الوزير السابق بشارة مرهج و الشاعر عصام العبدالله

لا أدري كيف تستطيع راس بيروت بمقاهيها ونواديها ومنتدياتها وحلقاتها ان تتحمل فرقة عصام العبدالله الشاعر المتألق الذي غاب منذ اربع سنوات مخلفا ذكرى طيبة وروايات ندية راسخة في الخاطر ترنو اليها بيروت، تتجلى رغم البعاد، ثم تتوارد ومضات الى حيث المكان إلى إنكسار، إلى حيث المحنة تتمدد وتصب زيتها الحارق على المكان بينما قلة من الطغاة القساة تتفرج على المكابدة التي نسجت خيوطها كالعنكبوت دون ان يرف لها جفن وقد تحولت الى خشب مسندة لا ماء فيها ولا حياة.

كان شاعرنا الاثير محور كل منتدى يتربع على عرشه بالانتخاب الحر، يساوره القلق على المكان كلما استوت ساعة أو مرّ حدث يجدد الرواية . قلقه من النوع الملتهب لا يهدأ حتى يعثر على كنز العبارة تحفر، تشهد، تحرق ثم تنساب في البيت - صدره وعجزه – درة تخاطب اختها حتى يكتمل المشهد ويصدر المرسوم زاهياً يحدثنا عن سحر الكلمة وفرادة الشعر.

كان شاعرنا محور كل حلقة سواء كان عضواً اصيلاً فيها أو استاذاً زائراً ينتطره الرواد والطلاب كي يطوف معهم فضاء الشعر، حتى اذا اخذتهم الغفلة عاد بهم على بساط من ريح تزينه زهرة يقطف من رحيقها كلمات محكية لم تخطر في بال يرصفها بالفطرة ، كما بالثقافة والذائقة المتمردة وخبرات السنين .

ثمة أشخاص يذهبون في هدأة الليل ويبقى طيفهم سرا ملهوفاً يبحث في الأثير عن كلمة أو صورة لعله يستريح من زحمة أفكار تتوارد ، تتسابق ، تتصارع لتنهض من جديد مخضبة ب مسرات الشغف والعطاء .

لا زال عصام يتجول بيننا يفاجؤنا كلما هبت المعاني تسأل عن مرادها، وكلما نزف القلم شعراً يخاطب المكان، وكلما أشرقت عينان جميلتان على حقل تزهو به الف سنبلة ويلهو بين ضفائره الف لحن .

بالله عليك يا سندباد برهة توردها "الخيام" كي نرشف قطرة ماء . ما علينا بالكاس. في الكلمة الف كأس والف زهرة والف عين خطفها سندباد بجناحيه ذات مرة .

"دار الندوة" التي كانت تنتظر عصام على أحر من الجمر، تراه اليوم يخطر على بابها ضاحكاً متألقا يطمئن على الاصحاب والاتراب يسأل عن كتب الشعر التي ضاعت في ليل المدينة الطويل، يسأل عن مواقد الفكر التي تتحدى زمن السقوط ولصوص العمارة . ها هو يؤدي قسطه الجديد لإمارة الشعر ويعبر بالجائزة مرة أخرى الى حيث الوفاء ينعقد.

* كلمة ألقاها رئيس مجلس ادارة دار الندوة، الوزير السابق بشارة مرهج، قي افتتاح احتفال تسليم جائزة الشاعر عصام العبدالله للشعر المحكي التي رعاها وزير الثقافةالقاضي الدكتور محمد وسام مرتضى في دار الندوة في بيروت

أنطوان خليل يفوز بجائزة عصام العبدالله للشعر المحكي

وكان الشاب أنطوان خليل، من بلدة حراجل، قد نجح في الحصول على المركز الأول ل#جائزة عصام العبدالله للشعر المحكي عن عام 2022. مع مشاركين من كلّ من لبنان وسوريا ومصر والعراق و منطقة الأهواز العربية في إيران.

وقد اتفقت لجنة التحكيم المؤلفة من الشعراء والأساتذة: المير طارق آل ناصر الدين، محمد حمود، جرمانوس جرمانوس، سمير خليفة ومهدي منصور بالإجماع على فوز أنطوان خليل بقصيدتيه الاثنتين من ناحية المستوى العام. كما نوّهت اللجنة بالمشاركة العربية والاقليمية في النسخة الرابعة للجائزة، آملة استقبال المزيد من المشاركات في السنوات المقبلة.

وأكدت رئيسة مؤسسة عصام العبدالله، سلاف العبدالله، أنّ تنظيم هذه الجائزة في هذا التوقيت بالذات هو إصرار على ثقافة الحياة، ففي الشعر الكثير من العزاء.

وشهد الحدث مشاركة الشعراء زينب حمادة، بشير علي الجواد ورالف حداد الذين سبق لهم أن فازوا بالجائزة، كما وجّهت تحية مصورة إلى الشعراء والأدباء الذين غابوا في السنوات الخمس الأخيرة، إضافة إلى عرض تقرير يلخص نشاطات المؤسسة منذ انطلاقتها قبل خمس سنوات.

المرتضى استقبل كريمة الشاعر الراحل عصام العبدالله

وكان وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى قد استقبل في مكتبه في قصر الصنائع، كريمة الشاعر الراحل عصام العبدالله سلاف كنعان التي وجهت له دعوة لحضور حفل توزيع جائزة المرحوم العبدالله عن الشعر المنظوم باللغة المحكية، في مركز ”دار الندوة” في بيروت.

الشاب أنطوان خليل يتسلم جائزة عصام العبدالله للشعر المحكي عن عام 2022 من وزير الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى بحضور رئيسة مؤسسة عصام العبدالله، سلاف العبدالله

في دار الندوة في بيروت وبرعاية وحضور وزير الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى، حيث تم الإعلان عن اسم الفائز بجائزة عصام العبدالله للشعر المحكي

وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى في مكتبه في قصر الصنائع مستقبلاً كريمة الشاعر الراحل عصام العبدالله سلاف العبدالله كنعان