عصائر رمضانية
بعلبك :
تنتقل مريم سعد من محل للخضار الى آخر للبحث عن ارخص الاسعار علها تتمكن من تأمين متطلبات الافطار الرمضاني، وعلى رأسه »صحن الفتوش« قبل التفكير بأي طبق آخر.
سعد وجدت غايتها بحدها الأدنى لدى محل فتحه صاحبه على عجل في احد احياء المدينة الداخلية. التاجر الجديد جمع ما بين مهنته كمزارع وبين البائع لإنتاجه، »خلطة« مكنته من البيع بأسعار الجملة متجاوزا حلقة السماسرة واكلاف النقل إلى أسواق الجملة.
ليست حالة سعد بالمقياس. تشهد أسعار الخضار والبقاليات ارتفاعا حاداً مع مطلع شهر رمضان لسببين: جشع التجار من جهة وإفراط المواطنين في الشراء في اليومين الاولين من الشهر الكريم.
ويسجل تجار سوق بعلبك خلال اليومين الماضيين ارتفاعا ملحوظا في اسعار الخضار والبقاليات تجاوز الـ٣٠ الى ٤٠ في المئة في معظم الانواع.
ويعيد حيدر عثمان، صاحب محل لبيع الخضار والفواكه بالمفرق، الارتفاع في الأسعار إلى حجم الطلب ليلة الاول من رمضان، إضافة إلى رفع سعر السلع بالجملة. ويقارن عثمان ما بين أسعار قبل رمضان وأسعار بدايته حيث قفزت »سحارة« البصل الأخضر سعة ٢٢ ربطة من سبعة آلاف ليرة إلى عشرة آلاف أي بزيادة حوالي ٣٥ في المئة »وما نزال نبيعها بخمسمائة ليرة«.
وارتفع سعر النعنع والفجل من ستة آلاف ليرة إلى تسعة آلاف اي بزيادة ٥٠ في المئة.
بدوره، قفز سعر الصعتر من عشرة الاف ليرة الى ١٤٠٠٠ ليرة مما اضــطرنا الى بيع الربطة بالف ليرة.
وقبل بداية رمضان كان التجار يشترون قفص الخس الذي يحتوي على ٢٢ خسة بسبعة آلاف ليرة فزاد سعره ٤٠ في المئة فأصبح عشرة آلاف ليرة بألف ليرة للخسة.
أما الجنون فقد ضرب الخيار حيث ارتفع السعر من ثمانية آلاف ليرة للستة عشر كيلوغرام إلى ثلاثة وعشرين ألف ليرة حيث يبلغ راسماله اكثر من ١٤٠٠ ليرة للكيلوغرام الواحد.
وأضاف عثمان أن قفص الليمون اللبناني وصل سعره الى ثمانين الف ليرة سعته ٢٤ كيلوغرام مما يفرض بيع الكيلوغرام بأربعة آلاف ليرة، »لكننا اشترينا ليمون درجة ثالثة اي ان كمية عصارته اقل وبسعر ٢٠٠٠ ليرة للكيلوغرام الواحد«.
وارتفعت أسعار الكوسا من ثلاثين في المئة والجزر خمسة عشر في المئة.
وقدر عثمان ان انخفاضا سيطرأ على الاسعار عند مرور اول اسبوع من رمضان بسبب تراجع نسبة المبيعات مما يضطر تجار الجملة الى اعادة النظر بالاسعار.
وللمزارع وجهة نظره في الأسعار. يعتبر المزارع محمد بيان ان تاجر الجملة وبائع المفرق هما من يضارب بتعب المزارع، »إذ أن الفارق بين ما يقبضه المزارع من ثمن إنتاجه وما يشتريه المواطن يتجاوز الخمسين في المائة. تتوزع النسبة ما بين خمسة عشر في المئة لتاجر الجملة كعمولة و٣٥ في المئة لبائع المفرق »نحن نتعب سنة كاملة وهم يحصلون ارباحهم بيوم واحد«. ويضيف بيان »ننتظر كل السنة لنشعر بحركة نشطة للسوق خلال الأيام الأربعة الاولى من رمضان، ورغم ذلك فان اكلافنا وصلت الى مرحلة لا تطاق بسبب الارتفاع الحاد في اسعار المحروقات والبذار والسماد«.
ويقول بيان أنه لولا ملكيته للأرض وعدم استعانته بعمال من خارج العائلة »لكنا تركنا الزراعة منذ زمن بعيد«، ليسأل عن الرقابة على اسعار البذار »إذ اشترينا نصف كيلو من بذار البصل بخمسين دولاراً بينما كان سعره لا يتجاوز العشرين الف ليرة قبلاً، ومن خمسة عشر ألف ليرة لألف غرام من بذار الزعتر (إنتاج سوري) إلى ثلاثين ألفا اليوم. ومع هذه الأسعار ولى زمن مثل »ارخص من الفجل« إذ ارتفع سعر بذار الفجل من ١١ ألف ليرة إلى ٢٨ ألف ليرة.
وفي خضم كل هذا الجدل، لم تستطع أم علي الحاج حسين ان تؤمن كل حاجياتها من خضار ولحوم وخبز. في اليوم الثاني للشهر الكريم الغت »صحن الفتوش« واستبدلته بقدر من الحساء (الشوربة) مبررة خطوتها بـ»يوم فتوش ويوم شوربة«. تسأل أم علي عن دوريات وزارة الاقتصاد ووجوب منحها صلاحية بتحديد الأسعار وتحرير محاضر ضبط بكل من يخالف التسعيرة، »إذ كيف يمكن للمواطن ان يعيش مع ثلاثمائة ألف ليرة للحد الأدنى، بينما نرى عبر شاشات التلفزة الموائد الرمضانية العارمة حيث يستقدم بعض انواع الأطعمة والفواكه من خارج لبنان والفقير لا يمكنه ان يشتري حتى كيلوغراما من العنب.
تعليقات: