مأساة عائلة ميشال متى (أحمد منتش)
لا يستطيع أي شخص أو جهة التعويض على عائلة ميشال متى وزوجته وابنتيهما، فقدان وخسارة ولدهم إيلي، الطالب المتفوق في "مهنيّة مغدوشة"، والذي قُتل ظهر أمس بطريقة وحشية وبدم بارد لا يمكن لـ"آدميّ" ولعقل سليم أن يقدم عليها أو يتخيّلها. 30 طعنة من سكين مسنون مزّقت مختلف أنحاء جسمه النحيل. الجاني - أو الجناة - استغلّوا وجوده وحيداً في منزل العائلة الصغير والمتواضع عند الطرف الغربي في بلدته عقتنيت قرب بلدة الغازية جنوب شرق صيدا، ونفّذوا جريمتهم في وضح النهار، وبعيداً عن أنظار أيّ شاهد عيان، فالمنزل شبه معزول والمنزلان القريبان منه يقيم فيهما غرباء. وبعد قتله، تمكّنوا من الفرار إلى جهة لا تزال حتى الآن مجهولة، وحدها الأجهزة الأمنية على وفرتها وتعددها والقضاء المتخصص الذين تقع عليهم مسؤولية التحقيق وجمع المعلومات والأدلة، توصلاً إلى كشف الجاني أو الجناة، وإنزال أقصى العقوبات بهم مهما كان السبب أو الدافع لارتكاب الجريمة، قد يبلسمون ويخففون من جراح ومأساة العائلة المنكوبة والمفجوعة، وهذا ما تمنته وطالبت به جويل شقيقة المغدور، فيما والدتها الثكلى التي اتشحت بالسواد، وطغت عليها مشاعر الحزن والألم واللوعة لم تقوَ على البوح بأي كلمة والتزمت الصمت.
"نحن عائلة مؤمنة ومسالمة ولا خصومات لنا مع أحد"
ميشال (54 عاماً) رب العائلة الذي كان في عمله خلال ارتكاب الجريمة، يتصرّف وكأنّه يريد أن لا يصدّق أنّ ولده إيلي قد غادر. يتقبّل التعازي ويجيب عن أسئلة المحققين وعناصر القوى الأمنية، يحاول البحث عن الأسباب والدوافع التي أدت إلى قتل ولده بهذه الطريقة البشعة، ويحاول الاقتناع بأنّ هدف الجاني كان السرقة، ولأنّه فوجئ بوجوده في المنزل قام بقتله خوفاً من كشف هويّته.
في حديث لـ"النهار"، قال ميشال: "نحن عائلة مؤمنة ومسالمة، وإيلي شخص مسالم ولا خلافات له مع أحد، ولم يسبق له أن اعتدى على أحد. هو رفيق دربي والجميع يحبّه، ويمدّ يد المساعدة لزملائه وأصحابه في مجال تخصّصه بالكومبيوتر والمعلوماتية". إلا أن ميشال أبدى خشيته ممَّن أسماهم بـ"الغرباء الموجودين بكثرة في البلدة والمنطقة"، مشيراً إلى أنّه "سبق أن لاحظ وجود بعض الحركات المشبوهة في محيط منزله".
التحقيقات مستمرة
التحقيقات وجمع المعلومات والأدلة لا تزال مستمرة حتى الكشف عن الجاني ومعرفة السبب والدافع.
وندّد النائب ميشال موسى بالجريمة البشعة، مطالباً الأجهزة الأمنية والقضائية بالإسراع بكشف الملابسات، والقبض على المجرمين وسوقهم إلى العدالة للاقتصاص منهم.
وكان قد أجرى فور تبلّغه بالجريمة، سلسلة اتصالات بالجهات الأمنيّة والقضائية المعنيّة مستعجلاً كشف ملابساتها وتوقيف الفاعلين وإحالتهم إلى القضاء.
(أحمد منتش)
تعليقات: