النبطية -
توسم أهالي منطقة النبطية خيرا بـ "الشتوة الأولى" التي غسلت أشجار الزيتون وتساهم بلا شك في زيادة كمية الزيت ونضج حبوب الزيتون، لذا شرعوا بقطاف موسم الزيتون لهذا العام والإنتاج وفير والأشجار مثمرة ، لكن صفيحة الزيت بيعت ب 120 دولارا وكيلو الزيتون للاكل ب 70 الفا وتراجع الى 50 الفا ويعزو المزارعون الامر الى غلاء كلفة اليد العاملة في القطاف التي وصلت الى 350 الفا للعامل و300 الف للعاملة على القطاف، وتوقعوا ونتيجة لكثرة الإنتاج وقلة الطلب على الزيت لغلاء أسعاره ان تنخفض الصفيحة الى 80 دولارا مع ان المزارعين يستغلون عطلة المدارس لمشاركة الطلاب في القطاف لان موسم القطاف هو موسم عائلي بامتياز.
ولفت رئيس "جمعية الانماء الاجتماعي" في يحمر فؤاد قرة علي في حديث إلى "الوكالة الوطنية للاعلام" ان "الإنتاج هذا العام وفير على عكس العام الماضي وبعض المزارعين يستخدمون "المشط"، في عملية القطاف ،" والحواشة " نظرا لكثرة الحمل على الأشجار، وخصوصا تلك التي لا يستطيعون الوصول اليها في أعلى الأشجار المعمرة "، مشيرا الى ان "الأسعار مرتفعة نظرا لاجرة اليد العاملة في القطاف والعصر في المعاصر الا ان الأسعار ستتراجع نتيجة قلة الطلب بسبب انعدام القدرة الشرائية للمواطن بسبب عدم توافر السيولة نتيجة الوضع الاقتصادي الصعب. فبعض العائلات فضلت نتيجة ذلك، شراء نصف صفيحة للتموين ونصف حاجتها من زيتون الاكل وكله يعود الى ارتفاع الدولار امام الليرة اللبنانية وعدم توافر المال لدى العديد من المواطنين نتيجة الضغط الاقتصادي".
ولاحظ ان "الجمعية تشتري كل عام كميات كبيرة من الزيت وتبيعه في بيروت وجبل لبنان وصيدا والنبطية لكننا ننتظر تراجع السعر في آخر الموسم ، واننا قبل بدء القطاف اقمنا دورات تدريبية وقدمنا الارشادات للمزارعين لعدم استخدام "الحواشة " التي تؤخر نمو الشجر بخاصة الصغير وان القطاف اليدوي يحفظ الزيتون من أي أثر سلبي".
وقال مختار جبشيت كامل فحص أن "صفيحة الزيت تباع من المعصرة ما بين 90 دولارا و85 دولارا نظرا لكثرة الإنتاج وكيلو زيتون للاكل بـ 50 الفا وزيتون وزيت بلدتنا زكي ومشهود له بالنسبة إلى الصحة والسلامة ولا نبيع الا من المعصرة لثقتنا بزيتنا"، ملاحظا ان "اليد العاملة في ارتفاع وكله يعود للازمة الاقتصادية التي نعانيها في لبنان والتي تركت اثارها السلبية على كل نواحي الحياة"، مشيرا إلى ان "منطقة النبطية تحتل المرتبة الثالثة في انتاج الزيت والزيتون بعد حاصبيا ومرجعيون وتربتنا ومناخنا يتلاءمان من مع هذا النوع من الأشجار التي تتحمل الطقس الماطر والمناخ المعتدل فهي تعطي المزارع البركة لانها لا تحتاج الى جهد كبير انما الى تشحيل وتقليم فقط ".
بدوره، اعتبر مختار يحمر الشقيف رفيق زهور ان "معظم ارضنا مغطاة بالزيتون المعمر التي زرعها الأجداد وحافظ عليها الإباء والابناء لانها شجرة الخير ووردت في القرآن الكريم والانجيل المقدس"، مؤكدا ان "في بلدتنا معصرة للزيت وهي تعصر زيتون بلدتنا بكامله والاسعار تترواح لصفيحة الزيت ما بين 100 و120 دولارا لان تربتنا تنتج الزيت الأصيل الذي تقصده معظم عائلات النبطية لشرائه كما يتم تصدير عدد كبير الى بيروت وصيدا، وهذه السنة يظهر ان الإنتاج فخر لكل من يشتريه لا بل وفير وغني والزيت يباع من المعصرة للمستهلك. وهو مدعاة فخرنا واعتزازنا بأرضنا التي لا تخيب وتعطي الإنتاج الغني والوفير ويشكل الزيتون دعامة اقتصادية للمزارعين ودعما للاقتصاد اللبناني".
موسم وافر للزيتون هذه السنة علها سنة خير وبركة على الشعب اللبناني الذي عانى ما عاناه من أزمات أفقدته صبره وقدرته على شراء حاجاته الأساسية.
تعليقات: