مناورة للجيش تحاكي حدثاً أمنياً في المصارف.. هل المقصود مودعون؟

من مناورة الجيش اللبناني في جونيه (قيادة الجيش)
من مناورة الجيش اللبناني في جونيه (قيادة الجيش)


لم تتلقَ صفحة قيادة الجيش اللنباني في "تويتر" أي تعليق ايجابي، يثني على المناورة التي نفذها الجيش اليوم في جونيه، لمحاكاة التعامل مع حدث أمني في المصارف وتوقيف الفاعلين. تختصر تعليقات مثل "حرروا وديعتي من البنك" أو "الأفضل القيام بمناورات على أصحاب المصارف"، حجم التعليق اللبناني على مناورة مشابهة.

مثار التعليقات، أن المناورة خلت من إيضاح أولاً، وما إذا كانت تحاكي مواجهة لصوص، أو مواجهة المودعين. وثانياً، أن توقيتها جاء بالتزامن مع اقتحامات ينفذها المودعون للمصارف اللبنانية، بغرض تحرير ودائعهم بالقوة الذاتية. وعليه، رأى البعض أن المناورة موجهة مباشرة للمودعين الذين يقتحمون فروع المصارف، وتهدف لحماية المصارف من الاقتحامات.

وفي إطار التمارين السنوية التي تنفذها المؤسسة العسكرية بهدف الحفاظ على الجهوزية ورفع مستوى احتراف عناصرها، تشارك وحدات من الجيش في تنفيذ تمرين SOFEX 2022 الذي يقام سنويًّا بالتعاون مع فرق تدريب أميركية وبريطانية.

يشمل التمرين محاكاة لعمليات مكافحة الإرهاب ودهم مطلوبين والتعامل مع مُخلّين بالأمن ومرتكبي أعمال شغب وحماية مؤسسات عامة وخاصة ومنشآت ومَرافق حيوية في مناطق لبنانية مختلفة، وذلك لمدة خمسة أيام حتى تاريخ ٢٠٢٢/١١/١١ ضمناً.

وتوصلت الحكومة اللبنانية أخيراً لاتفاق مع المصارف، يقضي بتعزيز الإجراءات الأمنية، مقابل استئناف المصارف لعملها وافتتاح فروعها بعد إضرابات اعتراضاً على اقتحامها من قبل مودعين.

خلال تجربة الاقتحامات التي تزايدت بدءاً من أيلول/سبتمبر الماضي، بدت القوى الأمنية عاجزة عن التحرك في مثل هذه العمليات، فهي في الغالب لم تتلقَ تدريبات مشابهة، لأن المودع، يفترض أن يكون آمناً. بل تلقت تدريبات سابقة على مواجهة تهديدات أمنية في أماكن عامة ومؤسسات تجارية.

تغيّرت الوقائع بعد أزمة المصارف. وتحوّلت المناورة الأخيرة الى مدعاة قلق، تبعث برسالة مفادها أن الحل الأمني بات جاهزاً للتعامل مع المودعين، فيما لا تحرر المصارف أموالهم، ولا تعمل الدولة على حل لإنصافهم. وسأل أحد المعلقين: "لماذا تتعلق المناورة بالمصارف وليس بمصالح أخرى مع أنه لم يسجل في السنوات الأخيرة أي عمل إرهابي ضد المصارف؟". وسأل: "هل المطلوب إعطاء هيبة للبنوك بعد سقوط هيبتها بعد سرقتها لأموال المودعين؟"

تعليقات: