إقامة ذكرى الأربعين للمرحومة سميرة إبراهيم علي أفندي عبدالله


أقيم في بلدة بلاط يوم الأحد الفائت (23 تشرين أول 2022) ذكرى مرور 40 يوما على وفاة المرحومة "سميرة إبراهيم علي أفندي عبدالله" أرملة كاتب العدل السابق المرحوم "غالب محمد خليل أفندي رمضان"، والتي أقيمت في دارتها في بلدة بلاط بحضور الأهل والأقارب والمعارف بالإضافة وفد من محارم الفقيدة من مدينة الخيام.

وكان قد ألقى رئيس مصلحة الدروس في التنظيم المدني المهندس "علي سميح رمضان" كلمة وجدانية معبرة حركت تلك الكلمة مشاعر جميع الحضور الكرام في ذكرى اليوم الثالث لأرملة خاله المرحومة "سميرة إبراهيم علي أفندي عبدالله"، والتي أقيمت في حسينية النبي حزقيل في بلدة بلاط، وهذا نصها:


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق واعز المرسلين نبينا محمد

وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين أجمعين.


بشفا الروح…

بالعمر المشلّع على خشب النوافذ…

بالصبح تبلل بجمر العيون..

برائحة الزرقة في لون الحجارة…

بي، بالحزن يمر على شجن القناطر…

هنا الصمت ينحت في وكر السكون، كلاما

أغلق باب عيني على باب داركِ..

عصف الحنين شديد…

لا بيان يسعف المفردات...

هي أم مجدي...حبيبة طفولتنا

فأنى لمعجم الشعر أن ينتقي الكلمات...


بالحب يا سيدة الدار

يا سيدة الصنوبر والدفلى…

يا مغدقة البسمات السخية

بالعمر المعلق على شجر الكلمات

يا رفيقة الوجع الذي لا يستكين

يا حبيبة الاطفال وكنا اطفالا…

يا سكينة الروح من عمر الطفولة

يا بديلة الامومة المسلوبة منذ الصغر

يا طيف الكلام المسكوب بالفرح إذا تراءى وجهك المريح…

موج على تلاطم الروح بحفيف الدهر

يا حبيبة ذكرياتنا…

جاءتنا صغيرة… بعمر الحلم

أميرة خيامية من بيت العز المطرز بخيوط الروح...

ودخلت "بلاط" الى غمد العزة والعلم والثقافة في "آل رمضان"

واحبت لون الصنوبر وبرد الفيء وبساطة قروييها...

وأحبوها وكانت أميرة دار "غالب"

الذي مزج بصفاء روحه "خيام" الحنين بعرائش "بلاط" ....

ذهب الكروم كان يتلألأ في هذا البيت…

كان العمر لذيذا… كان العمر لذيذا...


في الطريق الضيق الذي كان يربط بيتنا ببيت "غالب"....

نمت قصص إسلامنا الصغيرة...وكبرنا على الحب المجبول بفيض العواطف...

وخشية الهيبة في شخص "غالب"...

ذلك الرجل المنحوت من صخر الرجولة والانفة والكبرياء....

سليط في قول الحق ونصرة المظلوم... لكنه يخفي خلف عينيه نهر عواطف عذب ...

لنا من تربيته ما "لعبير ومجدي وعلا وعلى ومايا"..

وكانت "أم مجدي" ايقونة الكلمات الرضية...

تفتح لنا باب قلبها قبل باب البيت...نشأنا معا وتربينا معا...

تلك كانت البدايات...

ويوم عصف حديد الحرب بالوطن، كانت "أم مجدي" تتنقل من بيت الى بيت مع "أبي مجدي"

الذي لم يملك منزلا طوال حياته، لتشهد أعنف انفجار هز بيروت وأودى بحياة العشرات....

يشاء الله لهذه الصابرة ان تنقذ حياة ثلاثة من ابنائها الصغار الجرحى الذين كانوا معها في المنزل...

تلك كانت "سميرة العبدالله"... قوية رغم طيبتها...

شريكة درب "غالب" التي افنت عمرها في تربية ابنائها....

ليكبروا ويتعلموا ولأن يكونوا ما هم عليه الآن من النجاح والتفوق

في ميادين السلك الدبلوماسي والقضاء والمحاماة.

وهي ابنة "الخيام" ... مدينة النكبات التي دمرت مرارا

وعادت تمتشق سيف الكرامة والبطولة والاباء...

هي ابنة النائب المرحوم "ابراهيم العبد الله" ....

سليل "آل العبدالله" الكرام باب "الخيام" وواجهتها...

هي كل هذا الوهج المفتوح على المجد...

هي كل هذا الوجد الدافق من عينيها الفرحتين...

كانت فرحة عائلة "غالب" ...

وحين غاب....

غاب العمر المصبوب على مقاس عمره...

وتلبدت مدن الكلمات...

وصار الحزن فلك ايامها...

ورأيتها مذ غيابه.... سرابا يلملم الخطوات على طريق درب الغزال...

بيديها سبحة الايام التي بددت الفرح...وانطفأ ومض البسمات من عينيها...

وداهمها مر الايام...

على فراش المرض كانت حزينة اللفتات..

امسك يديها المتعبتين.... فأحس أنى رجعت صغيرا...

الى ايام الحنين، الى مراتع العمر الجميل...

لكنها تمرر النظرات دون كلام...صار الكلام ضئيلا...

لعل حلو الكلام قد نضب منذ سنوات...

مذ رحيل "غالب" رحمه الله....


لك يا جميلة الروح....

لك يا أميرة اللطف، يا مضيئة البسمات...

يا امنا في ليل اليتم الادهم...

يا ململمة الجراح عن عري جلدنا...

لك يا ملاذنا في سنين غربتنا الدميمة...

لك عشق الروح التي لن تفيك صنيعك

لك يا من امتدت يداها الينا، لتنتشل روحنا من منفى الكآبة...

يا ذابة عنا فأس الدهر....

لك من أطفالك الذين أضحوا كبارا بفضلك..

لك منا السلام.

فسلاما لمن ارست في نفوس عارفيها معنى السلام.


علي سميح رمضان

(بلدة بلاط – 18 أيلول 2022م)


وكانت المرحومة سميرة ابراهيم أفندي عبدالله أسلمت الروح الى بارئها صبيحة يوم الخميس (15 أيلول 2022) في مستشفى كليمنصو بمدينة بيروت، بعد معاناة من مضاعفات مرضية متلاحقة في الآونة الأخيرة، وفي اليوم التالي (الجمعة 16 أيلول 2022) تم نقل الجثمان الطاهر من المستشفى في مدينة بيروت الى منزلها في بلدة بلاط، حيث سًجيَ في وسط الدار لإلقاء نظرة الحب والعرفان لتكون الوداع الأخير للفقيدة المحبوبة من الجميع، وبعد الفراغ من أداء صلاة الجمعة، انطلق الموكب الكئيب وسط جوى من الحزن المصحوب بالأسى والوجوم الطاغي على الوجوه، عبر شوارع بلدة بلاط الحزينة الى مقام النبي حزقيل، حيث أقيمت صلاة الجنازة على روحها المرضية بإمامة سماحة مفتي مرجعيون حاصبيا الشيخ عبدالحسين عبدالله، وبحضور نجلي الفَقيدة المستشار بالسلك الدبلوماسي مجدي رمضان ورئيس بلدية بلاط (مرجعيون) المحامي علي رمضان، وأصهرة الفَقيدة وعم أنجالها القاضي عوني رمضان وذويهم وأقاربهم وجمع غفير من العائلة وأهالي بلدة بلاط ومختلف قرى الجوار من قضائي مرجعيون وحاصبيا. كما وشارك في التشيّع وفد يمثل حركة أمل برئاسة مسؤول الشؤون البلدية والاختيارية المركزي النقابي بسام طليس، هذا وحضر حشد رفيع المستوى من ذوي الفَقيدة الغالية وأرحامها من مدينة الخيام المجاورة. وبعد الصلاة ألقى سماحة المفتي كلمة موجزة من وحي المناسبة الشجية متضمنة دعاء الموت المأثور في هكذا مواقف حزينة، وبعدها تمت مواراة الجثمان الثرى في المقبرة الخاصة بالعائلة بجوار المقام الشريف، حيث انتدب سماحة المفتي الشيخ عبدالحسين عبدالله، أحد أرحام الفقيدة الأكرمين لتلقينها شهادة الوفاة والوداع الأخير من هذه الدنيا الفانية. ومن ثم اصطف ذوي الفقيدة يتقدمهم نجلاها وكريماتها وعمهم رئيس ديوان المحاسبة السابق وأمين سر المجلس الدستوري الحالي القاضي عوني محمد رمضان والنائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي رهيف سميح رمضان، وأصهرة الفقيدة وأنسابها، حيث قامت الشخصيات المتواجدة والحشود الجماهيرية بتقديم واجب العزاء وصادق المواساة بالفقيدة العزيزة.

وكان منزل الفقيدة في بلدة بلاط قد غص منذ الصباح الباكر بوفود المشيعين من كبار الشخصيات الرسمية والقضائية والفاعليات الزمنية والروحية وممثلي القوى والأحزاب السياسية في المنطقة يتقدمهم نائب دائرة مرجعيون حاصبيا الجديد الدكتور الياس جرادي، والعميد حسين علي سكينة بالإضافة الى الأساتذة المحامين زملاء نجل الفقيدة وكريماتها، وفود المجالس البلدية ومخاتيرها من مختلف قرى الجوار، ومنتسبي السلك العسكري والأمني في منطقة مرجعيون حاصبيا، كما وحضر في المساء معزياً فضيلة الشيخ محمد باقر عبدالحسين عبدالله، فكان في استقباله القاضي عوني رمضان يحيط به نجلي الفقيدة.

وبمناسبة مرور ثلاثة أيام على وفاة الفقيدة الغالية المرحومة أم مجدي – سميرة إبراهيم أفندي عبدالله؛ تم تدشين حسينية النبي حزقيل الحديثة بإقامة حفل تأبين مهيب للفقيدة يوم الأحد (18 أيلول 2022) حضره سعادة نائب مرجعيون حاصبيا الحاج علي حسن خليل، الذي وقف مع نجلي الفَقيدة المستشار بالسلك الدبلوماسي مجدي رمضان ورئيس بلدية بلاط (مرجعيون) المحامي علي رمضان وبقية ذوي الفقيدة باستقبال جموع المعزين، من الأهل والأقارب والأنسباء سواء من بلدة بلاط أو من ذوي وأرحام الفقيدة الطيبة الذكر من مسقط رأسها مدينة الخيام، بالإضافة الى فعاليات اجتماعية وثقافية وتعليمية مقرونة بوفود شعبية من سائر قرى قضائي مرجعيون وحاصبيا، فقد أفتتح الحفل بتلاوة عطرة من محكم الكتاب الحكيم ، ومن ثم القى سماحة المفتي في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ حسين بندر العاملي كلمة مقتضبة من على منبر الحسينية، ثم تبعه الأستاذ علي سميح رمضان بإلقاء الكلمة الوجدانية المشار اليها أعلاه، وأخير ألقت القاضي عُلا رمضان (كريمة الفقيدة) كلمة العائلة شكرت بها السادة الحضور الأكارم بالحسينية بالإضافة الى كل من حضر وشارك في مراسم التشيّع والعزاء بوالدتهم الفاضلة، ولم تستثني الذي تواصلوا مع العائلة المحزونة على فقيدتهم الغالية سواء بالاتصال الهاتفي المباشر أو بالتواصل من خلال وسائل التواصل الاجتماعي العديدة، ومن ثم تلقى ذوي الفقيدة بحضور النائب الحاج علي حسن خليل واجب العزاء والمؤاساة من الشخصيات العامة والجمع الجماهيري المتواجدون في الحسينية.

وأخيراً، فقد تم تقبل واجبات العزاء بالمرحومة سميرة إبراهيم أفندي عبدالله؛ في جمعية التخصص والتوجيه العلمي في مدينة بيروت يوم الخميس (٢٢ أيلول ٢٠٢٢)، والذي أفتتح بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم عن روح الفقيدة الطاهرة، وكان في استقبال المعزين الرجال نجلي الفَقيدة المستشار بالسلك الدبلوماسي مجدي رمضان ورئيس بلدية بلاط المحامي علي رمضان، وأصهرة الفَقيدة وعم أنجالها رئيس ديوان المحاسبة السابق وأمين سر المجلس الدستوري الحالي القاضي عوني محمد رمضان والنائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي رهيف سميح رمضان. بينما كان في استقبال المعزين النساء كل من كريماتها المحامية عبير رمضان الأسعد، القاضي عُلا رمضان تاج الدين والمحامية مايا رمضان، وبجانبهم كانت خالتهم السيدة هند إبراهيم أفندي عبدالله. حيث حضر معزياً الدكتور محمود بري (مستشار دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري)، ونائب دائرة مرجعيون حاصبيا الحاج علي حسن خليل، والذي شارك لبعض الوقت ذوي الفقيدة باستقبال المعزين الكرام، نائب دائرة بنت جبيل الدكتور أيوب فهد حميد، نائب دائرة بيروت الثانية محمد مصطفى الخواجة، نائب دائرة صور الدكتورة عناية محمد عزالدين، نائب دائرة مرجعيون حاصبيا الدكتور قاسم عمر هاشم، وزير الصحة الأسبق الدكتور كرم شكرالله كرم، النائب السابق لدائرة مرجعيون حاصبيا المحامي الدكتور نزيه علي منصور، النائب السابق عن محافظة بعلبك الهرمل المحامي نوار محمد الساحلي، مدير عام وزارة الشباب والرياضة زيد سلمان الخيامي، العميد حسين علي سكينة، مسؤول الشؤون البلدية والاختيارية المركزي النقابي بسام طليس، الرئيس السابق للمجلس الأعلى للجمارك المحامي حسين الشيخ عبدالله نعمه (ابن خالة الفقيدة)، المدير العام السابق لوزارة الخارجية والمغتربين هيثم علي جمعة، نائب حاكم مصرف لبنان السابق رائد حسين شرف الدين، رئيس بلدية جديدة مرجعيون بالإنابة ساري لبيب غلمية، رئيس مجلس إدارة مستشفى مرجعيون الحكومي والمدير العام الدكتور مؤنس حسين أسعد كلاكش، مدير كلية العلوم – الفرع الأول في الجامعة اللبنانية الدكتور ياسر محمد أسعد مهنا، رئيس مجلس إدارة تلفزيون (NBN) الإعلامي قاسم إبراهيم سويد، نائب رئيس الجامعة اللبنانية الاميركية للشؤون الخاصة (LAU)، رئيس رابطة آل الزين في لبنان الأستاذ سعد عبدالعزيز الزين، استشاري الهندسة الكهربائية الدكتور علي حسين يوسف عبدالله، الأستاذ عامر حسيب عبدالله (ابن خال الفقيدة)، المحامية بشرى الخليل، المحامي أسعد علي يزبك، المربي أحمد علي نعيم عبدالله، الأستاذ عصام أسعد مهنا، الدكتور الاقتصادي عباس رمضان، والدكتور أخصائي القلب وسيم حسيكي، الحاج خنجر علي يوسف شعيب، والمحامي أشرف عبدالحسين كلش، والعديد من الشخصيات القضائية، الفعاليات القانونية، الكوادر الديبلوماسية من وزارة الخارجية، ضباط الأجهزة العسكرية والأمنية، ولفيف من وجهاء مدينة الخيام وبلدة بلاط، وغيرهم الكثيرين.

























































































































تعليقات: