خلال حرب الخليج الأولى في 13/02/1991 قام المفكر العربي الكبير، ورائد علم المستقبليات، المهدي المنجرة بتوجيه رسالة إلى أمين عام الأمم المتحدة خافيير بيريس ديكوييار نظراً للدور الذي لعبه والذي يتناقض مع الهدف الذي من أجله تم إنشاء منظمة الأمم المتحدة ومن أهم الأفكار التي جاءت في تلك الرسالة الجريئة والمسؤولة التالي:
1- إعتبر المهدي المنجرة أن الحرب التي خاضتها الولايات المتحدة الأميركية بدعم دولي وعربي وبدون قرار صادر عن الأمم المتحدة التي تعتبر وظيفتها الأساسية رعاية العلاقات بين الدول والسعي لحلها بالطرق السلمية ، تمثل هذه الحرب برأي المهدي المنجرة حرباً عالمية حقيقية كما انه يعتبرها الحرب الحضارية الأولى بين الشرق والغرب ويقدر أنها ستمتد جيلا آخر ليس عسكرياً فحسب ، وقد وجه المهدي المنجرة خطابه لأمين عام الأمم المتحدة في رسالته قائلا :"لقد فتحتم الطريق لولادة عالم جديد لكنه مختلف عن الذي يمثل فيه رؤساءك أعضاء دائمون في مجلس الأمن".
2- لم تكن حرب الخليج تتمتع بغطاء دولي شرعي لذلك يفترض المهدي المنجرة أنه كان من واجب الأمين العام للأمم المتحدة أن يعلن بكل شجاعة ومسؤولية إنسانية،معارضته لهذه الحرب والقيام بتدخل مباشر لإيجاد حلول سلمية تحفظ حقوق وسلامة المدنيين لأن للأمين العام وحده السلطة القانونية لتقديم كافة التوضيحات وتنوير الرأي العام العالمي وتقليص مخاطر العدوان الأحادي الجانب الذي تجاوز بوحشيته آلاف المرات ما كان يستهدف إصلاحه . من هنا يسأل المهدي المنجرة في رسالته الموجهة للأمين العام "ما السبب الذي نرك الأمين العام للأمم المتحدة صامتاً الى ما بعد 15يناير (تاريخ بدء العدوان الدولي على العراق) ليقول متأخراً إن حرب الخليج ليست حرباً لهيئة الأمم المتحدة؟".
3- بعد أن صرح الأمين العام أن حرب الخليج هي حربٌ شرعية خاطبه المهدي المنجرة برسالته قائلاً "إن إقرارك هذا ليس فقط رهيباً وإنما هو خرقاً للقيم التي من أجلها وجدت الأمم المتحدة لحفظ السلام".
4- تحدث الأمين العام خلال زيارته لصدام قبل بدء الحرب على العراق وأبدى إعجابه وتقديره للقيمة الحضارية والتاريخية التي يمثلها العراق على مستوى العالم الأمر الذي كان مدهشاً لدرجة حمل المهدي المنجرة أن يخاطبه في رسالته قائلاً له"فهذا هو منتهى العبث،خاصة وحسب علمي إلى الآن لم تتحدثوا إطلاقاً عن تدمير جزء من هذا التراث والذي هو المتحف الوطني لبغداد ولا عن المظاهر الأركيولوجية والدينية الفريدة التي دمرت هناك،رغم مسؤولياتك،مثلك مثل المدير العام للأونيسكو على إحترام تطبيق معاهدة "هاج" لسنة 1954والمتعلقة بحماية التراث الثقافي والممتلكات الثقافية في أي نزاع مسلَّح.
5- يضيف المهدي المنجرة "لقد سمعت تصريحك حول تدمير ملجأ مدني بالعراق بقنابل متفجرة خلَّفت 800 بريء من السكان الذين استشهدوا وعبرت عن ذلك بعبارة "خيبة أمل" فكيف تشعرون ودولة عضو في الأمم المتحدة تقوم بتدمير شامل يتم أمام اعينكم وبخرق سافر لإتفاق دولي آخر مصادق عليه من طرف الأمم المتحدة وهو الميثاق المتعلق بحماية المدنيين (ملحق الجمعية العامة ،القرار 260-ش(3)ليوم 9ديسمبر 1948.
تلك هي الأمم المتحدة وهذا هو اداؤها في كل الحروب التي تديرها وتوجهها اميركا في العالم من فلسطين الى اليمن الى سوريا الى البحرين وليبيا الى العراق وقبلاً في ايران وافغانستان والبوسنة واليوم في اوكرانيا وروسيا وغدا في تايوان ولا ندري اين.
واميركا الوقحة والمخادعة تدعي انها في حروبها هذه انما تدافع عن حرية الشعوب وعن هذا النظام العالمي الأخرق والأعمى والظالم.
عدنان ابراهيم سمور.
باحث عن الحقيقة.
28/10/2022
تعليقات: