اكتشف الزوار الوجه الجميل لقطر حيث الأمن والأمان والحفاوة والاحترام (Getty)
عندما وصلت ناتاشا إلى قطر، لتشارك ضمن المتطوعين الدوليين في كأس العالم قطر 2022، لم يكن لديها أدنى فكرة عما كان ينتظرها في هذا البلد العربي الصغير، وفي هذه التجربة الفريدة من نوعها. كانت مندفعة للمشاركة، خصوصًا أنها كانت تلمس الحماسة التي يعيشها زملاؤها المتطوعون المقيمون في قطر من خلال محادثاتهم في مجموعة "واتس أب" الخاصة بمتطوعي الاستاد. الصبية القادمة من الجانب الآخر من العالم، دهشت بكل ما هو حولها "بدءًا من المطار مرورًا بالتجهيزات والاستعدادات وصولًا إلى الاستاد حيث كنت أمضي مناوباتي"، التقت الصبية البرازيلية بمتطوعين من مختلف أنحاء العالم "كانت فترة مميزة، استطعت خلالها أن أساهم مع باقي المتطوعين في تحقيق هذا الإنجاز الرياضي العالمي".
بـ"الشورت"..
ومثلها كانت مواطنتها فاليريا سعيدة بتواجدها في قطر لدعم وتشجيع منتخب البرازيل "جئنا من بعيد لنكون حاضرين مع منتخبنا"، وأجمل ما في هذه التجربة من وجهة نظرها "أننا كنا نشعر بالأمان خلال تنقلنا في المترو وأثناء تواجدنا في الاستادات، كما أننا لم نتعرض لأي نوع من التحرش خلال تنقلنا في الازدحام كما يحصل معنا عادة في الأحداث الكبرى مع انتشار الكحول في كل مكان"، معتبرة أن "النساء في قطر يعاملن باحترام ولا يتعرض لهن أحد بسوء، بل على العكس في بعض الأماكن يدعوننا نمر قبل الرجال" تقول مبتسمة.
وهذا ما أكدت عليه الشابة كريستين التي لم تجد من يعترض على ملابسها في قطر أو يتعرض لها بأي إساءة "لقد ارتديت الشورت في الاستادات، وتجولت في العديد من الأماكن بحرية ومن دون اعتراض من أحد". وبالنسبة لها كانت الفترة التي أمضتها من أجمل أيام حياتها "كل ما فيها كان مميزًا وله طابع مختلف عما اعتدناه".
كان يكفي أن تكون حاضرًا في مباراة واحدة من كأس العالم في قطر لتكون على ثقة بأنك "تخوض تجربة العمر المميزة التي تشبه تحقيق الحلم" يقول محمد الشاب المغربي الذي حضر إلى الدوحة لتشجيع منتخب بلاده "فهذه المباراة مهما كانت هي واحدة من الأحداث التي سترسم صورة مشرفة لمستقبل بلادنا العربية وتضعها على خريطة العالم الرياضية". ويشيد محمد بالحفاوة التي لقيها في قطر والدعم الذي قدمه لنا "الإخوان العرب جميعًا، ولهم ولقطر نقول شكرًا من القلب".
الحفاوة..
ويثني المشجعون الدوليون على ما وفرته لهم قطر من وسائل نقل عام مجانية، "كنا نستقل المترو لنصل إلى الاستادات خصوصًا لمشاهدة مباريات اليوم الواحد، وكذلك وإلى الأحداث الترفيهية الكبرى العديدة في قطر" يقول جوليان المشجع الفرنسي الذي اعتاد استخدام المترو في تنقلاته ببلده "كانت الحافلات ومحطات المترو متوفرة في غالبية الأماكن لحاملي بطاقات هيّا المخصصة للمشجعين". ولا يخفي سعادته بالفترة التي أمضاها في قطر وتعرف فيها على "الجانب الآخر من حياة القطريين كما لم نشاهده من قبل، فنحن نرى العرب السياح في بلادنا، وهنا شاهدناهم بأصالتهم وتقاليدهم".
الحفاوة التي استقبل بها أهل البلد ضيوفهم خصوصًا في محيط الاستادات عند خروجهم من المباريات "كانت سابقة لا مثيل لها تدل على كرم الضيافة العربية" يؤكد وليد المشجع التونسي، ويوافقه الرأي المشجع الأميركي جون الذي يزور لأول مرة دولة عربية "لم أكن أتوقع ما رأيته في قطر، استقبلونا بالابتسامة والترحاب وقدوما لنا القهوة العربية والحلويات الشهية ودعونا لتناول الطعام في منازلهم"، ويتذكر كما هي حال الجميع ما حصل مع المشجع الأرجنتيني الذي كان سيغادر الدوحة لنفاد ماله فقام المقيم العماني أحمد باتو باستقباله في منزله، مما أثار موجة إيجابية من ردود الفعل حول هذه المبادرة التي تعبر عن كرم العرب وترحيبهم بالضيف وإكرامه.
تجارب غنية عاشها المشجعون في قطر، وحملوا معهم ذكريات جميلة عن البلد العربي الذي استضافهم، وقدم لهم صورة مشرقة عن بلاد كانوا يجهلون خفاياها وغابت عنهم جماليتها، حتى اكتشفوها بأنفسهم في حدث رياضي عالمي جمعهم ليتنافسوا على أرضه. في كأس العالم اكتشف الزوار الوجه الجميل لقطر حيث الأمن والأمان والحفاوة والاحترام.
تعليقات: