قلّع الزيتون بالونش
رمز السلام والخير والنور والبركة في دائرة الخطر..
حاصبيا -
تعتبر زراعة الزيتون في حاصبيا ومنطقتها من اقدم واهم الزراعات التي يعول عليها ابناء هذه المنطقة نظرا لما تشكله لهم من مردود مالي يعتمدون عليه بشكل اساسي في معيشتهم واشجار الزيتون تنتشر بشكل كثيف وتحتل ما نسبته 85% من مجمل مساحة الاراضي الزراعية في المنطقة بحيث تشير آخر الاحصاءات غير الرسمية ان عدد اشجار الزيتون في المنطقة تفوق المليوني شجرة وتنتج حوالى 200 طناً من الزيت في موسم الحمل·
هذه الشجرة المباركة والتي يعود تاريخها الى ما قبل 2500 سنة وينظر اليها كرمز للسلام والخير بحيث باتت تعرف بشجرة النور كما جاء في العديد من الكتب السماوية تتعرض منذ اكثر من سنتين في هذه المنطقة لهجمة شرسة من قبل العابثين بالطبيعة تتمثل باقتلاع الاشجار المعمرة منها والتي تعود في معظمها الى العهد الروماني من بعض الحقول والبساتين ونقلها الى مناطق اخرى لبيعها بأسعار زهيدة لا توزاي شيئا من قيمتها التاريخية والانتاجية لتكون زينة في حدائق وقصور الاغنياء دون حسيب او رقيب من قبل الجهات المعنية لوقف هذه الظاهرة وما قد يترتب عنها من عواقب وخيمة في حال استمرارها على هذا المنوال وكأن لا يكفي هذه المنطقة ما خسرته من بساطها الاخضر وبخاصة اشجار الزيتون على مدى العقود الماضية نتيجة الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة وما سببته من حرائق أتت على مساحات واسعة منها·
مزارعو هذه المنطقة خاصة من يوافق منهم على اقتلاع شجرة زيتون معمرة من بستانه يعترف بجريمته بعد ان وجد نفسه مضطراً لارتكابها الا انه يحمل مسؤولية ذلك الى الجهات المعنية في الدولة التي لم تحرك ساكناً لوقف هذه الظاهرة او لجهة دعم المزارع ومساعدته في تصريف انتاجه من زيت وزيتون في ظل ارتف
اع كلفة الانتاج والاعتناء بهذه الثروة ويقول ابو سامر يصعب على مشاهدة شجرة الزيتون التي يزيد عمرها عن 2000 عام تقتلع من بستاني بملء اراداتي لكن غياب الدولة وعدم اهتمامها بالقطاع الزراعي في هذه المنطقة بالذات وبخاصة بشجرة الزيتون شجعت العديد على اقتلاع اشجار الزيتون اما لبيعها او لاستخدامها للتدفئة· احد التجار احضر عدته كاملة من جرافة ورافعة وشاحنات كبيرة الى احد بساتين الزيتون في حاصبيا لاقتلاع عدد من اشجار الزيتون المعمرة رفض الكشف عن اسمه واكتفى بالقول: سوف انقل هذه الاشجار الى حديقتي وساعتني بها اشد اعتناء لتعود افضل مما كانت عليه نظراً لجمالها كما انها شجرة خير وبركة ورمز للسلام·
شجرة الزيتون الى وجهتها الجديدة
تعليقات: