شارل ايوب
حقيقة الديار أي لبنان هذا؟ لم نعد نعرف لبنان، باستثناء أنه وطننا وبلدنا، أما ما يجري على أرضه، فلا يُشبه أية حالة في العالم، لا العراق ولا كوسوفو ولا فيتنام.
أي لبنان هو هذا اللبنان، حكومة من دون قرارات، باستثناء تعيين قائد للجيش، أزمة كهرباء مُستفحلة والناس يعيشون في الظلام، حتى أن القرى في مجاهل افريقيا، تصلها الكهرباء أكثر مما تصل إلى المدن الرئيسية في لبنان.
لم نعد نعرف مَن المعارضة ومَن الموالاة، عندما نحضر تلفزيون المستقبل ويبدأ نشراته الإخبارية بطرح التقنين على الكهرباء والحديث عن زيادة الأسعار والغلاء المستشري، نعتقد أننا نُشاهد محطة تابعة لفريق مُعارض وليست تابعة للفريق الأكثري الذي يحكم لبنان.
مفهوم الأمر، وزير الطاقة وبعض الوزراء لا يُعجبون الأكثرية فيطرحون المشاكل للتحريض على الوزراء، فالوزير طابوريان مسؤول الآن عن ملف الكهرباء ولكنه كان في عهدة الأكثرية طوال خمس عشرة سنة، والنائب سعد الحريري يتبرّع بإنارة شوارع طرابلس.
غريب عجيب هذا الأمر لم نعد نعرف لبنان، هجوم على بلدة في الشيخ لار، والنائب السابق مخايل الضاهر يريد تصفية حسابات، والأصوليات تنتشر، فهناك أصولية إسلامية سلفية، وهنالك تطرّف مسيحي، وهنالك منطقة مُغلقة لطوائف، فأي لبنان هذا؟ شبابنا يُهاجر إلى الخارج، أهم الطاقات الفكرية والبشرية يخسرها لبنان، وتربحها دول لم تصرف دولاراً على تنشئة هذا الشاب وهذه الصبية.
لبنان يُصدّر إلى الخارج الذهب البشري، فالطاقة البشرية التي هي أساس بناء لبنان تُهاجر، فيما الأكثرية والمعارضة تتصارع في أمور تافهة، عندما تريد الأكثرية الحديث عن إثارة تشنّجات تتقدم بلائحة مطالب بشأن سلاح حزب الله، فتعتقد أن أولمرت يتكلم أو جورج بوش، وبعض المعارضة موجود في الحكومة وبات على تنسيق تام مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وفي ذات الوقت يُعلن نفسه معارضة داخل الحكومة.
أي لبنان هذا؟ لا ماء عندنا نسقي بها الناس، لا كهرباء تنير بها ظلمة الليل وشركة الكهرباء باتت تخسر ملياري دولار، وسعر مُخابرة الخليوي أغلى سعر في العالم، إيجار البيوت مُرتفع ولا يستطيع الفقير الإقتراب منه، وحكومة عاجزة إسمها حكومة الوحدة الوطنية، ولا تتخذ قراراً واحداً في بداية عهد جديد والمعروف أن أي عهد جديد، أو حكومة جديدة لا تضرب الحديد وهو حام في الأشهر الأولى من العهد أو في بداية عمل الحكومة تكون قد أعلنت فشلها وإحباط الناس.
أي لبنان هذا؟ من «الكوكا كولا» إلى كورنيش المزرعة إلى تعلبايا وسعدنايل إلى جبل محسن وباب التبانة إلى قرى عكار مع الشيخ لار، حيث تفجير أمني واشتباكات وموت رخيص في سبيل لا شيء إلا الخلافات السطحية التي هي من دون جدوى.
أي لبنان هذا؟ والجواب هو أنه على السياسيين والمسؤولين في لبنان أن يخجلوا وعلى الأقل أن يقوموا بتغيير سلوكهم مع أننا نُطالب بجيل جديد مسؤول قادر على تحمّل المسؤوليات.
أي لبنان هذا؟ طبعاً الجواب انه لبنان السياسة الفاسدة.
تعليقات: