أسماك النفيخة وأسطول اليونيفيل في مواجهة صيادي صور

صياد يحضر شباكه
صياد يحضر شباكه


صور:

كان ينقصنا أسماك »النفيخة« والأسطول البحري التابع لقوات »اليونيفيل«. بهذه العبارة يلخص صيادو الأسماك في مرفأ صور مشاكلهم الجديدة، التي تضاف إلى قلة الانتاج وتزايد عدد العاملين عند المرفأ.

ويتفق الصيادون وعددهم يقارب الستمئة صياد على تحديد المطالب التي يحتاجون إليها، وسط غياب المعالجات الدنيا من جانب الاجهزة المسؤولة.

يرصد الحاج أبو مصباح أحوال البحر منذ اكثر من خمسين عاما، حتى أصبح خبيرا بأسراره وأسماكه ومواسم الرزق فيه. يتحسر على السنين الماضية التي كان البحر فيها خصبا والصيادون قليلي العدد، يتناسبون مع حجم البحر وثروته السمكية.

ويقول انه اضافة الى المطالب المزمنة التي تتلخص بغياب التقديمات الاجتماعية وعدم معالجة الصيد بالديناميت، جاء الاسطول البحري التابع لقوات الامم المتحدة »اليونيفيل« والمنتشر في المياه الجنوبية كي يزيد الطين بلة، معتبرا أن الثروة السمكية تراجعت مع قدوم الاسطول في اعقاب حرب تموز، عازيا ذلك إلى الاشعاعات الموجودة على متن البوارج الحربية التي تؤثر على تكاثر الاسماك.

كما يوضح أنه بالتزامن مع وصول الاسطول أصبح لدينا نوع جديد من السمك لم يكن موجودا في البحر المتوسط ويدعى بالنفيخة وهو نوع سام يعمل على تقطيع شباك الصيادين بأسنانه الحادة التي تشبه حد السكين، ويرجح أنه قدم من بحر اليابان.

ينهمك توفيق البرناوي الذي ورث المهنة عن جده بتخليص الشباك من أوساخ البحر بعد عودته من رحلة بحرية قصيرة، ويقول لقد اصبحنا في حيرة من امرنا لأننا لا نستطيع العمل في اي مهنة اخرى بعدما تعدت سنوات العمل الخمسين عاما ، مؤكدا أن غالبية الصيادين هم من الفقراء ومن مستويات تعليمية متدنية بحيث يصعب عليهم الانتقال بسهولة الى عمل آخر.

ويضيف: نحن بحاجة الى خريطة عمل والحفاظ على ثروتنا السمكية التي تتناقص يوما بعد يوم، بفعل الفوضى البحرية والمشاكل البيئية وغياب ابسط انواع الدعم والرعاية للصيادين من قبل وزارة الزراعة والهيئات المسؤولة، مطالبا بتسجيل الصيادين في الضمان الصحي والاجتماعي الذي يخفف عن كاهلهم.

يستفيق الصياد الشاب حيدر البوصي يوميا على اصوات تفجير الديناميت في البحر، ويقول إن كل الذين يمارسون الصيد بهذه الوسيلة المزودة »بكمبراسير« الهواء معروفون، لكن لا يوجد من يحاسبهم أو يردعهم عن تلك الممارسات المضرة بالثروة السمكية والمئات من زملائهم الذين يعتاشون مما تبقى من أسماك في البحر، وخاصة في الجهة الجنوبية للمدينة.

ويتحدث عن ارتفاع سعر صفيحة المازوت إلى أربعين ألف ليرة لبنانية، مشيرا إلى أن رحلة صيد عادية تحتاج بواسطة المركب الى ثلاثين ألف ليرة، ناهيك بأعمال الصيانة والاتعاب، معتبرا أن معظم رحلات الصيد خاسرة ويدفع الصياد من رأسماله الخاص بدلا من تحصيل لقمة العيش لعائلته، داعيا الدولة الى الاهتمام بالصيادين وتزويدهم بالشباك.

وقد أدى تراجع الثروة السمكية في بحر صور الى ارتفاع اسعار السمك بشكل كبير. ويعزو العاملون في الصيد الاسباب الى زيادة الطلب في موسم الصيف وشهرة سمك صور بمذاقه الطيب، ويلفت احد اصحاب المسامك ابراهيم مسلماني الى ان سعر عدد كبير من الاصناف ارتفع الى اكثر من خمسين بالمئة، مع تأكيده على تراجع الانتاج واستيراد الاسماك من الخارج.

تعليقات: