يفاقم ملف المباني الآيلة للسقوط من الأزمة في سوريا بسبب عدم وجود مساكن بديلة وتعرض آلاف المباني للتصدع والتشققات، ما يجعل اللجوء إلى الشوارع والساحات هو الحل الوحيد لعشرات آلاف السكان، عند حدوث الهزات الأرضية.
وفي المناطق السورية الثلاث التي تعرضت للهزات العنيفة وهي مناطق سيطرة النظام، وإدلب (تحرير الشام)، وريف حلب (الجيش الوطني)، يمكن ملاحظة حجم الفشل في إدارة ملف الأبنية المتضررة والذي قاد الآلاف لاختيار أماكن إقامة مؤقتة سواء عند أقاربهم أو في خيام مكتظة بأكثر من أسرة، أو داخل الخيام الكبيرة المخصصة للإيواء المؤقت.
وتشكو مجموعة من السكان تحدثت معم "المدن"، من عدم حصولهم على السكن البديل على الرغم من كشف لجان السلامة العامة على منازلهم وتصنيفها كمنازل آيلة للسقوط، وغالباً ما يتم حثّ هؤلاء السكان على الانتقال إلى مراكز الإيواء المتمركزة في الحدائق والساحات العامة.
كارثة ضخمة
وتؤشر الأرقام الكبيرة لعدد الأبنية المتضررة إلى كارثة تطاول آلاف السوريين الذين وجدوا انفسهم بدون مأوى.
ونقلت صحيفة الوطن الموالية عن وزير الأشغال العامة والإسكان في حكومة النظام سهيل عبد اللطيف عدم وجود رقم حقيقي لعدد العوائل المتضررة من الزلزال، لأن البعض اتجه إلى القرى أو منازل الأقارب. ويتم تأمين المتضررين حاليا ضمن الإمكانيات، وفقا لعبد اللطيف، لكن "بعد فترة لا يمكن الاستمرار بوضع العائلات في مراكز الإيواء حفاظاً على صحتهم، ولأن الدولة بحاجة الى هذه المنشآت لوضعها مجدداً ضمن مجالات خدماتها الأساسية".
وفي إدلب، أعلنت حكومة الإنقاذ أن عدد الخيام المؤقتة الكبيرة التي أُنشئت بعد الزلزال تجاوزت أكثر من 40 خيمة، مضيفة أن وزارة التنمية التابعة لها تسعى لتأمين الأهالي في مساكن مؤقتة للتخفيف عنهم عند حدوث أي طارئ.
وبلغ عدد المباني التي فحصتها لجان السلامة العامة في إدلب حتى الآن حوالي 2000 مبنى، منها 1574 مبنى متضرر بشكل كامل، وتستمر اللجان الفنية حتى اليوم بإجراء الكشوف على المباني.
"المؤقتة" شبه عاجزة
وبحسب الإحصائية التي قدمتها الحكومة السورية المؤقتة ل"المدن"، بلغ عدد المباني المهدمة بالكامل في المناطق الخاضعة للنفوذ التركي المباشر 1034 مبنى، وعدد الأبنية المتضررة غير الصالحة للسكن 8709 مبنى، وعدد الأبنية المتضررة التي تحتاج إلى ترميم مستعجل 25204 مبنى. فيما وصل عدد الأسر المنكوبة المحتاجة للمساعدة إلى 13184 أسرة.
ويقول مدير المجالس المحلية في وزارة الإدارة المحلية والخدمات في الحكومة السورية المؤقتة محمد جلو ل"المدن"، إنهم يحاولون تأمين قرابة 1300 خيمة للأسر المتضررة من خلال صندوق الائتمان الدولي لإعادة إعمار سوريا بالإضافة للمنظمات العاملة التي بدأت بتقديم مراكز إيواء وخيم مؤقتة في المناطق ذات الاحتياج.
ويتابع: "تم الإشراف من خلال الوزارة على افتتاح مخيمات في مدينة عفرين،
بالتنسيق مع مؤسسة الرسالة السعودية وتضم 1100 خيمة".
أزمة خيام
الأرقام الكبيرة للبيوت المتضررة وعدم تمكن أصحابها من الإقامة فيها بسبب توالي الهزات الارتدادية، ألهبت أسعار الخيام التي باتت المطلب الأول لآلاف السكان، كما أحدثت أزمة طاولت قطاع العقارات بسبب زيادة الطلب على المنازل.
ولا يقل السعر الوسطي للخيمة الجيدة التي تتسع لأسرة واحدة، عن 150 دولاراً. وتتفاوت أسعار الخيمة تبعاً لحجمها، حيث يفيد أحد العاملين في تصنيع الخيام "المدن"، بأن سعر الخيمة 3×4 أمتار، مزودة شادر خيشي وبدون عوازل، يبلغ 100دولار، بينما لايقل سعر الخيمة 4×6 أمتار عن 150 دولار، وهذه الخيام لا تتصف بجودة عالية ولا تقي ساكنيها من العوامل الجوية.
وبالموازاة، أدى الطلب على المنازل من قبل متضرري الزلزال إلى ارتفاع إيجارات المنازل إلى مبالغ غير مسبوقة. ويؤكد أحد سكان أعزاز ل"المدن"، ارتفاع إيجار المنزل (غرفتان) إلى 200 دولار بعد أن كان متوسط الإيجار لا يتجاوز ال100 دولار شهرياً.
تعليقات: