مع اقتراب عيديْ الميلاد ورأس السنة، تبدو طرابلس غير معنية بالأعياد. لا شجرة ميلاد ارتفعت حتى الآن في ساحات وشوارع المدينة، كما كانت تشهد في كلّ عام، ولا زينة في الشّوارع والأسواق. في المقابل، تكاد تغيب حركة التسوّق التي اعتادتها المدينة سنوياً خلال فترة الأعياد.
أكثر من شجرة ميلاد كانت ترتفع كلّ سنة في أرجاء طرابلس، من مستديرة مستشفى النيني، إلى إشارة شارع عزمي، وشارع مار مارون وساحة التل وداخل باحة سرايا طرابلس. كما في شارع المطاعم والمقاهي الرئيسي في منطقة الضم والفرز وداخل المطاعم والمقاهي والمحال التجارية.
لم تغب الزينة فحسب في طرابلس، إنّما حركة التسوّق أيضاً. فشارع عزمي الشهير شبه خالٍ من السيّارات والمارّة والمتسوّقين على حدّ سواء. تراجعٌ لافتٌ يشهده عزمي والشّوارع المتفرّعة منه، كشارعي قاديشا ونديم الجسر.
في السّنوات السّابقة كانت بلدية طرابلس وغرفة التجارة والصناعة والزراعة في المدينة، وجمعيات التجّار فيها، وجمعيات وأفراد، وحتى جهات سياسيّة، تقوم برفع أشجار الميلاد وتزيين شوارع وساحات وأسواق احتفاءً بالمناسبتين، لكنّ هذه المبادرات اختفت كليّاً هذا العام، لأسباب مختلفة، أغلبها اقتصادي، وليس معروفاً إنْ كانت الأيّام القليلة المتبقية حتى موعد حلول العيدين كافية لإنجاز هذه التحضيرات، ولو بالحدّ الأدنى.
وإذا كان تردّي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وتدهور مداخيل المواطنين تقف خلف تراجع الاحتفاء بأعياد الميلاد ورأس السّنة في طرابلس، فإنّ انفلات الوضع الأمني والإشكالات اليومية التي تشهدها المدينة دائماً، أسهمت بشكل فعّال في جمود الحركة التجارية.
هذا الوضع المتردّي اقتصادياً وفي تراجع الحركة التجارية في طرابلس يردّه المختار خضر المصري إلى «سلطة الزعران، المصيبة التي حلّت بالمدينة. فهم يتسبّبون في إخافة المواطنين من بقية الأقضية بالنزول إلى أسواق المدينة من أجل التسوّق، وباتوا يفضّلون التسوّق وشراء ما يحتاجونه من سلع وأغراض من أسواق مناطقهم وأقضيتهم، حتى لا يعرّضوا أنفسهم وحياتهم للخطر».
تعليقات: