كشفت المحامية الإسرائيلية، سمدار بن نتان، الموكل إليها الدفاع عن الأسرى اللبنانيين في سجون الاحتلال، بعد أكثر من ثمانية أشهر من التعتيم والتكتم، أن لدى اسرائيل ستة أسرى لا ثلاثة، تجري محاكمة بعضهم في حين تحتجز الآخرين من دون محاكمة ولم يتقرر بشأنهم شيء، مؤكدة أن الأسرى الثلاثة (ماهر كوراني وحسين سلمان ومحمد سرور) يعيشون أوضاعاً صعبة جداً بانتظار محاكمتهم في العاشر من الشهر الجاري.
وكانت إسرائيل حتى الآن تتحدث في تقاريرها الإعلامية عن أربعة أسرى لبنانيين فقط، أسروا خلال عدوان تموز الماضي، وكشفت أسماء ثلاثة منهم، فيما لم تكشف عن هوية الرابع.
وقالت بن نتان، للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، إن «لدى إسرائيل ستة أسرى لبنانيين، رغم أن الحديث يتعلق دائماً بثلاثة منهم فقط تجري محاكمتهم جنائياً. أما الثلاثة الآخرون فلم يتم تقديمهم للمحاكمة ولم يتقرر بشأنهم شيء»، مشيرة إلى أن «إسرائيل تعتقل الأسرى اللبنانيين الثلاثة وكل معتقلي المقايضة بناءً على قانون يتيح احتجاز معتقلين غير قانونيين يسمح بإبقائهم في السجن طالما لم يصل الطرفان إلى مسار سياسي لإعادتهم في إطار صفقة تبادل اسرى».
وشددت بن نتان، التي لم تشر إلى هويات الأسرى الثلاثة الآخرين، على أن من واجبها القول إن «الأسرى اللبنانيين يعيشون في ظروف صعبة جداً هي الأصعب منذ أن تم أسرهم، إذ يُمنعون من تلقي رسائل وصلت من ذويهم عبر الصليب الأحمر الدولي، الممنوع بدوره أن يلتقيهم منذ أشهر، إضافة إلى أن كل الظروف المادية الأخرى سيئة»، مشيرة إلى ان موضوع جلسة المحاكمة المقررة في العاشر من الشهر الجاري تتعلق بالبت بوضعهم القانوني «ما إذا كانوا أسرى حرب أو مقاتلين غير قانونيين»، مع ترجيحها أن لا تتغير أوضاعهم في حال اصدار الحكم عليهم.
ونقلت المحامية الإسرائيلية عن الصليب الأحمر الدولي قوله إنه يضغط باتجاه مقابلة الأسرى اللبنانيين ويرى أن «ذلك يساعده كثيراً في الضغط على الحكومتين اللبنانية والسورية من أجل مقابلة الأسيرين الإسرائيليين».
من جهته، تطرق رئيس القسم العربي في القناة العاشرة الإسرائيلية، حزاي سيمان طوف، إلى السجال القضائي الدائر بالنسبة إلى أسرى المقاومة في إسرائيل، بين اعتبارهم سجناء جنائيين أو الاعتراف بهم كأسرى حرب. ورأى سيمان طوف أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لا تهمه طبيعة محاكمة الاسرى اللبنانيين «إذ لا فرق عنده سواء كانت المحاكمة جنائية أو غير جنائية، وسواء بتت بكون المعتقلين اسرى حرب أو غير ذلك، فهو يدرك انه سيحررهم من خلال صفقة تبادل اسرى إضافة إلى غيرهم أيضاً بما يشمل سمير القنطار، وهذا ما يريده ويسعى إليه».
ورداً على سؤال عن طريقة الاهتمام الذي يوليه حزب الله للأسرى على المستوى الاجتماعي والإنساني، أشار سيمان طوف إلى أن لدى حزب الله جمعية خاصة تعنى بشؤون الأسرى وتهتم بعائلاتهم، إضافة إلى جمعية أخرى خاصة بـ«سوبر ستار الأسرى اللبنانيين سمير القنطار»، مضيفاً إن «الدعم المالي والمعنوي المقدم إلى عائلات الأسرى لا يأتي من الحكومة اللبنانية، بل من حزب الله الذي يهتم بهم ويتعهد لهم أنه سيعيد أبنائهم في إطار صفقة تبادل» مع إسرائيل.
من جهة أخرى، رأى والد الجندي الأسير لدى المقاومة في لبنان، إيهود غولدفاسر، أن على إسرائيل أن تتعلم من بريطانيا وأن تتحدث مباشرة إلى حزب الله من أجل إطلاق سراح أسيريها لديه، كما تحدثت بريطانيا مباشرة إلى طهران.
وقال غولد فاسر، خلال لقائه أكثر من 150 مشاركاً في مسيرة عابرة لإسرائيل تضامناً مع الأسرى الإسرائيليين في لبنان وفلسطين، «أعرف أنه عندما تكون هناك نية للقيام بصفقة، يتم التحاور مباشرة بين الطرفين، ومن دون وسيط». وأضاف «لا يهمني إن كانت منظمة حزب الله، وفقاً للقانون، منظمة إرهابية، يمكن التحاور مع حزب الله من أجل استعادة الأبناء إلى الديار».
تعليقات: