حتى اللحظة الأخيرة، لم يتوقف العاملون في المنظمات الإنسانية الدولية، والفرق العاملة معهم، عن محاولة إقناع النازحين السوريين الراغبين في العودة إلى وطنهم بالعدول عن رأيهم.
ففي الوقت الذي شدّد فيه وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور الحجار على أن هذا اليوم هو "يوم وطني بامتياز"، وأن ما يحصل "ليس عملاً استعراضياً وأنّ هناك دفعة ثانية وثالثة ورابعة وسنستمرّ ونشتغل معاً من أجل العودة الطوعية"، كانت فرق عاملة مع الجمعيات الدولية تنشط بشكل لافت، وتلحق العائلات التي قرّرت العودة. وقد قصدت إحداهنّ محلة وادي حميد حيث كان يتجمّع السوريون للمغادرة، وحاولت ثني البعض عن القرار، عبر إخبارهم أنهم سيخسرون مساعداتهم التي كانوا يحصلون عليها بمجرد دخولهم الأراضي السورية.
حسنة ق. وزوجها أحمد ق.، كانا قد اتفقا على العودة الطوعية منذ أسابيع، وسجلا اسميهما وأولادهما وانتظرا طويلاً الموعد المحددّ للعودة إلى بلدتهما في المشرفة - فليطا. وبحسب مصادر متابعة، كان الزوجان متفقين على العودة، إلى أن التقت الزوجة بإحدى الفرق العاملة مع جهات دولية مانحة، وأخبرتها أن اسمها سيُشطب من لائحة المساعدات بمجرد دخولها الأراضي السورية، ما دفعها إلى تغيير رأيها والطلب من زوجها العودة عن قرار دخول الأراضي السورية. رفض الزوج، وتطوّر الأمر بينه وبينها إلى خلاف حادّ ضربها خلاله. وبحسب شهود عيان من أبناء بلدة عرسال، وبعد إقدام الزوج على ضرب زوجته، عمد شبان من أقاربها وذويها على التضارب مع أقارب الزوج وتطوّر الأمر إلى تبادل لإطلاق النار بين الطرفين أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح مختلفة.
تعليقات: