الشاعرة هدى صادق: كلما اطفأتني الغربة.. اشعلني عشق الخيام ليدفئني
(حبة أرز سوداء)
..
وما بين متحور قديم
وآخر جديد
وما بين كحة اشتياق
وحزوقة حنين
تبقي الخيام من أجمل ما أُصبت به
ومن أروع ما حصل لي
أتناول لقاح ذكرياتها
ليرتفع منسوب السكر على شفتي
وتبدأ الضحكات بالسفر دون واي فاي الى ربوعها
ودون مزلاجات اجدف عبر انحدارات عيونها
هنا قرميد بيت جدى يهتف لي
يا هدى لقد كبرتي
وهناك موقع الخيام دوت كوم
يعيدني كطفلة اتغنج بضفيرة الشِعر المجدلة
على ضفاف شاشته دون أن يوقفني
ورغم أني طفلة كبيرة مشاغبة
مزقت الكثير من أوراق الموت
وزورت الأكثر من فواتير اليأس
لأبقى كفتيلة في فانوس كاز
كلما اطفأتني الغربة
اشعلني عشق الخيام ليدفئني
أنا الغائبة الحاضرة
أتناثر كحبة أرز سوداء خلف كل جنازة
وأغفو كمنديل مطوى على بدلة عريس
وفي كل مناسبة بين ركام الأصوات تجدني
ارسم في تفل القهوة المُرة وجهي
لعل من يقرأ الفنجان يتنبأ بعودتي ويجذبني
انا المصابة بعشق الخيام
أتساءل كم جرعة من لقاح العودة احتاج
وهل تكفي طائرة ايرباص عملاقة لتحمل أمتعة
الشوق التى تراكمت بداخلي دون أن تُسقطني
أنا ظل العائدين الى الخيام من السفر
أنا رائحة التراب الأحمر فيها بعد المطر
أنا التى أقف على نوافذ بيوت المغتربين هناك
أسمع شهيق وسائدهم الفارغة وهي تئن
وكأنها ناي حزين يرثي وتر
أنا التى لازلت أُسقي جذور ذكرى شجرة الميسة
كى تَنبُت كلما تزوج حبيبان وعانق الباطون الحجر ..
* الشاعرة هدى صادق
إقرأ أيضاً:
ديمة العبدالله: روايتي حوار بين حبيبين لا يُحسنان التواصل
تعليقات: