الفارون السوريون من الحرب في أوكرانيا.. قصص اللجوء المجهولة


يواجه السوريون الذين اضطروا للنزوح مرة جديدة من أوكرانيا بعدما حصلوا على الحماية المؤقتة هناك في السابق بسبب الحرب في بلادهم، قبل الغزو الروسي في 24 شباط/فبراير، مصيراً مجهولاً ومعقداً أثناء توجههم إلى دولة ثالثة ضمن الاتحاد الأوروبي، بهدف البحث عن مكان آمن ومزدهر للبدء في الحياة من جديد.

وبحسب المفوضية السامية لحقوق اللاجئين، فإن أكثر من 7 ملايين فروا من أوكرانيا بسبب الغزو الروسي، وكانت الغالبية العظمى منهم هم من المواطنين الأوكرانيين المؤهلين للحصول على خطة لإعادة التوطين المؤقت في بريطانيا عبر برنامج تأشيرة المنازل للأوكرانيين فيما قدمت دول الاتحاد الأوروبي حماية مؤقتة بدون تأشيرة لأولئك الذين فروا من الحرب.

ومن بين أولئك الفارين، أشخاص مثل الشابين السوريين عبد الصفوة ومحسن حامد اللذين يقع مصيرهما في منطقة رمادية، حيث يبدو أن بحثهما عن مكان آمن ومزدهر من أجل بناء حياة جديدة معقداً، كما أنه في بعض البلدان مثل بريطانيا، يتلقى أولئك الذي اضطروا للفرار مرة ثانية من البلدان التي حصلوا فيها سابقاً على الحماية المؤقتة مثل أوكرانيا، دعماً محدوداً وأقل من الذي يحصل عليه المواطنون الأوكرانيون الذين نزحوا معهم في الحرب نفسها، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

وفي هذا السياق، اعتبرت المتحدثة باسم المفوضية السامية لحقوق اللاجئين شابيا مانتو أن ظاهرة فرار الأشخاص من أكثر من صراع بهذه الطريقة المعروفة باسم النزوح المتعدد، "يمثل تحدياً لا يُصدق وشائع بشكل متزايد مع استمرار ارتفاع عدد الأشخاص النازحين بسبب الحرب على مستوى العالم"، واصفة الوضع ب"المخيف المحفوف بالمخاطر".

وكان الشابان صفوة وحامد في أوكرانيا عندما بدأت الحرب في 2011، لكنهما اختارا عدم الرجوع بسبب الخوف من التجنيد الإجباري في جيش النظام السوري، كما أنهما لم يحصلا أبداً على وضع اللاجئ الكامل في أوكرانيا، وهو أمر لو حصل لكانا في نهاية المطاف قادرين على الحصول على الجنسية الأوكرانية، لكنهم حصلا على وضع "الحماية الإنسانية" الأكثر محدودية.

وقال الشابان للصحيفة الأميركية، أنهما هربا من أوكرانيا لأنهما يعرفان ماذا فعلت روسيا في سوريا، "إنهم يقصفون الجميع ولا يميزون بين مدني وغيره، ولهذا اتخذنا قرارنا على الفور وهربنا إلى بريطانيا".

وفقاً للصحيفة، فإن الأشخاص في نظام اللجوء البريطاني مثل حامد والصفوة، سينتظرون شهوراً وربما سنوات من أجل حل وحسم قرار لجوئهم، كما أنه تم وضعهم منذ ذلك الحين في فنادق ويتم تزويدهم بالطعام وب9 دولارات أسبوعياً لشراء الحاجات الضرورية ودفع تكاليف النقل العام، لكن لا يُسمح لهم بالعمل.

ولم يكن الرجال مؤهلين للتقدم الى برامج التأشيرات التي تقدم إعادة توطين مؤقتة لأولئك الذين فروا من الحرب في أوكرانيا، من دون أن يكونوا من حاملي الجنسية الأوكرانية، ولذلك فإن حامد والصفوة دخلا خلسة إلى بريطانيا عبر أيرلندا، ثم تقدما بطلب للحصول على اللجوء.

تعليقات: