باسيل يبادر رئاسياً: هل يرشّح جهاد أزعور؟

يمكن لأزعور، بالنسبة إلى كثيرين، أن يشكل عنواناً توافقياً (الأرشيف)
يمكن لأزعور، بالنسبة إلى كثيرين، أن يشكل عنواناً توافقياً (الأرشيف)


في رفضه لمعادلة الاختيار بين سليمان فرنجية وجوزيف عون، يسجّل جبران باسيل موقفاً متقدماً. يستعيد الرجل تجربة "مخايل الضاهر أو الفوضى". هي مناسبة جديدة لتماهيه مع تجربة الجنرال ميشال عون، وما تمثله في الوجدان المسيحي. يأخذ باسيل موقفاً جريئاً، يصل إلى حدود الاستهزاء بما يُقال: "في حال حصلت التسوية ولم تكن موافقاً عليها فستكون خارجها". ليجيب سريعاً: "فليكن ذلك". ربما هذا أكثر ما يتمناه باسيل، ولو كان ذلك شكلياً، وبغض النظر عن نفوذه وحضوره داخل الدولة ومؤسساتها. ولكن بظهوره صاحب الموقف المعارض للتسوية سيكسب الكثير مسيحياً، خصوصاً أنه خرج علانية ليقول إنه رفض ما طرحه عليه أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، مقدماً صورة مغايرة عن التيار للمسيحيين واللبنانيين، وبوصفه لا يخضع لإملاءات الحزب ورغباته.


اسم ثالث

في مضمون مواقفه، يطرح باسيل معادلة مغايرة أو معادلة ثالثة، تخرج من ثنائية الاختيار بين جوزيف عون أو سليمان فرنجية. وقد قدّم في مطالعاته مؤشرات متعددة حول الأزمة المالية والاقتصادية ووجوب وضع خطة واضحة للخروج منها. من هنا، يتضح موقفه أنه يسعى إلى التوافق على شخصية ثالثة تكون وسطية ومقبولة من مختلف الجهات، وتحظى بالثقة وتطمئن الجميع. وهذا في الأساس ما أعلنه وأبلغه لجهات متعددة. قيل سابقاً إن باسيل طرح جملة أسماء في الأوساط اللبنانية، من بينها الوزير السابق زياد بارود، والوزير السابق روجيه ديب، ولكن أيضاً ثمة مؤشرات تفيد بأن الرجل طرح اسم الوزير السابق جهاد أزعور. والذي قد يكون مناسباً لهذه المرحلة في المعيار الاقتصادي المالي، والسياسي.


"مؤهلات" أزعور

يمكن لأزعور، بالنسبة إلى كثيرين، أن يشكل عنواناً توافقياً. أولاً بحكم دوره، وثانياً بحكم موقعه وعلاقاته بمختلف القوى. إذ يرتبط بعلاقة جيدة مع رئيس الجمهورية ميشال عون لها امتداد عائلي، وفق ما تقول مصادر متابعة، إلى جانب علاقته الجيدة برئيس مجلس النواب نبيه برّي، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط. كما أن أزعور يحظى بثقة دولية وإقليمية، بحكم عمله كرئيس لدائرة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي.

فأزعور الآتي من خلفية تمزج ما بين "القومية الاجتماعية" والعروبة، إلى جانب علاقاته الدولية، لا سيما في الولايات المتحدة الأميركية نسبة إلى عمله وتجربته، يمكن أن يشكل نقطة تلاق بين جهات متعددة. كذلك الأمر بالنسبة إلى شخصيته المالية-الاقتصادية المسيسة، والتي يمكن من خلالها بناء عناصر الثقة مع مختلف المكونات، وتسهِّل الأمر على العاملين على ترشيحه. فعلى المستوى الشخصي والاجتماعي، أزعور هو إبن شقيقة الوزير السابق والمرشح الدائم لرئاسة الجمهورية، الراحل جان عبيد. كما أن شقيق جان عبيد (خال أزعور) كان ضابطاً في الجيش وإبن دورة عون نفسها، وربطت بينهما علاقة أخوة.

أما بالمعايير السياسية، فأزعور إبن الأطراف من سير الضنية، وليس أحد أبناء المراكز، وبالتالي قادر على تمرير مرحلة من دون صدامات سياسية مع القوى المختلفة، وقادر على التفاهم مع الأحزاب المتعارضة. ويمكنه العبور بمرحلة انتقالية على الصعيد اللبناني من خلال تجميع عناصر الثقة الخارجية به. وفي حسابات بعض أركان التيار الوطني الحرّ، أنه مع أزعور لا يمكن الدخول في صدام حول تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان، لأن الرجل من خلفية مالية، ويمكنه التفاهم مع حاكم المصرف وسياسته النقدية، ولا يمكن لأحد أن يكون مسيطراً على الآخر. كذلك لن يكون هناك صدام معه حول تعيين قائد جديد للجيش أو مسؤولين في مواقع أساسية في الدولة في إطار اللعبة اللبنانية. فيمكن لأزعور أن يشكل أحد الخيارات الجديدة من خارج المعادلة الثنائية، التي يعلن باسيل بوضوح رفضه لها.

تعليقات: