شمال سوريا:وقف عمليات الإنقاذ.. وبدء مرحلة انتشال الجثث


أعلن فريق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) عن الانتقال من مرحلة البحث والإنقاذ إلى مرحلة البحث والانتشال، مؤكداً أن الشعب السوري تعرّض لخيبة أمل كبيرة من قبل المجتمع الدولي، وتُرك وحيداً في مواجهة الكارثة.

وقال الفريق في بيان ليل الجمعة، إن عناصره استنفرت منذ اللحظات الأولى لوقوع الزلزال وبذلت جهوداً مضنية للبحث عن ناجين تحت الأنقاض، ونجحوا في إنقاذ مئات العالقين تحت جبال من ركام المباني، لكن بعد مرور 72 ساعة، فإن فرص وجود ضحايا تحت الأنقاض بدأت تتضاءل.

وأضاف البيان أن الفريق واجه صعوبات كبيرة أثناء عملية البحث عن ناجين، يأتي في مقدمتها شح الوقود اللازم لتشغيل الآليات الثقيلة لساعات أطول لتسريع عمليات الإنقاذ، والانتشار الجغرافي الكبير للدمار في معظم مناطق شمال غرب سوريا، عدا عن عدم وجود معدات حديثة تستعمل في تحديد أماكن المصابين مثل الكاميرات الحرارية ومجسّات النبض.

وأكد أن المجتمع الدولي لم يكترث بالنداءات الانسانية التي أطلقها الفريق خلال فترة الاستجابة، قائلاً إن الشعب السوري "تعرض لخيبة أمل جديدة بسبب تجاهل المجتمع الدولي لمأساة الإنسانية التي خلفها الزلزال": في مناطق شمال غربي سوريا.

وقال الفريق إن السوريين "عاشوا هذه الأيام العصيبة بمفردهم"، كما عاشوها أثناء "قتلهم" من قبل النظام السوري وروسيا، "من دون أي اعتبارات للقيم الإنسانية والأعراف الدولية التي فرضت علينا العمل بمفردنا كسوريين".

وأوضح أنه استنفذ جميع طاقاته خلال 5 أيام من عمليات البحث والإنقاذ، وسط تجاهل دول العالم لأوجاع السوريين الذي شاهدوا أطفالهم يموتون ببطء أثناء وجودهم معاً لساعات طوال تحت جبال من الركام، بينما قضى بعضهم متأثرين بنزيف جراحهم تحت الأنقاض، وسط انخفاض كبير بدرجات الحرارة.

وذكر البيان أن حصيلة الضحايا بلغت بعد استجابة الفريق لأكثر من 108 عملية في أكثر من 40 مدينة وبلدة وقرية شمال غرب سوريا، أكثر من ألفين و166 ضحية أكثرهم من الأطفال والنساء، بينما أصيب ألفين و950 شخصاً، لافتاً إلى وجود 479 مبنى سكني مدمّر بشكل كامل وأكثر من 1481 مبنى مدمر بشكل جزئي.

وكانت حصيلة الضحايا الأكبر في مدينة جنديرس بريف عفرين حيث بلغت 513 ضحية، تليها المدن والبلدات في ريف إدلب الشمالي. وبلغت حصيلة الضحايا في مدينة حارم 360 وسلقين 221 ضحية وأرمناز 155 والأتارب 150 وعزمارين 140 ضحية، وباقي الضحايا توزعوا على باقي القرى والمناطق المنكوبة.

من جهته، أوضح نائب مدير الفريق للشؤون الإنسانية منير المصطفى أنه وفق مبادئ العمل في الإنقاذ فإن عمليات البحث والإنقاذ تتوقف بعد مرور 72 ساعة، بسبب تضاؤل فرصة العثور على ناجين، مشيراً إلى أن عدّاد الضحايا ارتفع بشكل كبير بعد مرور ذلك الوقت، على عكس ما كان عليه الحال قبله.

وقال المصطفى ل"المدن"، إنهم "يجهلون السبب الحقيقي وراء عدم الاستجابة من الأمم المتحدة وعدم الدعوة من قبلها الدول لإرسال معدات للإنقاذ والمساعدات الإنسانية للمتضررين من الزلزال شمال غرب سوريا"، مضيفاً أن من حق الضحايا والسوريين جميعاً معرفة السبب وراء عدم إرسال فرق الإنقاذ وقوافل المساعدات.

وأضاف "رسالتنا هي أن من الواجب على الأمم المتحدة الاعتذار من كل أب فقد أطفاله وكل زوجة فقدت زوجها وكل ضحية فقدت حياتها بسبب عدم الاستجابة"، أما نحن في الدفاع المدني "لا نريد شيئاً منهم".

تعليقات: