وطنية - أن يأتيك المرض فقد تعتبر أنه القدر أو النصيب لكن أن لا تكون قادرا على الاستشفاء أو الحصول على الدواء اللازم فهذا من تقصير البشر. فمن يتحمل هذه المسؤولية في بلد يضعه مؤشر مدركات الفساد في العالم بين أكثر البلدان فسادا؟

ان تصبح مريضا فهذا الأمر يحصل في كل مكان من العالم، لكن أن تخاف من الدخول إلى المستشفى لإجراء الفحوصات والصور اللازمة وان ترتعب اذا ما اخبرك الطبيب انك بحاجة إلى إجراء عملية فهذا لا يحصل في دول العالم التي ترى أن من واجباتها تأمين الاستشفاء والدواء إلى المواطنين كحق من حقوقهم عليها، لكنه يحصل للاسف في لبنان.

في ظل هذا الواقع المخيف، أطلت رابطة كاريتاس لبنان، التي لم تغب أصلا عن اللبنانيين في عز محنتهم بدليل أن بعضهم ما زال يتذكر خدماتها في عز أيام الحرب في السبعينات والثمانينات لتأمين الحاجات واهمها الاستشفاء والدواء تماما كما يحصل اليوم.

لكن وبعد خمسين عاما من الخدمة والعمل المتواصل بدأت كاريتاس تعاني من مشكلة بسبب شح الأموال وارتفاع إعداد المحتاجين في ظل غياب الدولة وتقاعس وزارة الصحة والجهات الضامنة عن القيام بدورها مما دفعها إلى "الاعلان عن إيقاف طلبات الاستشفاء" كما تقول منسقة البرامج الصحية في كاريتاس ساندي حاكمة التي تتمنى "أن يكون هذا الإجراء مؤقتا"، مطلقة نداء عبر"الوكالة الوطنية للاعلام" للأيادي البيضاء والجهات المانحة "لمد اليد إلى كاريتاس لاستكمال رسالتها على أكمل وجه كما كانت دائما".

عبود

يقول رئيس رابطة كاريتاس الأب ميشال عبود عن هذا الوضع: "إن كاريتاس كانت وما زالت تقدم الحاجات الطبية، ولكن نسبة الاحتياجات زادت. لقد تمكنت رابطة كاريتاس لبنان في العام المنصرم 2022 ان تغطي 3500 حالة استشفائية بقيمة مليون دولار و40 مليار ليرة لبنانية. ونحن اليوم بانتظار برامج لتلبية حاجات الناس. نحن نحترم الآلية التي تتبع بها البرامج، لكن الى متى؟ لا نعلم، لذلك علينا ان نصلي ونرفع الصوت عاليا لكل الجهات المانحة ولكل الاغتراب اللبناني أن يعلم ان المساعدات تصب في اتجاه الطبابة والاستشفاء".

حاكمه

وتشير حاكمه الى أن كاريتاس أطلقت "مع بداية تشرين الثاني من العام 2022 البرنامج الاستشفائي للرابطة والذي يهدف بشكل أساسي لدعم المرضى بقسم من الكلفة الاستشفائية حتى يكون المريض قادرا على إجراء العملية الاستشفائية المطلوبة ولا يؤجلها وذلك على كل الأراضي اللبنانية".

وقالت: "ساعدنا في الأشهر الأخيرة اكثر من 1400 شخص. لقد ساعدنا أشخاصا دخلوا إلى قسم الطوارىء في المستشفيات واحتاجوا لعمليات سريعة تهدد حياتهم بالخطر اذا لم يجروها. ساعدنا أشخاصا لم يكونوا يفكرون في الماضي بطلب المساعدة من كاريتاس لأن أوضاعهم الاقتصادية كانت جيدة لكنهم احتاجوا للمساعدة في ظل الأزمة الاقتصادية للعمليات المطلوبة. شجعنا أشخاصا آخرين وساعدناهم لإجراء العمليات المطلوبة بعدما كانوا قد قرروا تأجيلها أو حتى إلغاءها لأن وضعهم الاقتصادي لم يكن يسمح بذلك أصلا، لكن للأسف وبالرغم من كل طاقات كاريتاس وجهودها التي تكرسها للوقوف إلى جانب الشعب اللبناني- وهو من ضمن رسالتها ولكن حسب الإمكانيات- نعلن اننا سنتوقف عن استقبال طلبات جديدة للاستشفاء نظرا للطلبات الكبيرة التي تصل إلينا يوميا وقد وصلت الى أكثر من مئة ملف، وهذا أكبر من طاقة كاريتاس لمساعدة المستشفيات".

وأضافت: "من هنا، وعبر "الوكالة الوطنية للإعلام"، نعلي الصوت ونطلب من كل أصحاب الأيادي البيضاء وكل الجهات المانحة أن تمد يدها لكاريتاس وأن تساهم في رسالتها، لتبقى بقرب الشعب اللبناني وتساعده كما في كل المراحل خصوصا أن الأزمة باتت كبيرة ومسؤولية كاريتاس باتت أكبر من طاقاتها وقدراتها، لكن هذا الأمر لا يخفف من عزيمة كاريتاس وسنتابع مسيرتنا ورسالتنا مع الأيادي البيضاء والجهات المانحة ولن نترك احدا. ونتمنى أن تكون هذه الفترة موقتة ونأمل أن نستقبل من جديد طلبات الاستشفاء الجديدة في المستقبل القريب. كما نتمنى أن تصل صرختنا إلى كل شخص قادر على مساعدة كاريتاس ليمد يد المساعدة ويكون مساهمات لنقف معا مع كل شخص محتاج وكل مريض يتألم في منزله لتمرير هذه المرحلة الصعبة معا".

مخلوف

من جهتها، قالت المسؤولة عن الجهاز الإعلامي في كاريتاس ماغي مخلوف: "بالاضافة الى مسؤولياتي الإعلامية، أعمل على تسهيل خدمات الذين يتواصلون معنا خصوصا منها المستعجلة التي لا تحتمل التأجيل في ظل الوضع الحالي والصعب والحاجات الملحة التي بدأت تظهر، وأهمها الاستشفاء".

قيامه

أما ليليان قيامه التي تتولى موضوع تأمين الأدوية فتقول: "نحن في حركة لا تهدأ نعمل على تأمين الأدوية بدءا من الأدوية العادية وصولا إلى أدوية السرطان التي بات الحصول عليها في لبنان من أقصى طموحات المريض المنتظر في منزله بين الموت والحياة. وكأن كاريتاس صارت خشبة الخلاص الوحيدة الي يتمسك بها المريض في بحر من الأمواج المحيطة به من كل صوب. واللافت أن هذه الخشبة نجحت والى حد بعيد في إنقاذ عدد كبير من المرضى وما زالت رغم كل التحديات الكبيرة التي تمر بها من ارتفاع عدد المرضى الذين يقصدونها إلى الشح في القدرات وهو ما يعني أنها باتت تحتاج إلى المزيد والمزيد من الدعم لإكمال خدمتها في هذا الظرف الاستثنائي".

للدعم:

caritas.org.lb

OMT caritas lebanon

الخط الساخن 01517012

8;30 صباحا - 4:00 ب ظ

BANK OF BEIRUT:

USD Fresh

Account Number : 1140Z07132400

IBAN Number : LB03007500000001140Z07132400

SWIFT : BABELBBE

LBP Fresh :

Account Number : 0140207132400