الرسامة حمدى يحيى
حمدى يحيى فنّانة ولد فنّها من رحم التّبغ في جنوب لبنان. لم تكن تدرك هذه المرأة أنها ستكون رسّامة. تسكن الرسامة حمدى يحيى في لوحاتها حيث نمت تجربتها كمكوّن طبيعي. إنها الفنّانة حمدى يحيى صاحبة اللون الذي لا يحجب الرؤيا. ترسم لوحاتها بإحساس المصور وتقنية الرسم التصويري. لم تكن تدرك حمدى يحيى انها ستكون رسّامة وهي الفلاحة إبنة الأرض، بيد أن إصرارا داخليا حفّزها على حمل ريشة وألوان لترسم روحها الدفينة، وكأن خطواتها هي معادلة كبرى لتأويل الحالة الغامضة المنفتحة. فجاءت أفكارها من وحي الواقع. لوحاتها أقرب الى المسرح الذي يعج بالأحاسيس والمشاعر. وهي المخرجة المهتمة بأدق التفاصيل. اللافت في حركة يحيى الفنية أنها تدوّر زوايا رسوماتها بما يتناسب وغاية في مخيلتها، قائلة:" تحدّيت كل الرسّامين في معرض الرسم الذي شارك فيه 42 رساما في "خان الإفرنج" في صيدا الذي دفشني الى واجهة الشهرة، فذاع صيتي". وبثقة تقول" لأنني أملك طموحا وهدفا و موهبة " وتضيف ضاحكة " فكنت الوحيدة التي ترسم دون مدرسة متخصصة بالرسم وهذا الإبداع بحد ذاته".
في لوحاتها جنون مليء بالعاطفة من خلال الكائنات المنعكسة الحضور باللوحة. ألوانها أيضا منزحمة، كثيرة، مدهشة من فرط توهجها وقوتها. هكذا يبدو القلق خبز لوحة الفنانة حمدى يحيى، وقد باتت مدمنتا على قلقها، فلا تستجيب لأي مفهوم جمالي لا يحدث فيها اهتزازا عنيفا وهي كما تقول عن الفن" إنه متنفسي من هموم الحياة ".
الفنانة حمدى يحيى متنوعة في إنتاجها ضمن سياق وجداني لوني خاص يستلهم اللوحة من حكاية إمرأة فلاحة رفضت كل الظروف وأبت إلا أن تقدم نموذجا غير "مبتذل". وهي قد تعلمت كيف تقرأ الانعكاسات الدقيقة للضوء سواء أكان الضوء من خارج الأشياء أو من داخلها وتلك هي ذروة التجربة.
* هيفاء نصّار - أوتاوا، كندا
الواقع في 2 كانون أول 2022
حمدى يحيى فنّانة ولد فنّها من رحم التّبغ في جنوب لبنان
تعليقات: