أبو علي يوسف الزين عبدالله أقدم الرياضيين الخياميين.. 60 يوما على الغـياب

أبو علي يوسف الزين، الاسم المحبب الى قلبه (1932 – 2022)
أبو علي يوسف الزين، الاسم المحبب الى قلبه (1932 – 2022)


طوى الردى في نهاية العام المنصرم أيقونة رياضية خيامية قل نظيرها، فقد انتقل الى جوار ربه مساء الأربعاء (28 كانون الأول/ديسمبر 2022) المرحوم "يوسف محمد علي الزين عبدالله" (أبو علي) (1932 – 2022م)، ذلك الرجل الرياضي الذي مارس رياضة الملاكمة كهواية في شبابه، أواخر اربعينات الى مطلع الستينات من القرن الماضي، وقد يكون المرحوم "أبو علي" من أواخر الذين بقوا على قيد الحياة من المشاركين في حفل افتتاح المدينة الرياضية في بيروت في (12 آب 1957) والتي كانت تُسمى حينها "مدينة كميل شمعون الرياضية".

"أبو علي الزين" الاسم المحبب الى قلبه، كان في عنفوانه الرجل الشهم الذي تتحلى به الصفات التقليدية التي صبغت سمة الفارس العربي الأصيل، كان لا يُشاهد الا باسماً متألقاً دوماً بأناقته المميزة صيفاً وشتاءً، مُوقراً الكبير حانياً على الصغير، مُتفقداً القريب مُرحباً بالغريب، مُتجاوباً لسائله مُلبياً لمُستغيثه، مُصغياً لمُحدثه متواضعاً لجليسه.

امتلكت نفس "المرحوم أبو علي" حباً جماً لرياضة الملاكمة، فأمضى فترة لا بأس بها من شبابه في التدريب عليها حتى أجادها على أكمل وجه، فكان ملتحقا بعدة نوادي وروابط تدريب وممارسة لتلك اللعبة الرياضية التي كان لها شعبية طاغية بين ذلك الجيل، بل تكاد تكون الرياضة الفردية الأولى على الصعيد الشعبي ليس فقط في لبنان، بل في مجمل العالم العربي حينذاك. ومن أثار محافظته على ممارسة الرياضة في مطلع شبابه، أن بقي جسمه محتفظاً بقامته المديدة رغم تجاوزه للتسعين من العمر، مصداقا للقول الصدوق: "أكرمت الرياضة في شبابي، فعظمتني في شيخوختي".

جال "المرحوم أبو علي" في حياته مختلف بقاع العالم، طالباً للرزق في شبابه، سائحا في تقاعده، ولكن كل تلك البقاع لم تُغنِه عن موطن طفولته وصباه، فكانت بوصلته دائما هي "الخيام" فمهما ابتعد وتغرّب يعود دوماً اليها متلهفاً للحظة الوصول الى عرينها، فبادلته الحب والعرفان، وهذا ما شهدناه في ذلك اليوم الكئيب، فظهر كل الوفاء والتقدير من أهل بلدته في التشيّع الشعبي المهيب للموكب الجنائزي الحزين، الذي سارت به الجموع بخطى متثاقلة وهي تدرك أن هذه اللحظات هي لحظات وداع الرجل الذي أحبته كثير، الى أن وصل موكب التشيّع الى جبانة مدينة الخيام، حيث أقيمت صلاة الجنازة على الجثمان الطاهر بإمامة مفتي مرجعيون وحاصبيا الشيخ عبدالحسين عبدالله، وحضور الشيخ عبدالله الحاج عباس عبدالله، والسيد يوسف زلزلة والعميد (م) حسن خليل إبراهيم إسماعيل عبدالله والعميد (م) عدنان نعمان داود، وجمع من الأهل والأقارب ورجالات العائلة، وحشد من فعاليات مدينة الخيام ووجهائها بما فيهم أعضاء المجلس البلدي لمدينة الخيام الحاليين والسابقين ومخاتير الخيام بالإضافة الى الأنسباء من مختلف قرى جبل عامل.

ولاحقاً حضر معزياً كل على حدا، نواب دائرة مرجعيون حاصبيا: المحامي الحاج علي حسن خليل، الدكتور قاسم هاشم والدكتور علي فياض، كما وحضر رئيس بلدية القليعة المناضل بسام حاصباني، ولفيف من أبناء المنطقة والجوار.

كما وأرسل من الولايات المتحدة الأميركية، ابن شقيقته البروفسور د. رياض علي عجمي رسالة تعزية هذا نصها: " بمزيد من الأسى والحزن، وبقلوب مؤمنة راضية بقضائه تعالى، ينعى البروفسير د. رياض العجمي؛ حفيد الشيخ محمد ضاهر العجمي، والمحامي على رياض العجمي والمحامي طارق فؤاد العجمي؛ خالهم وفقيدهم الغالي المرحوم "يوسف محمد علي الزين عبدالله". ويتقدمون من آل عبدالله الكرام وأنجال خالهم الفاضل: علي، حسن، حسين، عباس، كامل وعبدالله ومن كريمته غادة، وزوجته "أم علي" بأحر التعازي القلبية لمصابهم الأليم، سائلينه عز وجل أن يتقبله في واسع رحمته ورضوانه وأن يَمنّ على أهله وذويه بالصبر والسلوان، وانا لله وانا اليه راجعون."

الحاج أحمد مالك عبدالله

الخيام: 28 شباط 2023













































































تعليقات: