بوتين في خطابه للأمة يعلق مشاركة موسكو بمعاهدة نيو ستارت النووية


أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء، تعليق مشاركة موسكو في آخر معاهدة الحد من الأسلحة بين أكبر دولتين نوويتين في العالم، روسيا والولايات المتحدة.

وقال بوتين في خطابه إلى الأمة: "أعلن أن روسيا تعلق مشاركتها في معاهدة نيو ستارت" مضيفاً: "لا ينبغي أن يتوهم أحدٌ أنه من الممكن انتهاك التكافؤ الاستراتيجي العالمي".

وبموجب معاهدة الحد من الأسلحة النووية الرئيسية، يُسمح لكل من الولايات المتحدة وروسيا بإجراء عمليات تفتيش على مواقع الأسلحة الخاصة بكل منهما، لكن عمليات التفتيش توقفت منذ عام 2020 بسبب جائحة "Covid-19"، ومع ذلك، لا تزال معاهدة "نيو ستارت" سارية، ومددت اتفاقية سابقة بين موسكو وواشنطن المعاهدة حتى 4 شباط/فبراير 2026.

إلى ذلك، تعهّد الرئيس الروسي مواصلة حملته العسكرية في أوكرانيا، بعد حوالى عام على بدء الحرب. وقال: "لضمان أمن بلدنا، والقضاء على تهديدات نظام النازيين الجدد القائم في أوكرانيا منذ انقلاب العام 2014، تَقرَّر تنفيذ عملية عسكرية خاصة. وسنتعامل مع الأهداف التي تقع أمامنا خطوة بخطوة وبعناية ومنهجية".

وألقى بوتين باللوم على الغرب في تصعيد النزاع في أوكرانيا، بعدما وعد حلفاء كييف بإرسال أسلحة جديدة إلى كييف. وأشار إلى "أننا كنا نقوم بكل شيء ممكن لحل النزاع مع أوكرانيا بطرق سلمية، وسنقرر مهام العملية العسكرية الخاصة خطوة بخطوة"، ولفت إلى أن "كييف أجرت محادثات مع الغرب بشأن إمدادات الأسلحة قبل العملية العسكرية، وقمنا بكل ما هو ممكن لحل مشكلة دونباس سلمياً لكن الغرب أعد سيناريو مختلفاً".

وأكد في خطابه السنوي إلى الجمعية الفيدرالية وسط ترقب دولي واسع النطاق لما سيقوله على عتبة ذكرى انطلاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، أن "الولايات المتحدة هي البلد الوحيد الذي يمتلك عدداً كبيراً من القواعد العسكرية حول العالم"، وكشف أنه "قبل الحرب أرسلنا فريقاً للناتو وأميركا للتحدث عن ضمانات سلمية لكنهم رفضوها".

وحذر بوتين، من أنه "كلما زاد مدى الصواريخ التي تصل إلى أوكرانيا سيتعين علينا دفع العدوان عن حدودنا بمدى أبعد"، وأكد أن "روسيا تواجه خطراً وجودياً ومن المستحيل هزيمتها في أرض المعركة".

وفي إشارة إلى العقوبات الدولية على بلاده، اعتبر بوتين أن الغرب "لم يحقق شيئاً ولن يحقق شيئاً"، في الوقت الذي قاوم فيه الاقتصاد الروسي بشكل أفضل مما توقعه الخبراء.

وقال: "لقد حرصنا على استقرار الوضع الاقتصادي وحماية المواطنين"، معتبراً أن الغرب فشل في "زعزعة استقرار مجتمعنا".

وأعلن الرئيس الروسي عزمه محاكمة "الخونة" في روسيا، وسط قمع أي صوت ينتقد الكرملين والصراع في أوكرانيا، عبر اعتقالات وفرض أحكام سجن قاسية.

وقال بوتين: "كل الذين اختاروا خيانة روسيا يجب أن يُحاسَبوا أمام القانون"، مؤكداً في الوقت ذاته أن الأمر ليس عبارة عن "مطاردة ساحرات".

في المقابل، ندّد مسؤول أميركي رفيع المستوى الثلاثاء، ب"سخافة" اتهامات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اعتبر أن التهديد الغربي ضد روسيا يبرر غزو أوكرانيا.

وقال مستشار الأمن القومي جايك سوليفان للصحافيين: "لا أحد يهاجم روسيا. هناك نوع من السخافة في فكرة أن روسيا كانت تتعرض لشكل من أشكال التهديد العسكري من أوكرانيا أو من أي جانب آخر".

وفي الوقت نفسه، استدعت وزارة الخارجية الروسية الثلاثاء، السفيرة الأميركية لدى موسكو لين ترايسي لتسليمها طلباً للولايات المتحدة بسحب "جنود وعتاد" حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا، في إشارة إلى المساعدة العسكرية التي تتلقاها كييف من الدول الغربية.

تعليقات: