ماغي محمود شاهدة على مأساة المدرسة الرسمية
أخذت رحلتي في المهجر تزداد وجعا مع قدوم هذا الشتاء. وللشتاء في الوطن حكاية. ولأن الحكاية وطن فإن الحياة عليها أن تستمر. ولان أحوال الوطن لبنان قد أصبحت أكثر تراجيديا من قدرة أي فنان. نعم أشد التراجيديا ان تكون منفيا في وطنك لأنك فقير أو معدم أو مسلوب الحقوق و مسلوب أبسط الواجبات.
وكل يوم مفرد يثبت ان التراجيديا لم تغادر ارض الوطن.
اكتب هذه الكلمات، منصهرة بوجع الرحيل لهذه الشابة اليافعة في اللحظة الخاطفة اليوم.
بين ما يموت ويرحل وبين ما لا يموت ولا يرحل الف كلمة. وبين المتناهي واللامتناهي وبين الحاضر وتجاوز الحاضر الف سؤال.
وفي سياق الحزن الذي يحمل للبسطاء كلماته، وزاده، وخبزه، مقاربا بين الوطن في الوطن والمنفى في المنفى الف جرح.
وبين الجرح والوردة، والجلاد والظلمة، جوهرة أمل في مواصلة الكفاح من أجل حياة أفضل.
مع كل هذا الجو، وشاهدة على كل تجربة جديدة مريرة في مدائن الوطن، أتحسس الوجع، مطلّة منذ نصف قرن، غربة الزمن والذاكرة والحواس. اتحسس النفي في الوطن وداخله المسكون بالصور الخاطفة الهاربة، ووجوه طين وتراث وعروق تاريخ واموات.
حتما لا نستطيع ان نخفي احزاننا مع رحيل الشابة اليافعة. وحتما لا يزال يخالجنا الاحساس بأنه سوف نكتشف طريقة ما للخروج من هذا النفق المغلق والمظلم.
هي قنبلة الحاضر وهي قضية الستقبل التي تلقي بظلالها على كل المستقبل في الوطن.
و يبقى اليقين في اكتشاف الحقيقة والعمل عليها معينا في الخلاص من أجل مستقبل افضل لكل الأجيال.
* هيفاء نصّار - أوتاوا، كندا
الواقع في 2 تشرين الثاني 2022
عطفا على فاجعة جبل محسن في لبنان ومقتل الطالبة ماغي محمود (16عاما) داخل صفها بعدما بلغ الاهمال والفساد مستوى الجريمة.
موضوع ذات صلة: فاجعة جبل محسن.. جريمة الإهمال تقتل ماغي داخل صفها
ماغي محمود ضحية الاهمال في المدارس الرسمية بعدما إنهار سقف الصّف على رأسها
تشييع جثمان ماغي محمود بمشاركة طلاب مدارس جبل محسن
تعليقات: