افتتح في مدينة حاصبيا بجنوب لبنان، مصنع هو الاول من نوعه لخياطة الملابس يستوعب زهاء 150عاملا وعاملة، عشرون منهم من ذوي الاحتياجات الخاصة.
صاحب المصنع هيثم ابو نجم (45 عاما) وخلال جولة تفقدية اطلع على حسن سير العمل في مختلف اجنحة المصنع، اوضح ان "اقامة مثل هذا المصنع في ظل الانهيار الاقتصادي الحاصل في لبنان اشبه بمغامرة خاصة وان نسبة كبيرة من المصانع المشابهة اقفلت ابوابها وطردت عمالها".
وقال: "أردنا من هذه المبادرة تحدي الوضع الراهن وخلق فرص عمل وتمكين اكبر عدد من العائلات اللبنانية من تأمين مصدر رزق يقيهم شر العوز في ظل البطالة المستشرية وتردي الوضع المعيشي. لقد جهزنا المصنع بمعدات واجهزة صينية عملنا على استيرادها من احدى الشركات الصينية الرائدة والمختصة بمعامل الخياطة وهي (شركة باتشز) والتي عملت عبر فنيين تابعين لها، على تصميم المصنع المؤلف من اربع طبقات وتركيب المعدات والاشراف على تشغيلها والتكفل بتأمين قطع الغيار والصيانة".
واوضح ابو نجم ان "المصنع يعمل على الطاقة الكهربائية، وقد تجاوزت كلفته حدود المليون دولار اميركي، آملين لاحقا وضع خطة مستقبلية لتوسيعه وتطويره من أجل مواكبة احدث التقنيات والتكنولوجيا الصينية في هذا التوجه".
ويضم المصنع حسب ابو نجم، عدة اجنحة مترابطة ومنها جناح الخياطة الذي يحوي حوالي 80 ماكينة، جناح الرسم والتصميم 10معدات الكترونية، جناح الطباعة 3 ماكينات في كل منها 60 طابعة باللغتين العربية والانكليزية، جناح التطريز ويضم 12 معدة، يضاف اليها اجنحة التوضيب والتسويق والصيانة والمخزن.
وأشار الى أن "المصنع يحتاج اسبوعيا الى حوالي 50 طنا من القماش والخيطان والأكسسوارات وحاجيات اخرى مثل السحابات والأزرار وما شابه، والتي نستوردها عادة من الصين".
وقال: "ينتج المصنع يوميا بحدود ال 1000 الى 1500 قطعة من الملابس الرجالية والنسائية والولادية موزعة على اكثر من 100 سلعة متنوعة، وفي حين السوق اللبناني يستوعب بحدود ال35 في المئة منها يصدر الباقي الى الدول العربية وبعض الدول الأوروبية حيث عملنا على افتتاح مكاتب تجارية لتسويق انتاجنا".
أضاف: "بالرغم من المضاربة القوية للبضائع الخارجية المستوردة تمكنا من المواجهة والتحدي وفرضنا بضاعتنا التي لاقت رواجا واستحسانا من المستهلكين محليا وخارجيا، ولجأنا الى وضع تسعيرة تنافسية لإنتاجنا لتتراوح اسعار القطعة بين 5 و 18دولارا اميركيا".
وتابع: "نعمل في هذه الفترة على تزويد السوق القطري بكميات كبيرة من الالبسة الرياضية، حاجة المونديال المقرر افتتاحه من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم يوم الأحد 20 الحالي".
وقال ابو نجم: "لقد حرصنا على اجراء دورات تدريبية للعاملين والعاملات في المصنع ومن بينهم العشرات من ذوي الاحتياجات الخاصة، على ايدي اختصاصيين وفنيين صينيين واكبوا العمل وصولا الى اعداد مدربين وفنيين محليين".
ولفت الى أن "اعمال التدريب شملت المهارات الاجتماعية وتعزيز القدرات الفنية الخلاقة وتقوية الشخصية والتمكين الاقتصادي الى جانب الخياطة والتطريز".
وقد أثبت المصنع قدرة ونجاعة في انتاج ملابس مميزة منافسة ناهيك عن تأمين مصدر دخل لمئات العائلات وتحسين ظروفها الاقتصادية والمعيشية، علما ان عشرات الطلاب الجامعيين يعملون في المصنع خلال العطل لتأمين جانب من اقساطهم الدراسية.
من جهتها، مديرة المصنع هادية القادري اوضحت ان "الارتفاع الجنوني لسعر الدولار الأميركي والذي تجاوز (ال 39000 ليرة لبنانية لكل دولار ) خفض بشكل كبير من استيراد الملابس ليستفيد من ذلك الانتاج المحلي، مما اعاد وبنسبة مقبولة النشاط الى مصانع الالبسة التي كانت اقفلت بمعظمها خلال الاعوام الثلاثة الماضية بسبب تردي الوضع الاقتصادي".
وأكدت "حرص المصنع على انجاز تصاميم الألبسة والخياطة لتكون منافسة وشبيهة لمثيلاتها المستوردة وخاصة من تركيا والتي كانت حتى فترة قريبة تغزو الأسواق اللبنانية بكثافة وتستهوي المستهلك اللبناني".
ويساهم القطاع الصناعي في لبنان بحوالي 7،5 بالمئة من الناتج القومي اللبناني ويستخدم حوالي 140 الف عامل او ما يعادل 25 في المئة من اليد العاملة المحلية، وهو ثاني اكبر مستخدم بعد القطاع العام ويتقدم القطاعات الاقتصادية الاخرى.
تعليقات: