صبحي القاعوري: طفلي.. مات جوعاً ‎‎


الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ۚ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39)

والحمد لله الذي وهب لنا بعد حرب مدمرة "الطائف" وانتج لنا امبراطوريات الطوائف..

حملت طفلي بين يدي (مات جوعاً) واسير به الى مثواه الأخير ومن خلفي رتل من الناس يشيعون معي طفلي يواسوني في مصابي الجلل.

انا والحشد نسير في موكب مهيب احتراماً ل شهيد "الجوع" الذي لم استطع تأمين علبة حليب له حيث راتبي الشهري اقل من ثمن علبة الحليب.

وصلنا الى المدفن بالتهليل والتكبير، وعادة نصلي على الميت قبل دفنه، لم نفعل ذلك واستعضنا ب ايها الزعيم السياسي، ونحن عبيد لك وعبدة الاصنام تقبل منا هذا القربان، وكل اطفالنا قرابين لك نقدمهم الواحد تلو الآخر لترضى عنا وعلينا.

تم الدفن واثناء العودة وقفت امام المشيعين، وبأعلى صوتي ايها الصنم (الزعيم) اركع ساجداً امام عظمتك ان لا ارجع اليوم الى المدفن بطفلي الثاني.

ونحن راجعون الى البيت نهتف بالروح بالدم نفديك يا "هبل" واطفالنا بدلاً من التكبير والتهليل .

نموت جوعاً ولا نتظاهر حتى سلمياً، تنهب اموالنا وتسرق امام اعيننا ولا نحرك ساكناً، نحاصر من اميركا ونقول متى نتخلص من الاحتلال الايراني، اميركا تريد الاصلاح في بلدنا وتريد الحرية لنا كما فعلت للشعب السوري والتونسي والليبي والعراقي والمسبحة تطول، لذا يجب ان نصلي في الكنائس والمساجد على نعمة الاصلاح الامريكية لشؤوننا وكان اولها نعمة الكهرباء من الاردن 24/24 والغاز من مصر ،وهنا وعرفاناً بالجميل نتقدم بالانحناء امام السفيرة الامريكية " شيا " على ما بذلته من جهد لايصال الكهرباء.

تظاهرنا مرة وكان ذلك خطأ واسميناه ثورة وللأسف كانت ثورتنا امتثالاً لتعليمات السفارة الامريكية والبعض منا للسفارة الفرنسية والبعض الآخر للموساد، حتى وصلنا 52 فصيلاً ولم نستطع حتى الاجتماع فيما بيننا ولم نتفق حتى على ناطق باسم الجميع لأن اكثر الفصائل تابعة باستثناء الاقلية التي ضاعت في دهاليز الباطل، ورفضنا عرضاً من رئيس الجمهورية للتنسيق معه، وقلنا " كلن يعني كلن" ثم انفرط العقد بعد تحويل الساحات الى حلقات رقص وغناء وطرب وبوفيهات مفتوحة وخيمثقافية وانتصرت السفارات والاصنام ورجعنا

نحن اغنام، وبقي "كلن".

ثورة الجياع في فرنسا اسقطت امبراطورية، ودولة الدراويش في الصومال واثيوبيا انتصرت على الامبراطورية البريطانية والامبراطورية الايطالية ، وفي لبنانانتصرت امبراطورية الاصنام حيث لا انتماء لنا ولا عقيدة ( روح ر وح تعا تعا). وسنبقى نعاجا.

* الحاج صبحي القاعوري

تعليقات: