إتهامات متبادلة
أضاعوا علينا الحلم اللبناني سنة 1974، استدانت ايطاليا من لبنان مليارات الدولارات، وسنة 2008 يتسول لبنان مساعدات من الخارج تحت عنوان باريس 2 وباريس 3.
اضاعوا الحلم اللبناني علينا، ووضعونا تحت الديون وهجّرونا.
تهجير داخلي من منطقة الى منطقة، وهجرة رهيبة الى الخارج، وأمام اعيننا ضاع الحلم اللبناني.
نحن نبكي الحلم اللبناني الضائع، نحزن عليه، فلبنان من أجمل البلدان ومن اغناها، والعنصر البشري متفوق على العنصر البشري في المنطقة، لا بل يبدو العنصر البشري اللبناني متفوقاً على الاميركي والاوروبي، وأينما حل في العالم.
من المسؤول عن إضاعة الحلم؟ والجواب واضح، إنها طبقة مسؤولين وسياسيين حكمت لبنان منذ عام 1943 وحتى اليوم، وبالتحديد منذ بداية الحرب اللبنانية وحتى الآن.
سرقوا المرفأ امام اعين الناس وامام اعين اصحاب البضائع، قاموا بتهريب الدخان لم يتركوا مادة إلا وهرّبوها، انشأوا مافيات تحت عنوان سياسي، وبعدما اخذوا الثروات جاؤوا يترشحون الى الانتخابات باسم الشعب اللبناني.
اضاعوا الحلم اللبناني علينا، فتم تهجير في الداخل تناول نصف مليون مواطن، واضاعوا الحلم علينا فهاجر اكثر من مليوني لبناني، والطامة الكبرى كانت في التمديد للرئيس لحود، فكانت الثلاث سنوات التي امضاها رئيساً للجمهورية وبالاً على لبنان وويلات علينا، ومع ذلك لم يفكر ان يضحي امام الشعب اللبناني، ويرحل فاسحاً المجال امام رئيس جديد.
أضاعوا الحلم اللبناني علينا، وكيف لا، فلبنان اصبح للاغنياء فقط، وأما الفقراء فلا يعرفون المطاعم ولا الفنادق ولا منتجعات رياضة التزلج سواء على الثلج ام على المياه.
باتت بقعة الارز الثلجية غالية على الناس وارتيادها يكلفهم الغالي وباتت بقعة فاريا اغلى واغلى، والناس يرون جبالا مكسوة بالثلوج، وهم عاجزون عن زيارة هذه الاماكن.
اضاعوا الحلم اللبناني علينا وبين الحريري ولحود تراكم الدين حتى اصبح 45 مليار دولار.
وكل ما صرفوه من اموال لم يصرفوا قرشا واحدا على الجيش لا في فترة قيادة لحود للجيش ولا في الفترة التي كان فيها رئيساً.
ومرت ثماني عشرة سنة على الجيش اللبناني وكان لحود مسؤولاً فيها عن الجيش وبقي يحتاج الى عتاد وعدة خاصة الاسلحة.
وهل يمكن استرجاع لبنان كما كان؟ الامر صعب، فالشمال ضائع بين السلفية التقليدية والسلفية الجهادية، والاثنتان السلفيتان توصلان الى ذات الطريق، الى تكفير من لا يعود الى السلفية سواء كان مسلماً او مسيحياً.
.
اما جبل لبنان، فالمسيحيون قسم منهم مع الشيعة وقسم مع السنة، والقسم الاكبر رافض لعون وجعجع ولسياستهما.
اما الجنوب فهو تحت سيطرة شيعية، رغم الايجابية التي تحدث بها السيد نصر الله بأن له الشرف ان يتبع ولاية الفقيه، ولكن ولاية الفقيه تقبل بالتعددية.
لم يعد من وطن لبناني ولا من كيان، اصبحت الامور منقسمة بين غني وفقير، بين قوة من بعض الافراد والاحزاب، وانكفاء من الاكثرية الشعبية.
يا سادة، اضعتم علينا فرصة لبنان المزدهر، والمتجدد، واضعتم على انفسكم دور لبنان الحيوي القادر على النهوض في المنطقة، والذي نسيجه الاجتماعي عكس النسيج اليهودي.
تعليقات: