فوّاز حسين: الدنيا دار الغرور (قصة و عبرة)


يروى ان سيدنا مسيح الحق عليه السلام كان بصحبته رجل من اليهود وكان معهما ثلاثة أرغفة من الخبز،

ولما أرادا أن يتناولا طعامهما وجد المسيح عليه السلام أنهما رغيفان فقط ،...

فسأل اليهودي: أين الرغيف الثالث ؟

فأجاب : والله ما كانا إلا اثنين فقط.

لم يعلق نبي الله وسارا معاً

حتى أتيا رجلاً أعمى فوضع المسيح عليه السلام يده على عينيه ودعا الله له فشفاه الله عز وجل ورد عليه بصرَه ,

فقال اليهودي متعجباً: سبحان الله !

وهنا سأل المسيح صاحبه اليهودي مرة أخرى:

بحق من شفى هذا الأعمى ورد عليه بصره أين الرغيف الثالث؟

فرد: والله ما كانا إلا اثنين.

سارا ولم يعلق سيدنا المسيح على الموضوع حتى أتيا نهرا كبيرا،

فقال اليهودي : كيف سنعبره؟

فقال له النبي: قل باسم الله واتبعني ،

فسارا على الماء ، فقال اليهودي متعجبا: سبحان الله!

وهنا سأل المسيح صاحبه اليهودي مرة ثالثة :

بحق من سيرنا على الماء أين الرغيف الثالث؟

فأجاب : والله ما كانا إلا اثنين.

لم يعلق سيدنا المسيح وعندما وصلا الضفة الأخرى جمع عليه السلام ثلاثة أكوام من التراب ثم دعا الله أن يحولها ذهباً ،

فتحولت الى ذهب،

فقال اليهودي متعجبا: سبحان الله لمن هذه الأكوام من الذهب؟؟!

فقال عليه السلام: الأول لك، والثاني لي ، وسكت قليلا ،

فقال اليهودي: والثالث؟

فقال عليه السلام: الثالث لمن أكل الرغيف الثالث! ، فرد بسرعة: أنا الذي أكلته!!!!

فقال سيدنا المسيح : هي كلها لك ، ومضى تاركاً اليهودي غارقاً في لذة حب المال والدنيا.

بعد أن جلس اليهودي منهمكا بالذهب لم يلبث إلا قليلا حتى جاءه ثلاثةُ فرسان ،

فلما رأوا الذهب ترجلوا ، وقاموا بقتله شر قتلة

مات ولم يستمتع به إلا قليلا! بل دقائق معدودة!!!

سبحانك يا رب!! ما أحكمك وما أعدلك!!

بعد أن حصل الفرسان الثلاثة كل واحد منهم على كومة من الذهب بدأ الشيطان يلعب برؤوسهم جميعا ، فدنا أحدهم من أحد صاحبيه قائلا له: لم لا نأخذ أنا وأنت الأكوام الثلاثة ونزيد نصف كومة إضافية بدلا من توزيعها على ثلاثة،

فقال له صاحبه: فكرة رائعة!!!

فنادوا الثالث وقالوا له : هل لك ان تجلب لنا طعاما لنأكل قبل أن ننطلق؟؟

فوافق هذا الثالث ومضى لجلب الطعام...

وفي الطريق حدثته نفسه فقالت له: لم لا تتخلص منهما وتظفر بالمال كله وحدك؟؟؟

إنها حقا فكرة ممتازة!!!

فقام صاحبُنا بوضع السم في الطعام ليحصل على المال كله !!!

وهو لا يعلم كيد صاحبيه له!!! ،

وعندما رجع استقبلاه بطعنات في جسده حتى مات،

ثم أكلا الطعام المسموم فما لبثا أن لحقا بصاحبيهما وماتا وبذلك ماتوا جميعاً.

وعندما رجع نبي الله عليه السلام وجد أربعة جثث ملقاة على الأرض ووجد الذهب وحده فقال: هكذا تفعل الدنيا بأهلها فأعبروها ولا تعمروها..

(منقول)

* فواز حسين حرفيش كانون ثاني 2023

تعليقات: