طرابلس على فوهة بركان خامد: الغضب يخفت سريعاً

ردد المحتجون القلائل هتافات عديدة ضد المصارف (يحيى حبشيتي)
ردد المحتجون القلائل هتافات عديدة ضد المصارف (يحيى حبشيتي)


تعيش طرابلس على فوهة بركان من الاحتقان الشعبي، لكنه سرعان ما يخفت نظرًا لعدم استجابة المواطنين على نطاق واسع لدعوات التحركات الاحتجاجية، كما الحال في معظم لبنان حتى الآن. وكلما انطلقت تحركات للعشرات في الشوارع وأمام المصارف، تخفت مجددًا من دون أن تطوي أجواء القلق والحيرة والغضب التي تسود أحياء المدينة وداخل أسواقها ومتاجرها.

في ساحة التل حيث تنتشر عشرات محال الصيرفة، يتهافت المواطنون إليها للسؤال عن سعر صرف الدولار، ويخرج معظمهم مذهولًا من رقم 80 ألف للدولار، كذلك حال من يحمل أوراقًا قليلة من الدولارات، مدركًا أن السرعة التصاعدية لأسعار المحروقات والسلع تتجاوز قفزات الدولار الجنونية بأشواط.

وعند مفرق ساحة التل باتجاه مبنى بلدية طرابلس، تجمهر صباح الخميس عشرات المواطنين عند فرع بنك عودة، كاستجابة للتحركات التي شهدتها بعض الفروع المصرفية في لبنان. وكان في مقدمة هؤلاء عمال بلدية طرابلس، الذين يطالبون بتحسين رواتبهم الزهيدة، وأقدموا على إحراق إطارات أمامه، فتوسع الانتشار الأمني للجيش اللبناني أمام فروع المصارف وفي نقاط مختلفة داخل المدينة، فيما أقدمت معظم المصارف على إقفال البوابات الحديدية على نوافذ الصرافات الآلية.

وأمام حالة من الفوضى، كانت تعبر جموع المواطنين سريعًا، في سياراتهم أو سيرًا على الأقدام، تحسبًا لأي انفلات في الشارع. ويقول أحد المواطنين وهو عامل مياوم لـ"المدن": "نشعر باليأس حتى من التحركات، ولن تفيدنا مع حالة الفوضى التي تضرب الأسعار، فيما مدخولنا اليومي أصبح لا يكفي لشراء كيلو بصل وعبوة لبنة".

وردد المحتجون القلائل هتافات عديدة ضد المصارف التي تغلق أبوابها بوجه المواطنين وتعيق معاملاتهم، كما أن معظم الصرافات الآلية في المدينة غالباً ما تكون فارغة أو مغلقة. كما رددوا شعارات ضد السلطة احتجاجًا على تفلت سعر صرف الدولار، ما دفع عددًا من المتاجر إلى إغلاق أبوابها، وسط فوضى عارمة بعملية التسعير والتفاوت الكبير بين متجر وآخر.

وشهدت المدينة اطلاقًا عشوائيًا للرصاص، ثم عاد الهدوء تدريجيًا بعد الظهر. ويعبر كثيرون عن خشيتهم من تدهور دراماتيكي للوضع في الشارع، في الساعات والأيام المقبلة، لا سيما أن معظم المؤشرات تشي بمزيد من العبثية والفوضى والاضطرابات، سياسيًا واقتصاديًا ومعيشيًا وأمنيًا.

تعليقات: