صناعة الكراسي الخشبية تزدهر مجدداً
عادت صناعة الأدوات الخشبية في صيدا لتزدهر من جديد وتعيد تألقها الماضي بعد طول نسيان والسبب يعود الى رغبة الناس في اقتناﺀ كل ما هو متين وتراثي، إضــافــة الـــى الــغــلاﺀ الـــذي طــاول المصنوعات المعدنية البلاستيكية نتيجة غلاﺀ النفط وانعكاسه على الدورة الاقتصادية.
وتتنوع الصناعات الخشبية بين أنـــواع مختلفة مــن الكراسي الصغيرة والكبيرة والكنبة وكرسي السفرة وأخرى للإستخدام الخارجي أو الــداخــلــي فــضــلا عـــن الــســلات و "الطبليات" وســواهــا وجميعها يتداخل فيها الفن مع الصناعة وجودة الخشب لتجعل من الحرفة لــيــس مــجــرد مهنة وانــمــا تصبح تراثاً يحافظ عليه الابناﺀ بعد الآباﺀ والأجداد. ويستعين الحرفيّون في بعض الأوقــات بـ "النايلون" الملوّن، بــدلاً من الــقــشّ، ويعود هــذا الأمر إلــى مزاجية المشتري الــذي يقرّر قبل التصنيع ماهية طلبه، في وقت تتفاوت فيه الاسعار وفق الحجم، فالكرسي الصغيرة يبلغ سعره 8 آلاف ليرة لبنانية بينما الكبير 30 الف ليرة لبنانية والسلة الصغيرة 5 آلاف والكبيرة 7 آلاف وهي عادة مصنوعة من خشبي السرو والحور.
وفــي صيدا، توجد ثــلاث ورش لصناعة الكراسي الخشبيّة، لا تكاد تتوقف عــن الإنــتــاج هــذه الأيّـــام، ويقول صاحب احداها الذي يملك محترفا صغيرا قبالة ميناﺀ صيدا حسن كوسا "ان الاقبال مــرده إلى غلاﺀ البلاستيك والحديد من جهة، وإلى النوعيّة الرديئة للبلاستيك، وخصوصاً أنّ الكراسي البلاستيكيّة لا تعمّر كثيراً كما الخشبيّة".
وأضـــاف: كذلك الاقــبــال يعود الى جودة الصناعة ونوعية الخشب الجيد، وأنّ الكراسي الخشبيّة قد تعمّر أكثر من مئة عام، لأنّه يمكن تأهيلها وصيانتها بسهولة وفي أيّ لحظة، مشيرا الى "أن كل العمل يتم يدويا 100% ولا تدخل الآلات به وبالتالي فهي تحتاج الى وقت اكثر لانجازها وقد تصل الى يوم كامل".
وأوضــح كوسا أن الإقــبــال ناتج أيضا عــن كثرة إنتشار المقاهي الشعبية حيث باتت هذه الكراسي تزينها ورغبة المواطنين باقتنائها على الشرفات أو الحدائق الخاصة كي تتناسب مع الاستجمام والراحة.
افل نجم صناعة الكراسي الخشبية لردح من الزمن بسبب ثورة البلاستيك التي باتت تقضي على هذه الحرفة التراثية ولكنها اليوم عادت لتزدهر من جديد لاسباب عديدة
تعليقات: