخل

وعن طرق التخلص من هذه الباكتيريا نبه دبيبو من استخدام الكلور والمواد المشابهة له، لأنها مضرة للجسم. فمن الصعب معرفة الكمية اللازمة التي يجب استخدامها في البيوت. وبالتالي أفضل طرق التعقيم هي استخدام مزيج الخل والماء.

وحول التحذيرات من تناول الخضار غير المطهية على النار، لفت دبيبو إلى أن في الأمر بعض المبالغات. فيكفي تعقيم الخضار والفاكهة بالخل والماء للتخلص من الكوليرا ومن أنواع الباكتيريا كافة.

وصحيح أن هناك تفشياً كبيراً في لبنان، والأمور ستتفاقم أكثر طالما أن هناك تلوثاً بالصرف الصحي سواء في ري المزروعات أو حتى في مياه الشرب والاستخدام، لكن هذا لا يمنع من تناول البقوليات التي تستخدم في صنع مختلف أنواع السلطة، أو تلك التي تؤكل نيئة. فهي لا تختلف عن باقي الخضار الملوثة بالصرف الصحي، إلا بأنها معرضة مباشرة للصرف الصحي، وبالتالي تحتاج إلى تعقيم بشكل أكثر من غيرها، ومن خلال استخدام الماء والخل فقط لا غير.


فعالية اللقاحات

وشرح دبيبو أن لقاح الكوليرا عبارة عن باكتيريا متوفر بصيغتين تؤخذ بالفم: واحدة حية وأخرى ميتة. الفرق بينهما أن الباكتيريا الحية تتكاثر بالأمعاء فيما الميتة لا، وبالتالي تختلف طريقة تشكيل الجسم للمناعة. فاللقاح مثل أي لقاح آخر، يحتاج إلى ما بين أسبوع و15 يوماً كي يصبح فعالاً في حماية الجسم. وهي المدة اللازمة كي يتمكن جهاز المناعة من التعرف عليه وتشكيل مناعة ضد الكوليرا.

وأضاف أن أغلب اللقاحات، المتوفرة من خلال منظمة الصحة العالمية، تؤخذ على جرعتين بمدة فاصلة بينهما أقله سبعة أيام، ويمكن تمديد فترة الجرعة الثانية إلى شهرين. وفي حال عدم توفر كميات لازمة لتغطية السكان، بالإمكان الاكتفاء بإعطاء جرعة واحدة. لكن الجرعة الواحدة تعطي المناعة لأشهر معدودة فقط، كما أن فعالية الجرعة الواحدة تنخفض إلى أقل من ثمانين بالمئة بعد نحو شهرين. أما استخدام الجرعتين فيحسن الذاكرة المناعية للجسم، ما يمدد المناعة لنحو ثلاث سنوات.


الفئات العمرية

وبما يتعلق بأعمار الذين يستطيعون أخذ اللقاح شدد دبيبو على أنه صالح لجميع الأشخاص الذين يزيد عمرهم عن السنتين ويقل عن 65 عاماً. والسبب أن تجارب اللقاحات لم تجر على هاتين الفئتين العمريتين. ولا يعرف إذا كان الجسم يتجاوب مع اللقاح أم لا، مع ترجيح عدم تجاوبه. وبالتالي، هاتان الفئتان العمريتان بحاجة للحماية من عدم الإصابة بالمرض.

أما بما يتعلق بالأطفال بين سنتين وخمس سنوات، فيفضل استخدام ثلاث جرعات، على أن تكون الجرعة الثالثة بعد نحو أربعة أشهر من الجرعة الثانية.


التخلص من الكوليرا

وحول المناعة المكتسبة من الإصابة، لفت دبيبو إلى أنها ليست دائمة. فالكوليرا تؤذي الجسم من خلال افراز السموم في المعدة، لكن بكميات قليلة، ما يجعل من الصعب على جهاز المناعة التعرف عليها بسرعة لمحاربتها. وبالتالي الإنسان معرض للإصابة مرة ثانية، لكن تكون الأعراض المرضية أقل من المرة الأولى.

وطمأن دبيبو أن العلاج الأساسي للكوليرا هي الأمصال. فجسم الإنسان قادر على التخلص من الباكتيريا، لكن إلى حين تخلص جهاز المناعة منها قد يؤدي المرض إلى جفاف الجسم. وفي هذه الحالة قد يسبب الجفاف الوفاة.

التحذيرات من عدم تناول إلا الخضار المطهية على النار فيه بعض المبالغات (مصطفى جمال الدين)
التحذيرات من عدم تناول إلا الخضار المطهية على النار فيه بعض المبالغات (مصطفى جمال الدين)


تعليقات: