المهندسون نفد صبرهم: حان وقت استقالة النقيب ومجلسه

تدور شكوك كثيرة حول أداء ياسين في ملفات عدة من فريق عمله اللصيق به (مصطفى جمال الدين)
تدور شكوك كثيرة حول أداء ياسين في ملفات عدة من فريق عمله اللصيق به (مصطفى جمال الدين)


طالب 47 مهندساً في نقابة المهندسين في بيروت النقيب ومجلس النقابة بالاستقالة، والإعلان عن دورة انتخابية للنقابة. وتوجهوا إلى النقيب عارف ياسين بالقول: "حضرة النقيب وحضرات أعضاء المجلس، لم تعودوا تمثّلوننا، ولا تحملون لا برنامجنا الذي وضعناه سوياً، ولا هموم المهندسين/ات الذين آمنوا بهذا المشروع وعملوا من أجله".

وتوجه هؤلاء المهندسون الذين ينتمون بغالبيتهم لمجلس المندوبين المنتخب على لائحة "النقابة تنتفض" بكتاب إلى النقيب ومجلس النقابة شرحوا في تفاصيل مطلبهم.

ووفق معلومات "المدن" تعاني نقابة "الثورة" من مشاكل كثيرة بين الأعضاء. وتدور شكوك كثيرة حول أداء النقيب ياسين في ملفات عدة، حتى من فريق عمله اللصيق، كان آخرها ما حصل مساء أمس في جلس التصويت على التأمين الاستشفائي، كما قالت مصادر الموقعين على كتاب الاستقالة.

وتشرح المصادر: صوّت ستة أعضاء مع مقترح حول التأمين الصحي في جلسة يوم أمس، من شأنه وقف الهدر في هذا الملف، مقابل خمسة أعضاء مع مقترح آخر من شأنه تكبيد النقابة أكثر من مليون ونصف مليون دولار، من دون الحصول على تغطية صحية لكل الأعضاء. حرد أحد الأعضاء وحصلت خلافات كادت تطيح الجلسة، فتدخل النقيب وصوّت مع المقترح الثاني، بعدما كان قد صوت مع المقترح الأول. تغيرت وجهة التصويت لصالح المقترح الثاني، الذي من شأنه رفع قيمة سقف الاستشفاء إلى أكثر من مليوني دولار، من دون حاجة المهندسين إلا لنحو ربع هذا المبلغ. فقد أجروا دراسة حول الموضوع تفيد أن أقل من عشرين مهندساً من الذين يعانون من أمراض مزمة (سرطان) يحتاجون إلى تغطية تفوق سقف السبعين ألف دولار الذي تعتمده شركة التأمين، وتقرر إبقاء سقف التأمين بسبعين ألف دولار، وعدم دفع فروقات عن كل المهندسين، بما يجعل قيمة التأمين نحو مليوني دولار، فيما في الحل الأول لا يتخطى 500 ألف دولار. وبالتالي يمكن النقابة الاستفادة من مليون ونصف دولار لتغطية فرق الاستشفاء للحالات الخاصة من ناحية، وخفض رسوم الاشتراكات من ناحية ثانية، وتغذية صندوق التقاعد من الناحية الثالثة. لكن ياسين فضل المقترح الثاني، الذي يكلف النقابة نحو مليون ونصف مليون دولار هدراً.


خلافات كثيرة

وتضيف المصادر أن خلافات كثيرة داخل مجلس النقابة ومجلس المندوبين بين مجموعات الثورة، الموالية لياسين والمناهضة له، حول الملفات المالية وغيرها. ليس هذا فحسب، إحدى المسائل التي قام بها ياسين هي توريط الصحافة في رفض مشروع سياحي في بلدة إهمج، بحجة أنه يدمر البيئة. ليتبين أن لدى ياسين خلافات شخصية مع المدير العام للمديرية العامة للتنظيم المدني الياس الطويل. فالمشروع وفق ما أكدت بلدية أهمج لـ"المدن"، كما هو في المخطط التوجيهي، يفيد البلدة، ليس اقتصادياً وحسب، بل بيئياً أيضاً، لأنه قائم على غرس آلاف الأشجار، لا قطع الأحراج. كما أن مساحته السكنية تراعي البلدة وحجمها، وحصل على موافقة وزارة السياحة. أما الادعاء بأن تنفيذ المشروع قد لا يراعي الخرائط الموضوعة، فهذا بمثابة الحكم على النوايا. فالبلدية ستمنح الرخص وستراقب التنفيذ وفي حال الإخلال بأي شيء ستوقفه.

وتلفت المصادر إلى أن هذه الأمور وغيرها، جعلت ياسين يبدو "شخصاً باطنياً" في التعامل مع فريق عمله. فارتاب منه حتى أقرب المقربين، الذين دعموه في خلافاته وصراعاته مع باقي مجموعات الثورة داخل النقابة. لينتهي الأمر بأن العديد من فريقه الضيق وقع على كتاب دعوته ومجلس النقابة إلى تقديم الاستقالة.

وتواصلت "المدن" مع ياسين لشرح هذه الملابسات والخلافات داخل النقابة، وما حصل في جلسة يوم أمس، لكنه فضل التريث في الرد إلى حين الاطلاع على الكتاب، لأنه "لم تصلني أي نسخة منه بعد"!.


الكتاب الموجه لياسين

وجاء في الكتاب: "حضرة نقيب المهندسين في بيروت الزميل عارف ياسين، وحضرة أعضاء مجلس النقابة، لأننا نؤمن بأهمية دور النقابة في تحقيق مصلحة المهندسين والمهندسات، نتوجه لحضرتكم بهذا الكتاب".


أولاً في السردية

"بعد انطلاق حراك 17 تشرين، تكتَّل عددٌ من المهندسين والمهندسات تحت عنوان هذا الحراك وقرروا خوض الانتخابات النقابية في بيروت التي تمّ تأجيلها مرات عديدة.

وضع هذا الائتلاف أمامه خوض هذه الانتخابات هدفاً لإيصال ممثلين عنه، ساعياً لتطبيق برنامج يصبّ في مصلحة المهندس، ولتحويل نقابة المهندسين من نقابة تنظّم مهنة الهندسة فقط، إلى نقابة تعنى بشؤون المهندسين/ات وعائلاتهم/ن، لما للموضوع من أهمية في مثل هذه الظروف خاصةً، ولما يجب أن تكون عليه النقابة عامةً.

وضع الائتلاف إذاً برنامجاً بالمشاركة مع الأشخاص الراغبين بالترشح لخوض هذه المعركة. عند الإعلان عنه، لاقى هذا البرنامج ترحيباً من الرأي العام. كما تمّ وضع آليات لاختيار المرشحين الراغبين (نشدّد على كلمة راغبين) خوض هذه الانتخابات بهدف الوصول الى مجلس النقابة والبدء بتطبيق البرنامح الذي طُوِّر بمشاركتهم.

بعد سنة ونصف، وبفضل مجهودٍ جبّارٍ وضعه المهندسون والمهندسات المنضوون تحت هذا الائتلاف، حان استحقاق الانتخابات، وحقق الائتلاف انتصاراً ساحقاً أوصل من خلاله لائحة مرشّحيه شبه كاملةً إلى مجلس النقابة (نقيباً وتسع أعضاء و 212 مندوباً). فكان الفوز بأكثرية مطلقة لم تشهدها النقابة من قبل. هنا لا بد لنا من الإشارة إلى فضل المجهود الذي وضعه مهندسو ومهندسات هذا الائتلاف، وإلى دينامية كل أعضائه المتطوعين الذين لولاهم لما فاز أيّ من المرشحين، ولما حصدوا ما حصدوه من مناصب مهمة وأساسية لتطبيق المشروع.


ثانياً في الأداء

بعد أن تسلّمتم مناصبكم، أخذتم بالانكباب على العمل وبدأتم بتوزيع الأدوار، وقمتم بتعديل بعض الأمور الطفيفة جداً لإقناع الرأي العام أنكم على الطريق الصحيح.

كان أمامكم ملفّين من الملفات الساخنة والأساسية: ملف الاستشفاء، وملف الموازنة ومن ضمنه قضية مدخرات النقابة المحتجزة لدى المصارف.

نعي تماماً أنكم تسلّمتم النقابة وبدأتم بالعمل على أساس موازنة تمّ وضعها من قبل المجلس السابق. كما نعي أن المصارف احتجزت أموال النقابة وأموال عموم المواطنين على حدٍّ سواء. كان خطابكم آنذاك: سنواجه لاسترداد المدخرات وسنعمل لتحسين أوضاع المهندسين في هذه الظروف، بعد القيام بوضع موازنة وخطة مدروسة لمعالجة موضوع المدخرات ومواجهة المصارف ومصرف لبنان، من أجل تحرير هذه المدخرات وأموال صناديق النقابة، تحت عنوان "صحتنا برقبتكم".

بعد فترة وجيزة من هذا الخطاب، أخذت الأمور منحاً آخراً. نسيتم البرنامج كما نسيتم المهندسين/ات ودور النقابة، وغصتم في الخلافات - التي لطالما كنا نسمع عنها في مجالس النقابة السابقة - إنما هذه المرة، أتت من فريق يعتبر نفسه يمثلنا كمهندسين ومهندسات عملنا لإيصاله".

وتابع الكتاب: "سنكتفي بهذا القدر من السرد، ونضع الأمور عند الرأي العام، ونقول: "لا! حضرة النقيب وحضرات اعضاء المجلس، لم تعودوا تمثّلوننا، ولا تحملون لا برنامجنا الذي وضعناه سوياً، ولا هموم المهندسين/ات الذين آمنوا بهذا المشروع وعملوا من أجله. إن ما تحملونه لا يتخطى أجنداتكم الشخصية، ولا يجعلكم في موقع قريب من تطلعاتنا، بل يضعكم في موقع المواجهة معنا، إسوة بباقي المنظومة المتمثلة بالزبائنية والمحاصصة. إنّكم للأسف لا تسعون سوى لمكاسب شخصية ومناصبية".

وأضاف الكتاب: "تجدر الإشارة هنا إلى أننا نستثني قلّةً من أعضاء المجلس التسعة من هذا الموقف، لالتزامهم التام بتحقيق مصلحة النقابة والمهندسين، ولما وضعوه من مجهود لتحقيق البرنامج".


وسأل المهندسون:

1- أين أصبح الوعد بنشر المحاضر لتطبيق مبدأ الشفافية؟

2- أين أصبح موضوع تفعيل دور المندوبين من خلال إقرار نظام هيئة المندوبين المقترح؟

3- أين أصبح إقرار مشروع التصويت الإلكتروني الذي تمّ تقديمه من قبل هيئة المندوبين؟

4- أين أصبحت ورشة العمل الخاصة بملف الاستشفاء، واستشارة خبراء للوصول الى آلية ووجهة سليمة لإدارة هذا الملف، بهدف التوفير على المهندس وحمايته، كما وعدتم قبل جلسة المندوبين المخصصة لدفتر الشروط؟

5- هل أصبحت النقابة مجرد صندوق لاستقطاع الرسوم؟

6- أين أصبح دور النقابة كـ"خط الدفاع الأول عن المجتمع" ؟

7- أين هي النقابة فعلياً من موضوع مرفأ بيروت؟ هل اكتفت بمجرد خطابات إعلامية؟

8- أين أصبحت مدخراتنا؟ إن مدخرات النقابة ليست ملككم، بل ملك عموم المهندسين. لماذا لا تطالعون الهيئة العامة بهذا الموضوع؟

9- أيضاً بموضوع المدخرات التي من المفترض أن تكون الاحتياط لحماية المهندسين في الظروف الصعبة، على ماذا أثمر لقاء نقابات المهن الحرة؟

10- أين أصبح موضوع انتظام العمل النقابي وانتظام الدورة الانتخابية الديمقراطية؟ هل يخضع للمحاصصة مرة أخرى إسوة بممارسات المجلس السابق؟"

وطالب المهندسون "بعقد جلسات علنية مفتوحة للمجلس، كما بعقد جلسات مفتوحة لعموم المهندسين لوضع خطة علنية تعالج ملف الاستشفاء، بهدف الوصول إلى أفضل وأوفر الحلول التي تحمي المهندسين وعائلاتهم، لأن "صحّتنا برقبتكم". نحن نطالب بمقاربة هذا الملف بشفافية مطلقة خارج أروقة النقابة، وأن يتمّ الاعلان عن المحاضر والمداولات. كما نطلب منكم عقد جلسة طارئة لشرح موضوع مدخرات النقابة المحتجزة لدى المصارف، واستعراض تفاصيل ما قمتم به لغاية تاريخه، لما للموضوع من أهمية قصوى".

وختموا الكتاب مطالبين "باستقالة مجلس النقابة والنقيب والإعلان عن دورة انتخابية حسب القانون للإعادة بناء نقابتنا، كما يجب".


الموقعون:

روي داغر، سلمان الدبيسي، باسل الزغير، نقولا أبي جريش، رواد علبي، حسان كزما، ريتا متري، ماري قصابلي حداد، محمد بكري، هانية الزعتري، عبد النور صليبا، طارق الجمل، طوني مراد، ظافر سليمان، نضال الشرتوني، محمد شمس الدين، علي الرفاعي، مروة جمال، ألبير الحاج، براء الحريري، يارا عبد الخالق، شاهر حمدان، عاطف ميري، وسيم اسماعيل، مرهج شما، مصطفى حجازي، رامي بو شقرا، ريان طيارة، محمد نور عيسى، ماجد حكيم، مريم نمّور، فايق زيدان، جوزيف بستاني، وليد شمس الدين، ألين فليحان، مازن المر، رشاد سماحه، منال عساف، سلام بوصي، زينة شلق، لمى ابو ابراهيم، سهام جبور، حسين الديراني، امل يحيى كليب، محمد شهاب، أكرم شبو، رامي حنا.


تعليقات: